ما الذي يجعل مواطناً أن يتخلى عن وطنه والتراب الذي يحوي رفات آبائه وأجداده وأن يقبل بوطن آخر جديد، ليغيّر هويته وتاريخه ومستقبله؟
ما الذي يجعل مواطناً يبحث عن مكان آخر ودولة أخرى، ليزرع فيها من جديدٍ جذوره ويتخلّى عن ملح أرضه وذكريات طفولته وشغف شبابه؟
ما الذي لم يجده في وطنه وأمل أن يحصل عليه أبناؤه في الوطن الجديد؟
ما الذي يجعل من دولةٍ تستجلب آلاف المواطنين الجدد من كل بقاع العالم، وتستهجن خروج مواطنيها إلى دول أخرى؟ ولماذا لا ترى في تجريدها لبعض المواطنين من جنسياتهم «بحكم القانون» قضية مفصلية يجب أن يتم التفكير بها لأكثر من ألف مرة؟ وأي سلطة في الأرض لها الحق في أن تجرد أي إنسان من هويته وروحه؟ وأي سلطة في العالم يمكن أن تتحكم في حب الإنسان لوطنه؟
تخلي عددٌ من العائلات البحرينية عن جنسيتها والهجرة لدولة قطر أثار العديد من مثل هذه التساؤلات المشروعة والتي لا يملك الإجابة عنها غير من اتخذ هذه الخطوة بمحض إرادته أو غصباً عنه.
وزارة الداخلية في البحرين برّرت ذلك بحصول هذه العائلات على مميزات خاصة، وخصوصاً أن هذه العائلات لها جذور قبائلية في دولة قطر، وإن قطر قد انتهكت بذلك «اتفاق الرياض» والذي يقضي بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى.
فيما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك كثيراً، ولمّح إلى أن هجرة هذه العائلات إلى قطر إنما كان نتيجة الخوف من التنازلات التي يمكن أن تقدّمها الحكومة البحرينية للمعارضة «التي تتبع الولي الفقيه والتي تريد المشاركة في الحكم»ّّ! وإنه في حالة الوصول إلى توافق بين المعارضة والسلطة فإن ذلك سيكون على حساب «المكوّن الآخر».
منطقٌ مُعْوَجّ يرى في «كل نقيصة فضيلة»، ويتعامى بقصدٍ مفضوحٍ عن الأسباب الرئيسية لعدم الرضا وغضب جميع مكونات الشعب البحريني «إلا من رحم ربي»، من السياسات العامة المتبعة في إدارة الدولة، وتغليب الاستقطاب الفجّ، فإما أن تكون معنا أو تكون ضدنا، وتغييب جميع الأصوات الأخرى، وغلبة منطق القوة على صوت العقل بحيث لا أمل في مستقبل لأجيال قادمة.
ما يجب الحفاظ عليه يبدو غائباً في هذه المرحلة، وأصبح اليأس لدى البعض أقوى بكثير من التفاؤل، وأصبح مستقبل المواطنين الجدد أبهى وأنصع، ولذلك لم يبقَ إلا خيار القبض على الجمر وإما هجرة لا عودة بعدها.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 4356 - الأحد 10 أغسطس 2014م الموافق 14 شوال 1435هـ
جسر الحرين و قطر
الجسر متي بيجهز
مجلس التعاون في ماذا
لا يا جميل ليس هكذا
أنت تقول (( تخلي عددٌ من العائلات البحرينية عن جنسيتها والهجرة لدولة قطر أثار العديد من مثل هذه التساؤلات المشروعة والتي لا يملك الإجابة عنها غير من اتخذ هذه الخطوة بمحض إرادته أو غصباً عنه)) أعتقد أنهم غادروا ليس بمحض إرادتهم ولكنهم وجدوا انفسهم في حالة متساوية مع المجنس الجديد ففي التجارة وفي العمل وفي الجيش وفي السكن والمعيشة وفي الماء والصحة والهواء والكهرباء وفي كل شئ ينافسوا المواطن ويعتدون عليه بالضرب في سوق واقف ، لذا وجدوا أنفسهم في محيط غريب عجيب لا مكان لهم فيه لذا قرروا الهجرة واسبدا
كلام جداً متوازن
شكرًا الي الكاتب علي هذا الأسلوب الامير علي قراءه الواقع اللذي نحن فيه الحمد لله اللي ما طلع لك واحد وقال انت تضخم الأمور
اخربها واقعد على تلتها
بصراحة السياسة التي نراها هي مصداق للمثل المصري اخربها واقعد على تلتها
هل هي سياسة ام تخبط ام تخريب متعمد للبلد؟
ما يحصل لا يمت حتى للسياسة بشيء ولكن يمكن ان نسميه تخبط وتخريب واضح في البلد من دون أي رادع وكأن الذي يفعل ذلك يتخذ من مقولة (ديرة مو ديرتك؟؟
الصراحه
فساد،ظلم ، سرقه، تعذيب، سجن، فصل، طائفيه، حتى ابسط الحقوق مسلوبه.
سياسة الحكومة عوجت البلد
لذلك مستقبل عيالنا سبب رجوعنا لقطر وطن لا يرجف فيه المواطن.