قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ان تجربة منتدى أصيلة نموذجٌ يجب الاقتداء به في جميع الأوطان العربية، مشيرةً إلى أن «الثقافة تغيّر الأوطان».
البحرين التي تحل ضيف شرف منتدى أصيلة الثقافي الدولي السادس والثلاثين، أطلقت مساء الجمعة (8 أغسطس/ اب 2014م) مساراتها ومتداخلاتها الثقافية في مدينة أصيلة. ويشارك في هذا الحدث العديد من الفنانين، المثقفين، المفكرين وغيرهم ممن يندمجون في حياة مدينة أصيلة وإيقاعها اليومي، ويصنعون من موسمها السنوي فرصةً عميقةً لصياغة الجمال وتصدير الثقافة والمحبة.
وتوجهت الشيخة مي بالشكر إلى أهل أصيلة «الذين شاركوا في صياغة الجمال، وكذلك للفنانين من جميع الدول، وتحديدًا لفناني البحرين الذين حققوا نجاحًا نفخر به، ومنحوا مدينة أصيلة جماليات عديدة عبر معارض وجداريات سهروا على تحضيرها».
وواصلت: «مشاركتنا لم نخطط لها، ولكن رتبت الصدفة أن نشارك بفنون مملكتنا في الوقت الذي تحتفي وزارة الثقافة ببرنامج الفن عامنا. وها نحن عبر الفن وأدواته نحقق الكثير ونصل بأحلامنا للعالم، وسط كل المتغيرات السياسية الثقافة وسيلتنا لنغير العالم».
وانطلق يوم أمس الاول منتدى أصيلة الثقافي الدولي، بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك الذي أناب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وبمشاركة وزيرة الثقافة الشيخة مي ووزير الخارجية الأسبق ومؤسس منتدى أصيلة بالمملكة المغربية محمد بن عيسى، ووزير الشئون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية صلاح الدين مزوار والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، إلى جانب العديد من الشخصيات الدبلوماسية والمثقفين والفنانين والإعلاميين.
وأعلنت مدينة أصيلة المغربية مع هذا الإطلاق الرسمي للمنتدى، عن بدء موسمها السنوي واحتفاءاتها بالفنون والثقافة منذ 8 حتى 23 أغسطس الجاري، إذ أتبع حفل الافتتاح ندوة «الدولة الوطنية والاتحادات الإقليمية في العالم الجنوب» بمشاركة عددٍ من الوزراء والأكاديميين والمثقفين.
وطرحت الندوة دواعي انخراط الدول في كيانات اتحادية لتأمين الاستقرار والتنمية والتقدم، مستدلة على تجارب تجمعات إقليمية راهنت على المشتركات فيما بينها من روابط ومصالح كما في اتحاد المغرب العربي، مجلس التعاون الخليجي، ونماذج أخرى تتوزع ما بين شرق ووسط وغرب القارة الافريقية ومنظمة (ميركوسور) في أميركا الجنوبية و(آسيان) بالقارة الآسيوية.
وتوجهت الندوة لتناول الإشكاليات المركبة التي تواجه مثل هذه الكيانات والتحديات، إلى جانب استعراض الطرائق التي سلكها الفاعلون السياسيون والنخب الوطنية والرأي العام ومكونات المجتمع المدني من أجل تكوين اتحادات قوية ومتماسكة.
كما تم تدشين مكتبة خاصة لمعرض كتبٍ بحرينية في إحدى أهم الساحات، والتي جسدت اقتباسًا من معرض البحرين الدولي للكتاب. وقدمت المكتبة العديد من إصدارات وزارة الثقافة لكتاب وأدباء ومثقفين ونقاد بحرينيين، أنتِجَت كتاباتهم وأبحاثهم من ضمنها ما أًصدِرَ خلال مشروع (النشر المشترك) الذي أطلقته وزارة الثقافة منذ العام 2000م، وذلك من أجل دعم الكتاب البحريني. كما قدمت فرقة محمد بن فارس لفن الصوت مجموعة من المقطوعات البحرينية التي تفاعل الحضور والمارة مع موسيقاها، والتي أقيمَت على مسرحٍ في الشارع، مستوقفةً زوار المكان ومندمجةً في سياقِ المكان.
أما مركز الحسن الثاني بأصيلة، فقد احتضن معرض الفنون التشكيلية الذي يشارك فيه رواد الحركة التشكيلية في البحرين ومجموعة من الفنانين بأعمالهم الفنية، وهم: الشيخ راشد آل خليفة، بلقيس فخرو، عبدالكريم العريض، إبراهيم بوسعد، فائقة الحسن، أحمد باقر، عبدالرحيم شريف، لبنى الأمين، عبدالكريم البوسطة، أصغر إسماعيل، نبيلة الخير، علي خميس، مروة آل خليفة، حسين السني، ناصر اليوسف، عدنان الأحمد، راشد سوار، زهير السعيد وعلي حسين. ويجسد المعرض قراءة متمعنة في الفن التشكيلي البحريني وتقنياته عبر مجموعة منتقاة من أعمال كل فنان، في رصدٍ لهذا المشهد الثقافي.
وشكل أحد الطرقات وبعض الغرف الواقعة ما بين مركز الحسن الثاني وقصر الثقافة معرضًا لمجموعة من الأزياء البحرينية والأثواب المطرزة بالتقنيات الشعبية التقليدية، حيث استلهم المعرض أهم الأثواب النسائية البحرينية المتنوعة والطرز المختلفة للتصميم والتطريز.
العدد 4355 - السبت 09 أغسطس 2014م الموافق 13 شوال 1435هـ