يواجه الإنسان في مسيرة حياته الكثير من المنغصات والعثرات التي تحول بينه وبين مواصلة دربه بكل ثقةٍ واطمئنان ليستكمل بعد ذلك مشواره بحسب خريطة الطريق المرسومة له، والتي سبق أن اعتاد عليها وتكون تلك المفاجآت الحاصلة معه حائلاً دون القيام بما يرجو العمل به، وما إصابة صاحبة الشكوى إلا خير دليلٍ على أن المفاجآت عاملٌ مثبط ومحبط لكثيرٍ من الناس وعقبة لهم أمام تحقيق ما يصبون إليه؛ لذلك أصبحت هذه الأم الأرملة، والتي اكتشفت إصابتها بسرطان الدّم إلا نكسة نفسية كبيرة بالنسبة لها تعيد لها عقارب الساعة إلى الوراء على المستوى المعيشي، الذي كان آنذاك في مستوى مستقر، لتكون ما بعد ذلك مختلفة وتضطرب معه كل الأمور لتجد نفسها واقعة قسراً أمام حجم التزامات أكثر أولوية لتدخل ضمن نفقات أخرى على قائمة النفقات الملحة، وتجعلها في مقدمة النفقات الضرورية التي تترتب عليها الحياة من العدم، وتصرف جل ما تحصل عليه من أموال تحصدها عبر المساعدات الحكومية التي تستحقها من قبل الدولة، والموزعة على معونة شئون بالغة 70 ديناراً والأخرى تخص الأرامل بـ 50 ديناراً وآخرها معونة الغلاء بـ 100 بمجموع 220 ديناراً هو كل ما يدخل على هذه الأسرة من مصروف شهري وتضطر أن تنفقه على جلسات علاجها المكلفة جداً، والتي اضطرت قسراً في بادئ الأمر أن تقضي نحو 8 أشهر في رحلة علاج خارج البحرين ثم لتعود لتستكمل مشوار علاجها داخل البحرين في العيادات الخاصة، والتي تستقطع منها مبالغ طائلة من حجم موازنة الأسرة نفسها، والتي تحصل عليها من مصدرها المساعدات الحكومية وعلى ضوء ما تمر به العائلة وما تعاني منه مع مصاريف فوق طاقتها وجلسات علاج المرض المكلفة أصبحت عاجزة عن الإيفاء والالتزام بسداد فاتورة الكهرباء والماء الذي وصلت إلى حجم 3 آلاف دينار بسبب الظروف المعيشية الصعبة والقاسية، التي تمر بها سواء على مستوى المرض ذاته وانعدام توافر مصدر دخل ثابت عدا المساعدات ومن ثم تتراكم الفاتورة لتصل إلى الحجم الذي تقف فيه متقيدة عن دفعه، وباتت مهددة في أي وقت بقطع التيار عنها.
لذلك ترسل هذه الأسطر التي تعبر عن جزء من معاناتها إلى العلن، كي تحظى بعطف ورحمة وكسب ود أهل الخير ويرفعوا عنها جزءاً من آلامها المرابطة في قلوبهم الملتهبة حرقة من وخز الحاجة والعوز والفاقة، في وقت أخذت الهيئة على نفسها تعهدها بعدم قطع الكهرباء خلال شهر رمضان على الأسر المتخلفة عن السداد، وسترجئ النظر في جدوى القطع ما بعد رمضان رأفة بحال المواطنين، وإنه بات علينا التفكير ملياً بوسيلة أجدى تنقذنا بما هو يتربص بنا ومغبة القطع في هذا الجو الصيفي الحار ما بعد رمضان، وخاصة أن الهيئة قامت بإجراء حسبة رياضية معي لتقسيط المبلغ المتراكم، ولأنني امرأة لا تملك باليد أية حيلة سوى الرضوخ لتطبيق هذا الإجراء فإنه بات لزاماً عليّ التقيد بالوقت المحدد بسداد مبلغ الفاتورة المقسط ولكنني واقعاً عاجزة كلياً على الالتزام بحجم المبلغ وسداده في أوانه لأني واقعاً لا أملك المال الكافي طالما أنفق ما بحوزتي على جلسات علاجي من المرض... لذلك أليس من الأجدى على هيئة الكهرباء أن تعيد النظر في جدوى تلك الفاتورة نزولاً عند الحال الإنسانية التي أمثلها أو حتى على الأقل أن تنال هذه الأسطر على عطفها أو اهتمام من قبل جهات خيرية لا تدخر جهداً في سبيل مساعدة المحتاجين وخاصة أنني أرملة مريضة بالسرطان مهددة ما بين قاب قوسين أو أدنى بقطع التيار الكهربائي عني دون انتظار.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
هل يلزم على المواطن قسراً أن يستخدم وسيلة الصحافة كي يببث شكواه ويتمكن من إيصال صوته وتأخذ الشكوى مجراها الطبيعي في التعاطي والتجاوب من قبل المسئولين؟ لقد بتنا نشكك في جدوى المكاتب والمسئولين طالما الأيدي دائماً مغلقة، والأجوبة مبهمة وغامضة والكلام يطول فيه الحديث الذي لايجدي نفعاً ولايقدم ولايؤخر في الأمر شيئاً ...هذا تحديداً ماتيقنت منه من خلال متابعتي الشخصية مع وزارة الإسكان التي طرقت بابها عبر المحافظة الشمالية، وقد أطلعت الأخيرة على وضعي الاجتماعي والإنساني الذي سبق وأن أشرت إليه في سطور قليلة في الصحيفة ذاتها، وعن غرفة المعيشة الوحيدة التي تضمني أنا وزوجتي وطفلي الذي يبلغ من العمر بضعة أشهر، وأعطت المحافظة الشمالية تعهداً على نفسها بتقديم يد العون بعد تعاطفها مع وضعي الاجتماعي بكل ما أوتيت من طاقة وجهد، وعلى إثر ذلك قامت بإعطائي رسالة موجهة إلى وزارة الإسكان كي تنظر الأخيرة للوضع الحرج الذي أمر فيه وتطالبها العمل على تهيئة وتوفير لي شقة مؤقتة على أقل تقدير بديلة عن الغرفة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها بضعة سنتيمترات بالإضافة إلى حمام وهما بحجم مساحة علبة سردين، وعلى ضوء كل ذلك ظللت في متابعة دائمة ومراجعة مستمرة مع إحدى الموظفات بالوزارة القديرة، والتي استلمت الرسالة المرسلة من المحافظة الشمالية وبدورها قد أبدت تعاطفاً كبيراً مع وضعي الاجتماعي، وتم على إثر ذلك قيام فريق من وزارة الإسكان بزيارة مقر لمجموع الشقق الإسكانية الشاغرة في إسكان السنابس لأجل التأكد من صحة كلامي، ووجود 50 شقة شاغرة، وإمكان الاستفادة منها، ولكن مع المعاينة القريبة لموقع الشقق إضافة إلى قيام الفريق نفسه بالنظر إلى وضعي داخل الغرفة الضيقة مقر سكني، وقد أبدوا تعاطفهم واستنكارهم إلى الحال المعيشي المزري الذي أعيشه وأتخندق بداخله، ولكن كل ماخرجت منه من وراء سيل المراجعات من وإلى الإسكان هو الكلام الفارغ والجهد الذي ضاع سدى بسبب ربط مدى أحقية انتفاعي بشقة مؤقتة بتاريخ طلبي الإسكاني الأصلي الذي يخصني وهو للتو حديث قد تقدمت به خلال فترة لاتتجاوز سنتين وتحديداً في العام 2011، وعلى ضوء حداثة الطلب الإسكاني إرتأت الوزارة أنه من المبكر لأوانه منحي الشقة المطلوبة، أو حتى النظر في جدوى منحي شقة مؤقتة رغم الظروف المحيطة المعيشية القاسية والشبه الخاوية من أي ملذات ومميزات الحياة الفارهة بداخل غرفة أشبه بعلبة سردين ضيقة جداً، والتي لاتصلح سوى لمخزن يحوي احتياجات خردة لانفع منها بسب صغر حجمها وقدمها، ولأن الوضع المالي شبه معدم اذ كنت سابقاً أتكل على مصدر رزقي في قيادة سيارة نقل مشترك، ولكن بحكم ظروف صحية قاهرة قد تعرض لها طفلي ذو البضعة أشهر وحاجته إلى إجراء جراحة عاجلة مع انعدام الوفرة المالية استدعت مني الظروف الحرجة آنذاك، والتي هي مراوحة محلها أن اضطر إلى عرض سيارة النقل المشترك إلى البيع كي أستحصل على مبلغ العملية لطفلي، وبت حالياً مابعد بيعه بلا عمل ولا سكن كريم، وفوق كل ذلك مضطر في غضون 3 أشهر قادمة وتحديداً خلال نوفمبر 2014 أن أعاود السفر مجدداً إلى نفس الطبيب الذي أجرى العملية لطفلي، لحاجته إلى الملاحظة والمعيانة الطبية اللاحقة كي يقرر مابعد ذلك مدى حاجته إلى إجراء جراحة أخرى في كلتا عينيه اللتان كانتا على وشك أن تصابان بالعمى، لولا لطف الله وتداركنا الأمر قبل أن يبلغ إلى مستوى العمى، ولكن مع ضعف الحال المادية والمعدمة وضيق ذات اليد ]كيف لي التفكير بما سيئول إليه المستقبل الصحي لطفلي مابعد هذه الفترة؟ وكيف بالإمكان تدبير مبلغ علاجه وأنا من أساسه لا أملك باليد أي حيلة، ومصدري القائم على سيارة النقل المشترك قد بعتها لأجل تأمين مبلغ علاج طفلي في المرات السابقة، والتي بلغت كلفة العمليتان الأوليتان نحو 2000 دولار أي قرابة 1500 دينار بحريني، وعلى ضوء كل ما أواجهه من ظروف صعبة كتبت هذه الأسطر أملاً بعد الله سبحانه وتعالى أن أنال ما أرجوه سواء من تعاطف وزارة الإسكان مع حالي المعيشي، أو أهل البر والإحسان وتهيئة مبلغ الجراحة قبل موعد السفر المقبل.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 4355 - السبت 09 أغسطس 2014م الموافق 13 شوال 1435هـ