عليك فقط أن تكتب جملة العنوان أعلاه بشكل وسم للبحث عما كُتِبَ تحته في «تويتر»، وستقرأ ما يندى له جبينك، وتغرورق له عيناك وينكسر له قلبك. فبعد فقدِ الشاب حسن حبيل، ضحية مرض السكلر «فقر الدم المنجلي» الأخيرة حتى كتابة هذا المقال، أطلق ناشطون هذا الوسم للتعريف بمعاناة مرضى السكلر والمطالبة بتحقيقٍ شاملٍ في كل ما قيل وما تحدّث عنه المرضى مراراً عبر وسائل الإعلام المختلفة، التقليدية منها والجديدة.

وإن كان كل ما كُتب تحت هذا الوسم حقيقياً لا مبالغة فيه، فإن هذه هي عين الكارثة الإنسانية التي لا يجب أن تمر مرور الكرام أبداً؛ بل لابد من تحقيقٍ شفافٍ لمعرفة أولئك الأطباء والممرضين ممن ذكر المرضى مواقفهم المخزية معهم، في حين كان يجب أن يكونوا لهم عوناً وبلسما. ولابد من تحقيقٍ شفافٍ في كل تلك الأخطاء الطبية التي تحدث عنها المرضى أو ذووهم والتي أودت أو كادت بحياة مرضى كان من الممكن أن يخرجوا من المستشفى أحياءً لولاها. المستشفى الذي كتب عنه بعض المرضى باعتباره قبراً أكبر لهم، وباعتباره المكان الأكثر رعباً بالنسبة لهم بعد كل تلك المواقف التي ذكروها وسمعوا بها عن مرضى تعرضوا للمعاملة القاسية أو تعرضوا لأخطاء طبية كانت سبباً في تفاقم حالات مرضهم أو في وفاتهم.

ومن هذا المقام أناشد وزير الصحة أن يسعى للاجتماع بهؤلاء المرضى بشكل عاجل، على أن يضم هذا الاجتماع أطباء وخبراء في هذا المرض للتوصل إلى خطة شاملة يخرجون منها ببروتوكول علاج حقيقي، يكون فيه الطبيب والمريض معنيين معاً بوضعه وسنّ بنوده؛ إذ لا يمكن تحديد مصير أحد من غير أن يطلع على ما يخطط هو لهذا المصير، خصوصاً حين يتعلق الأمر بوقت انتظار العلاج ووقت الصبر على الألم الذي لا يعرفه إلا من جربه مهما حاول أحد شرحه، كما لو أنها محاولة لشرح معنى لونٍ ما لأعمى لا يعرف من الألوان إلا الأسود الذي يراه دائماً.

هذا المطلب ليس اقتراحاً جديداً بل طالما طالبنا به نحن الصحافيين وطالما طالب به المرضى أنفسهم، وطالما طالبت به الجمعية المعنية بالمرض والمرضى، ولكن دائماً ما يلقى الأذن الصماء ولا يلتفت له مسئولو وزارة الصحة الذين لا يفعلون شيئاً سوى الإيعاز لقسم العلاقات العامة بكتابة ردٍ مناسب يكون كإبرة تسكين الألم التي تغرس في جسد مريض السكلر كي لا يسمعوا صوت ألمه.

لقد وصلنا اليوم - بل منذ فترة طويلة – إلى مرحلة لا يمكن تحملها؛ فالضحايا يتساقطون الواحد تلو الآخر، ويزداد خوفهم يوماً بعد يوم من مرضهم ومن طريقة التعامل معه من قبل وزارة الصحة ومن ينوب عنها، كما اضطر بعض المرضى إلى التخلي عن أحلامهم وآمالهم خشية الرحيل قبل أن ينجزوها - وهي سلبية لا أتفق معها مهما كانت الظروف ولكني أتفهمها - خصوصاً حين يتعلق هذا الحلم بالزواج والإنجاب.

بعد كل هذا وكل ما هو مكتوب في قلوب المرضى قبل حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أخشى أن لا يكون هناك مسئول سيتعب نفسه في القراءة ناهيك عن تحقيق ما هو مطلوب منه وتنفيذ ما هو واجب عليه.