رفع مأتم الجمعية الحسينية في النويدرات مقطعاً مصوّراً تحت عنوان «سلوكيات الكبار» على موقع «يوتيوب»، حول مفهوم الأخلاق الفاضلة، المقطع والذي لا تتجاوز مدته الـ 4 دقائق و36 ثانية، تفاعل معه أكثر من 45 ألف متابع، فيما أعجب به أكثر من 700 متابع.

يبدأ المقطع بقول مأثور لرسول الله (ص): «جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكافه في مسجدي»، فيما تدور القصة، والتي تمت الإشارة إلى بنائها على أحداث واقعية، حول فكرة أنه مهما قرأ الأطفال عن الأخلاق الفاضلة فإنها ستظل غامضة في أذهانهم ما لم يروا في سلوك الكبار تجسيداً لها.

وتدور الأحداث حول قيام أب باللعب مع ابنه وقضاء الوقت معه، ويبدو الطفل سعيداً بقضائه ذلك الوقت برفقة والده وتعلقه به إلى أن يتلقى الأب مكالمة هاتفية وينوي فيها الخروج من المنزل، فيما يصرّ الطفل على مرافقته وسط تمنع الأب، ومع إصرار الأب على مرافقة والده، والذي يعده بالعودة بعد قليل وعدم التأخر، يلجأ الأب إلى الكذب على ابنه وتوجيهه إلى جلب كأس من الماء له من المطبخ على أن ينتظره ليرافقه إلى الخارج، إذ يهم الطفل بتلبية طلب والده إلا أنه يتفاجأ بعد عودته سريعاً بأن والده قد خرج من دونه ولم ينتظره.

ويبدو المقطع فيما بعد مؤلماً إلى حد كبير، حينما يبكي الطفل وهو جالس ينظر إلى الباب تارة وإلى كأس الماء بيده، والذي طلبه والده قبل رحيله، ويطول انتظار الطفل لوالده، والذي يصدم برؤيته جالساً ينتظره منذ لحظة خروجه، ويتأثر بمنظره، وهو ممسك بكأس الماء على أمل عودة والده لاصطحابه معه، فيما يعده والده بعدم تركه وحيداً مرة أخرى.

يذكر أن مأتم الجمعية الحسينية يعُرّف نفسه بأحد المؤسسات الفاعلة والمؤثرة في مجتمع قرية النويدرات لما له من دور ريادي مهم يستقطب كل الفئات على مختلف توجهاتهم نساء ورجالاً، وأنه قد عمل منذ تأسيسه على الإحياء الهادف للمناسبات الإسلامية بتفعيل المشاركة المجتمعية في فعاليات موحدة تبرز تضافر الجهود وتستثمر الطاقات البشرية والإمكانيات المادية المتاحة في سبيل تحقيق الأهداف السامية التي أسس من أجلها وعُرف بها في تاريخه الحافل بالإنجازات النوعية، ومواجهة التحديات بأولويات تنسجم مع طبيعة المرحلة.