قالت الشرطة وشهود في باكستان إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في أعمال عنف اندلعت في عدة مدن اليوم السبت ( 9 أغسطس / آب 2014) بين الشرطة وأنصار رجل دين مناهض للحكومة.
وألغى رجل الدين طاهر القادري دعوته لتنظيم احتجاج كبير في مدينة لاهور غدا الأحد. وبعد تصدي الشرطة لأنصاره حثهم على الخروج في احتجاجات صغيرة ببلداتهم.
وقال القادري في كلمة عبر التلفزيون "احملوا جثث الشهداء واجعلوا أجساد المصابين أمامكم لكن تظاهروا بسلمية. تريد الحكومة مذبحة باسم فرض النظام."
وتغذي أعمال العنف التي انطلقت شرارتها أمس الجمعة التوترات قبل مسيرة الاحتجاج الضخمة في لاهور غدا. وكان القادري يخطط للاحتجاج على اشتباكات دامية بين أنصاره والشرطة في يونيو حزيران.
ووصف القادري الحكومة بالفاسدة ودعا إلى الاطاحة برئيس الوزراء نواز شريف.
ومن المقرر تنظيم مسيرة اخرى بقيادة السياسي المعارض عمران خان في العاصمة يوم الخميس للاحتجاج على مزاعم بارتكاب مخالفات انتخابية. ويدعو خان أيضا إلى اسقاط الحكومة.
وتشعر حكومة باكستان بقلق من المظاهرتين المزمعتين. ولباكستان الدولة ذات القدرات النووية التي يقطنها 180 مليون نسمة تاريخ من الإنقلابات والاحتجاجات.
ويخشى البعض في الحزب الحاكم من احتمال أن يكون المحتجون يتلقون دعما من عناصر في الجيش الباكستاني الذي ينفي تدخله في السياسة.
وتم تشديد اجراءات الأمن في لاهور اليوم السبت وتنتشر قوات الشرطة عند نقاط التفتيش في المدينة الشرقية وهي مسقط رأس كل من القادري ونواز شريف وعاصمة اقليم البنجاب أغنى أقاليم باكستان.
وقالت نبيلة غضنفر وهي المتحدثة باسم الشرطة الاقليمية إن نحو 500 من أنصار القادري اعتقلوا وأصيب أكثر من مئة من أفراد الشرطة. ونظمت قوة أمنية دوريات في الشوارع.
وذكر رحيق عباسي وهو متحدث باسم القادري أن أكثر من مئة من أنصار رجل الدين أصيبوا أيضا ونفى مهاجمتهم للشرطة.
وقالت الشرطة وشهود إن الشرطة حاولت منع أنصار القادري من السفر إلى لاهور في أنحاء عدة من إقليم البنجاب مما أثار مواجهات وأعمال عنف.
وقال سعد باهروانا نائب المفتش العامة للشرطة إن رجلين وامرأة قتلوا في منطقة جوجرانوالا على بعد 220 كيلومترا جنوب شرقي اسلام اباد.
وقال محمد حسين وهو صاحب متجر إن هذه الاشتباكات اندلعت عندما حاولت الشرطة منع أنصار القادري من السفر إلى لاهور.
وذكر طبيب أن رجلا آخر قتل بالرصاص أثناء اشتباكات بين أنصار القادري والشرطة في بلدة على بعد 320 كيلومترا جنوب غربي العاصمة.
وفي لاهور حاول أنصار القادري أمس ازالة حواجز أقامتها السلطات حول منزله مما أدى إلى اشتباكات.
وجلب الأنصار رافعة لازالة حاويات تغلق مقر سكن القادري ورشقوا الشرطة بالحجارة لدى محاولتها منعهم باطلاق الغاز المسيل للدموع. وانسحبت الشرطة وأحاطت ناشطات مسلحات بالهراوات بالمنزل.
واستمرت الاشتباكات أثناء الليل.
وقال وزير العدل في الاقليم رانا مشهود احمد لرويترز أمس إن القادري سيعتقل ويواجه اتهامات بالارهاب لأنه حرض على العنف.
ونشرت الحكومة الباكستانية قوات الجيش حول منشآت مهمة في العاصمة الأسبوع الماضي ومنعت تجمع أكثر من خمسة أشخاص في المدينة أمس الجمعة.