العدد 4354 - الجمعة 08 أغسطس 2014م الموافق 12 شوال 1435هـ

تجدد الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة بعد فشل المفاوضات

اوقعت الضربات الجوية الاسرائيلية خمسة قتلى فلسطينيين على الاقل بينهم طفل السبت ( 9 أغسطس / آب 2014) في قطاع غزة حيث تواصلت المعارك بعد فشل المفاوضات.

واكدت حركة حماس مجددا السبت انها لن تتنازل عن اي من المطالب الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والتي ترعاها القاهرة من اجل تهدئة دائمة في القطاع.

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس في بيان"لا عودة الى الوراء والمقاومة ستستمر وبكل قوة"، مشددا على ان "لا تنازل عن أي من مطالب شعبنا".

واعلن الجيش الاسرائيلي ان طائراته ضربت نحو ثلاثين هدفا في قطاع غزة اثناء الليل الفائت، مشيرا الى انه استهدف نحو عشرين هدفا منذ صباح الجمعة وانتهاء وقف اطلاق النار المعلن لثلاثة ايام بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس.

وواصل المقاتلون الفلسطينيون من جهتهم اطلاق الصواريخ التي اصابت ستة منها السبت اسرائيل بحسب الجيش الاسرائيلي. واشار المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر الى اطلاق حوالى 70 صاروخا منذ انتهاء مدة وقف اطلاق النار في الساعة الثامنة صباحا الجمعة.

واضاف "ان الرد جار".

وقتل خمسة فلسطينيين السبت في الضربات الاسرائيلية على وسط قطاع غزة كما اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة اشرف القدرة لوكالة فرانس برس ان "مواطنين استشهدا في غارة عدوانية استهدفت دراجة نارية في مخيم المغازي" وسط القطاع، مضيفا انه "تم انتشال ثلاثة شهداء اخرين من تحت انقاض مسجد القسام الذي قصفته الطائرات الصهيونية في مخيم النصيرات" وسط القطاع ايضا.

واوضح القدرة ان جميع الضحايا ذكور تراوح اعمارهم بين 19 و56 عاما.

وقال القدرة ان "جميع الشهداء تم نقل جثثهم الممزقة اثر الاستهداف المباشر الى مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح".

من جهته اكد المتحدث باسم وزارة الداخلية انه "تم استهداف خمسة مساجد منذ صباح امس (الجمعة) بصواريخ اطلقت من طائرات الاف-16 وتدميرها"، موضحا ان هذا القصف استهدف "ثلاثة منها اليوم" السبت.

وتتهم اسرائيل باستمرار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) باستخدام المساجد والمدارس والمستشفيات لاطلاق صواريخها.

وقد قتل عشرة فلسطينيين على الاقل منذ وقف التهدئة. والحصيلة في الجانب الاسرائيلي تشير الى اصابة شخصين بجروح طفيفة في الوقت الحاضر.

وعادت لغة السلاح صباح الجمعة في القطاع الفلسطيني المدمر بعد شهر بالتمام من المعارك التي اسفرت عن سقوط اكثر من 1950 قتيلا فلسطينيا وبعد فشل المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في القاهرة لتمديد مدة وقف اطلاق النار.

وتقول الامم المتحدة ان 1354 من القتلى الفلسطينيين منذ الثامن من تموز/يوليو مدنيون وبينهم 447 طفلا.

وفي الجانب الاسرائيلي قتل 64 عسكريا وثلاثة مدنيين.

وتقاذف الجانبان مسؤولية تجدد المعارك.

فاتهمت حماس التي لا يزال ممثلوها في القاهرة مع حركة الجهاد الاسلامي، بلسان الناطق باسمها سامي ابو زهري "الاحتلال (الاسرائيلي) بالمماطلة واهدار الوقت" معتبرا انه "لا توجد استجابة اسرائيلية لاي مطلب فلسطيني مما حال دون تمديد التهدئة". واكد ان "الاحتلال يتحمل المسؤولية عن كل التداعيات".

من جهته قال مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل ابلغت الوسيط المصري "استعدادها لتمديد التهدئة 72 ساعة قبل ان تقوم حماس بخرقها".

ويبقى منحى المحادثات غير واضح الافق السبت. وقد اعادت اسرائيل مندوبيها مؤكدة انها "لن تفاوض تحت القنابل". ولا يعلم ما اذا كان الاسرائيليون سيعودون الى القاهرة.

ومع ذلك عبرت الولايات المتحدة مساء الجمعة عن املها في تمديد وقف اطلاق النار "في الساعات المقبلة". وقد ارسلت واشنطن التي سبق ان ساهمت في ابرام وقف اطلاق اول ما لبث ان تحول سريعا الى حمام دم في الاول من اب/اغسطس، الى القاهرة مبعوثها للشرق الاوسط فرانك لوينستاين كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف.

لكن الرئيس باراك اوباما الذي تعد بلاده الحليف الرئيسي لاسرائيل اقر بحدود النفوذ الاميركي، مشيرا بمعزل عن محادثات القاهرة، الى امكانية حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني على المدى البعيد.

ولفت اوباما في نيويورك تايمز الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "يتقدمني بكثير في استطلاعات الرأي" الاسرائيلية، واكثر ايضا في حرب غزة" مضيفا "ان لم يشعر بضغط الداخل فمن الصعب رؤيته يوافق على بعض التسويات الصعبة جدا، بما في ذلك التصدي الى مسالة الاستيطان".

ودعت منظمة السلام الان الى تظاهرة لرفض الحرب والدعوة الى حل دبلوماسي مساء السبت في تل ابيب. لكن معارضة النزاع همشت بفعل دعم غالبية الرأي العام الاسرائيلي لعملية "الجرف الصامد".

وفضلا عن الضحايا الذين سقطوا تسببت عملية "الجرف الصامد" التي شنتها اسرائيل في الثامن من تموز/يوليو لوقف اطلاق الصواريخ وتدمير شبكة الانفاق التي تستخدم للتسلل الى اراضيها، بهلاك اقتصاد القطاع الفلسطيني الذي يقدر تعداده السكاني بحوالى 1,8 مليون نسمة محصورين بين اسرائيل ومصر والبحر المتوسط ويسعون للصمود في وجه الحصار الاسرائيلي.

واعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة الجمعة "إن قيمة الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي بلغت 251 مليون دولار من جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما تجاوزت القيمة التقديرية للأضرار والخسائر غير المباشرة 150 مليون دولار".

واوضحت "ان الأراضي والمنشآت الزراعية كانت هدفاً لغارات الاحتلال الإسرائيلي الجوية والبحرية والبرية"، مبينة "أن الأضرار تركزت بالاستهداف المباشر للأراضي الزراعية كبساتين الحمضيات والزيتون والفواكه الأخرى، وكذلك استهداف منشآت الإنتاج الحيواني كمزارع الدجاج والأبقار والأغنام وخلايا النحل وقوارب الصيادين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً