العدد 4354 - الجمعة 08 أغسطس 2014م الموافق 12 شوال 1435هـ

الشاعرة الباكستانية بروين شاكر... فشلوا في إطفاء نارها

الشاعرة الباكستانية بروين شاكر (1952 - 1994م) انتهت حياتها بصورة سريعة إثر تعرضها لحادث سيارة وهي في الثانية والأربعين من عمرها. تركت بروين وراءها أربع مجموعات شعرية منها «الرائحة الزكية» و»مخاطبة النفس» و»الإنكار»، والتي كانت تتصف بالجودة والمتانة بما يكفي لتخليد اسمها كشاعرة. ومثل زميلتها الشاعرة كشور ناهيد كانت بروين امرأة متعددة المواهب، فإلى جانب كونها شاعرة عملت صحافية ومدرّسة وموظفة مدنيّة.

وكانت أيضاً كاتبة عمود منتظم في صحيفة «جانج» الباكستانية. أما أشعارها فكانت مبنية حول تجربتها الخاصة في الحياة كامرأة شرقية مطوّقة باستبداد العادات والتقاليد وتراقب البيئة المحيطة المليئة بالظلم والنفاق اللذين لم تستطع تغييرهما. وتكتب في مقدمتها لأحد دواوينها «ولدت في عائلة حيث يعتبر التفكير والاستماع لصوت العقل جريمة. وعلى عكس الفتيات الأخريات من نوعي، رفضت أن أرتدي غمامات على عيني وأصررت على الرؤية بوضوح ورؤية الكل ونتيجة لذلك عانيت كثيراً».

وبالرغم من محاولاتهم الجادّة، فشل معذبوها في إطفاء نارها الداخلية. هذا الشيء يتضح في كتبها الشعرية مثل «الرائحة الزكية» التي تدل أسماؤها على قدرة الشاعرة على بناء أغنية من خارج المعاناة، وخلق كون من خارج الفوضى السائدة.

وتستطيع بروين شاكر الكتابة سواء بنمط الغزل التقليدي أو النظم الحديث بمهارة متساوية. ودون أن ترفض الحالة الرومانسية للغزل تستطيع أن تكيّفه لحاجات الإحساس الحديث أو إستثماره على نمط جون دون بتشبيه أصلي جريء.

واعترافاً بموهبتها وإنجازاتها تم تكريمها بجائزة «آدم جي» ومنحت لقب «مفخرة الأداء» من قبل الحكومة الباكستانية.

وفيما يلي ترجمة لإحدى قصائدها:

كنت مختلية بفكرتك

وكان الهواء الذي يهب بارداً

استطعت أن أستشعر نفحة فرح

ملوّنة بمسحة محزنة

***

إنها حكاية منتصف ليل عميق

حينما كان القمر كاملاً وساطعاً

كان شهر تشت إلى جانب ذلك

وجمالك يملأ المنظر

***

حين تجنب نظرة العموم

ألقى عليّ لمحة عابرة

لمرة واحدة على الأقل

الشمس والنجوم حدّقت

بلا حراك وخرساء

***

من تستطيع إعادة صقل هذا القلب

لكن دعني أحاول لأجعله منقوشاً

***

دعني أختبر مهارة مركّب الزجاج

وأراجع عمله اليدوي

حينما فشلت في الوصول إلى يده

أصبح وعدي الداخلي غريبا

لكن في استعادة الأحداث

أشعر أن هدفي صعبً أيضاً

***

عن كائن واحد كان بحثي

هو حينما أفشل في الحصول عليه

أنزلت يديّ المبتهلتين إلى الأسفل

نسيت أن أطلب وأتوسل

***

الآن قرب الوريد الوداجي

الآن خلف وصول الفكرة

في صحبته استطعت

أن أشعر الآن قريبة

الآن مزالة بعيداً

***

بالرغم من أني مطوّقة بذراعيه

إلاّ أني مستغرقة في فكرته

محاولات تلقين الذات الحسية

كانت مكبوحة بالذات الروحية.

العدد 4354 - الجمعة 08 أغسطس 2014م الموافق 12 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً