العدد 4354 - الجمعة 08 أغسطس 2014م الموافق 12 شوال 1435هـ

الغانم: لا وجود لكلمة مستحيل في قاموس المرأة البحرينية

الغانم لدى مباشرتها العمل ميدانياً
الغانم لدى مباشرتها العمل ميدانياً

الشابة سوسن الغانم من جزيرة المحرق، لديها اهتمام بالفن والرسم منذ الطفولة، حيث كانت كثيرة المشاركة في المعارض والمسابقات التي تقيمها المدرسة آنذاك، كما أن أهلها كانوا يأخذونها في جولات إلى البيوت القديمة بالمحرق لأخذ أفكار منها للمشاركة في تلك المسابقات.

الغانم واحدة من البحرينيات المجتهدات، استطاعت بمواصلتها الدرب أن تكون مهندسة لها بصمة خاصة في مجال الهندسة والتصميم المعماري بالبحرين.

«الوسط» التقت المهندسة البحرينية سوسن الغانم، في إحدى العمارات قيد الإنشاء بمنطقة الجفير، حيث أكدت أنه لا وجود إلى كلمة مستحيل في قاموس المرأة البحرينية، وكان اللقاء كالآتي:

كيف تجدين نفسك الآن في مجال الهندسة، والذي كان مقتصراً على الرجال سابقاً؟

- فخورة جداً بما حققته على مستوى الصعيد الشخصي، وأصبحت أكثر فخراً عندما وجدت الكثيرات بالسنوات الأخيرة وقد اتجهن لهذا المجال، وبإمكاني الآن أن أؤكد أن لا وجود إلى كلمة مستحيل في قاموس المرأة البحرينية.

لأي مدى كان من الصعب على المرأة أن تخوض مثل هذه المهن؟

- واجهت كما واجهت الكثيرات مثلي صعوبات بل وانتقادات لا حصر لها، لا لشيء إنما لكون المرأة البحرينية اقتحمت هذا المجال، وتمكنت من إثبات قدراتها وجدارتها.

وما هي تلك الانتقادات الموجهة لك؟

- الانتقاد دائماً ما كان مركّزاً على اللباس التقليدي «العباية»، وكيف يمكن للفتاة أن تتحرك في مواقع العمل، ولكن الحقيقة أنني لم أجد اللباس التقليدي عائقاً أو مشكلة، بل أراه أحد ركائز الصون والعفة، والذي يتزامن مع إثبات التفوق في هذا المجال وغيره من المجالات الأخرى.

لكن، كيف تجدين تقبّل الأجانب لمنافسة البحرينيين لهم في هذه المهنة؟

- نظرة الأجانب كانت ولا زالت أنهم أفضل كفاءة وخبرة منا، بل ودائماً ما يجدون أنفسهم أنهم الأفضل في مختلف المهن والمجالات، بينما لو أتينا في الواقع لوجدنا أن هذه الفئة أساساً كانوا قادمين من بيئة مختلفة عن بيئتنا وغالباً ما تكون بيئة فقيرة، ولا يوجد بها أي تطور عمراني، ولكن لتفضيل أصحاب العمل لهم والتدريب الكبير والرعاية التي يجدونها، فإنهم يعتقدون أنهم الأفضل، وهذا عائد كما ذكرت لتفضيل صاحب العمل لهم على غيرهم.

أهمية المثابرة والتقدم

هل تؤيدين دخول المرأة البحرينية أكثر في مجال الهندسة؟

- من وجهة نظري، إن الصعوبة لا تكمن في دخول المرأة البحرينية هذا المجال أو غيره من المجالات الأخرى، ولكن أعتقد أن دراسة هذا المجال فيها شيء من الصعوبة، كالتي واجهتني في بداياتي. أتذكر أن دراسة الهندسة بالجامعة هي التي حققت اهتماماتي وميولي، ومنها اخترت الهندسة المعمارية، لأنه تخصص يعتمد بالدرجة الأولى على إبداع الشخص، ولكن في أول سنة دراسية واجهتني صعوبة بالغة في اللغة، حيث إنها كانت علمية بحتة فيها الكثير من المصطلحات الهندسية الجديدة عليّ، ولكن بمزيد من المثابرة والإصرار تمكنت من المواصلة والنجاح، ولهذا أدعو المرأة البحرينية ألّا تستصعب دخول هذا المجال، ولكن أشد عليها بأن تكون المثابرة والتقدم عنواناً لها.

لكن، ألا يعد ذلك مغامرة بدخول المرأة البحرينية هذا المجال، خصوصاً لعدم وجود شواغر وظيفية؟

- أرى أن المرأة البحرينية لديها الشجاعة لأن تقتحم هذا المجال كما اقتحمت غيره من المجالات، وقلة التوظيف ليس ذريعة على إثبات الذات وعدم التفوق. وفي الجهة المقابلة أرى البحرينيين بشكل عام أكثر كفاءة وإبداعاً في مجال الهندسة، ولا ينقصهم شيء عن الأجانب، لأنهم أعرف وأفهم بأمور كثيرة يجهلها الأجانب.

ماذا توجهين في حديثك للطامحات في دراسة الهندسة والعمل بهذا التخصص؟

- أتمنى أن تزخر المجالات كافة، وليس الهندسة فقط بالنساء، ولكن أرجو بالمقابل تسليط الضوء على ظاهرة البطالة من قبل الإعلام البحريني، بالإضافة لتكثيف الجهود من قبل الجهات الرسمية والعمل على توظيف العاطلين كافة.

تصميم أكبر عمارة في البحرين

كيف ترين الواقع المعماري في البحرين؟

- إن التطور والانفتاح في البحرين يتزامن مع تطور عمراني بلا شك، وبعض هذا التطور كان له تأثير إيجابي وبعضه الآخر سلبي، فمثلاً من الأمور السلبية هو عدم استغلال الأراضي بشكل صحيح في تصميم المدن والمنازل الحديثة، ومن ضمن ملاحظاتي كنت أتمنى لو كان هناك اهتمام أكبر بالنسبة للمناطق القديمة، ودراسة الاشتراطات الحالية بحيث تكون مبنية على الأسس الصحيحة.

ما هي أبرز التصاميم المعمارية التي قمت بهندستها؟

- كثيرة هي التصاميم والأشكال الهندسية، التي قمت بتصميمها طوال فترة عملي في هذه المهنة، ولكني أرى أن الأهم ليس بالكم بل بالكيف، ولهذا فإنني أعكف حالياً على نيل فرصة تصميم أكبر عمارة في البحرين.

اليوم ونحن في العام 2014، هل اكتفت الغانم من العمل بمجال الهندسة؟

- قد تمنع الظروف الطاقات والمواهب البحرينية من التقدم تارة، وتارة أخرى من تحقيق ما تصبو إليه تلك المواهب، ولكن يبقى الأمر كله بيد هذا الشاب أو تلك المرأة.

وعن نفسي، أطمح إلى فتح مكتب هندسة خاص بي، وأتمنى أن أجد ويجد غيري الدعم المناسب للمواصلة لتحقيق المزيد من النجاح.

العدد 4354 - الجمعة 08 أغسطس 2014م الموافق 12 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:30 م

      فعلا ما عندنا كلمة مستحيل

      ونعم المهندسات المجدات صديقتي سوسن
      م. افراح الحاوي
      المدير التنفيذي
      لاين ديزان للهندسة

    • زائر 4 | 8:05 م

      أتمنى لك التوفيق

      المهندسة والصديقة الغالية سوسن الغانم أتمنى لكي كل التوفيق وتستاهلين كل الخير، تحياتي لكي ، م.زينب آل نوح

    • زائر 1 | 9:21 ص

      بالتوفيق

      اتمنى لكي و لكل البحرينيين و البحرينيات مزيدا من التوفيق والنجاح في شتى المجالات

    • زائر 2 زائر 1 | 3:59 م

      شكرا

      شكرا جزيلا والله يوفقك ويوفق الجميع

اقرأ ايضاً