هذا هو حال الشعب الفلسطيني العربي الأصيل:
ما آب من سفرٍ إلا وأزعجه
رأيٌّ إلى سفرٍ بالعزم يزمعه
كما يقول ابن زريق البغدادي- الذي فُرضت عليه الحرب في داخل وطنه مع الغرباء.
المبادرة المصرية فشلت، و»إسرائيل» تتكلم اليوم عن هدنة غير طويلة الأمد، بينما المقاومة تفكر في مرحلة جديدة من الصراع، تفرض فيه إرادتها على عدو مجرم محتل.
الحرب الجديدة المقبلة في غزة تم وضع عناصر تفجيرها، قبل أن تضع الحرب الأخيرة أوزارها. الجنود جاهزون، على كلا الطرفين، فمثل هذه الحرب لم تعد معركة حدود، فهي تجري داخل آخر قلاع المقاومة في الوطن المحتل، وإنّما أصبحت حرب وجود. فالطرف الآخر لا يعترف بوجودك، ولا يفكر بامر آخر غير إخضاعك، ولا يقبل بغير أن تركع أمامه على ركبتيك. وهو أمرٌ لا تقبل به الشعوب الحرة الأبية.
في مثل هذه الحروب الوجودية، لا تنتهي حربٌ إلا لتستولد أخرى، ولا تنتهي انتفاضةٌ أو هبّةٌ، إلا لتخلف وراءها أخرى. ومن تحت الركام والأنقاض والدماء، يخرج من يحمل المشاعل لمواصلة النضال.
في نهاية العام 1987، انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وكانت مفاجِئَةً للإسرائيليين، فاتهم رابين يومها إيران وسورية بالوقوف وراءها، بينما اتهم شامير منظمة التحرير! بينما يجمع المراقبون على انها انطلقت بشكل عفوي احتجاجاً على الوضع المزري بالمناطق والمخيمات الفلسطينية، ولأسباب موضوعية، كانتشار البطالة والقمع وإجراءات الإذلال اليومية والسياسة العنصرية. وأسفرت عن 1300 شهيد فلسطيني و160 قتيل صهيوني.
يومها دخلت كلمة «الانتفاضة» في لغة الإعلام العالمي، وسميت بانتفاضة الحجارة، لأنها كانت الوسيلة المتاحة للفلسطينيين. كما سُمّيت بانتفاضة أبطال الحجارة لأن أغلب رماة الحجارة كانوا من الأطفال والشباب. وواجهم رابين سيء الذكر (الذي منح جائزة نوبل للسلام) بقوله: «سنكسر أيديهم وأرجلهم»، وهكذا دشن سياسة تكسير الأطراف على مرأى ومسمع العالم، لتضع «إسرائيل» في مرحلة مواجهة مع الرأي العام العالمي، وتتغير صورتها من واحة ديمقراطية وحيدة في محيط من الدكتاتوريات، إلى نظام فصلٍ عنصري بغيض، يعتمد القوة على إخضاع الشعب. وتحول جيشها المدرّب إلى جيش من القتلة يمارس جبروته على أطفال ومدنيين عزّل.
كانت «إسرائيل» تراهن في سياسة «كسر الأطراف» على كسر إرادة المقاومة لدى هذا الشعب الحر، وقد رأينا النتيجة اليوم. أطفال الأمس الذين لم يكونوا يملكون غير الحجارة، أصبحوا يخطّطون لصراع طويل مرير، فهم الذين فاجأوا العدو في الحرب الأخيرة بهذا الصمود الأسطوري، وبهذه المقاومة الشرسة، وبهذه التضحيات الجليلة.
وبينما اقتصرت حيلتهم قبل عقدين على رمي الحجارة، أصبحوا يرمون المدن والمستوطنات الاسرائيلية بالصواريخ، بعد أن نجحوا في تهريبها وتخزينها واستخدامها في سماء مفتوحة يسيطر عليها طيران إسرائيلي متفوق.
الذين قادوا هذه الملحمة، وشاركوا في هذا القتال، كانوا هم أنفسهم أطفال الحجارة، الذين عمل رابين على كسر أطرافهم، فعادوا يحلمون الصواريخ ليضربوا بها عمق الكيان الصهيوني وأمنه واستقراره ويهدّدوا وجوده من الأساس. وهي لن تكون الحرب الأخيرة، فقد وضع العدو الصهيوني صواعق تفجيرها، مع هذا الاستهداف البربري للمدنيين، وتعمد استهداف مدارس الأطفال التي يفترض أن تكون محرّمةً في وقت الحروب. ومن وسط هذا الدمار الذي نشهده في غزة، ستنبعث أفواج المقاومين الذين سيقوّضون دولة الطغيان الصهيوني يقيناً... «فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرةٍ وليتبروا ما علوا تتبيرا». (الإسراء، 7).
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4356 - الأحد 10 أغسطس 2014م الموافق 14 شوال 1435هـ
ستراوية
سلمت الأنامل
في الوقت الضائع.
مل ينتبهوا لخطأهم الفظيع الا بعد فوات الاوان، وبعد أن اخذت داعش تهددهم على حدودهم.
كلهم تآمروا
كلهم تآمروا على زغة بشهادة نتنياهو الذي أعرب عن سروره بتحالف الدول العربية معه ضد غزة.
غريب يحرفون البوصلة بتوفير والقيام بواجب الدفاع عن اهل السنة والجماعة أينما وجدوا وعندما حانت ساعة غزة هربوا
دولة ذات إمكانيات مالية رهيبة أبناءها بسبب مناهجهم الدينية الرسمية والأهلية آلتي تكفر المختلف معها حتى من نفس مذهبها راس الحربة في القتال في الخارج ومنهم أكثرية الانتحاريين ذوي المهمات الصعبة رفعت تلك البلد راية الدفاع عن اهل السنة والجماعة في الكثير من الدول وتحديدا في سوريا التي تدمرت بسبب رغبتها في إسقاط نظامها الغير ديمقراطي ولكانهم هم الدولة الفاضلة الديمقراطية اقول عدم حانت الحقيقة وبالذات في غزة وتم قتل اهل السنة والجماعة توارت تلك الدولة وشقيقاتها عن الدفاع عنهم
اعظم
لم تتوارى ،
بل تآمرت