العدد 4354 - الجمعة 08 أغسطس 2014م الموافق 12 شوال 1435هـ

المفتاح: يؤسفنا إساءة بعض المتدينين لدين الإسلام بسلوكيات همجية وطائفية هوجاء

الشيخ فريد المفتاح
الشيخ فريد المفتاح

عبّر وكيل وزارة الشئون الإسلامية، الشيخ فريد المفتاح، عن أسفه لإساءة بعض المتدينين لدين الإسلام، وذلك من خلال سلوكيات «هجمية وطائفية هوجاء»، مشيراً إلى أن هؤلاء يتجرأون على الدين، ويستحلون دماء الناس باسم الدين.

وقال المفتاح، في خطبته يوم أمس الجمعة (8 أغسطس/ آب 2014): «يؤسفنا إساءة بعض المتدينين من المسلمين من المنتسبين إلى الإسلام، إساءتهم لدين الإسلام، وإساءتهم للمسلمين، وخصوصاً المتدينين منهم، من خلال قيام البعض بتصرفات هجمية وسلوكيات عصبية طائفية عنيفة وهوجاء، وجرأة على الدين، وخروج عن القيم والأخلاق الإسلامية والإنسانية، بسفك الدماء واستحلال دماء الناس، واستباحة دمائهم باسم الدين، والدين منهم براء، فالدين يأمر بحفظ الكليات الخمس، بحفظ النفس والدين والعِرض والنسل والمال...».

وأكد أن «الجهل والتعصب والعنصرية والعنف والطمع والطائفية البغيضة العمياء، كل ذلك أدى إلى ما نراه من حروب وصراعات وقتل ودمار، وإن ما نراه اليوم في زمننا المعاصر، وما نراه حولنا من ظلم وعدوان يقع على المدنيين والأبرياء، لهو دليل واضح عن التنكب والتراجع عن القيم الإسلامية والأخلاقية، وخروج عن مسار المبادئ الحضارية التي جاءت بها الشرائع، وأرستها الرسالات السماوية، وهو انكفاء وتراجع عن مفاهيم التعارف والانفتاح والاحترام، وتراجع عن نهج الحوار والتعاون والتعايش التي أمر بها القرآن».

ودعا المفتاح إلى مواجهة ما وصفها بـ«الأمراض الفكرية المجتمعية»، معتبراً أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بمثابة «نبراس ونهج وأساس» للم شمل الأمة وجمع كلمتها، والحفاظ على كلمتها.

ورأى أن «ما يحدث اليوم من صراعات وعداوات وحروب وأحقاد خلفت وتخلف القتلى، وسفك الدماء وتناثر الأشلاء، والخوف والرعب والخراب والدمار، إن حدوث ذلك ليس إلا انتكاسة وتنكباً وتراجعاً عن مسار تلك القيم الأخلاقية الإنسانية السامية، وانكفاءً وانحداراً حضارياً، وتراجعاً ثقافياً عن مفهوم التعارف والتعاون والاحترام، وحفظ كرامة الإنسان، وهي المفاهيم والتعاليم التي دعت إليها الرسالات السماوية من آدم إلى محمد».

وذكر أن «هذا التراجع والانكفاء، والانحدار الحضاري، والانتكاسة الأخلاقية التي نراها أغرقت العالم اليوم، وأدخلته في دوامة من الصراعات وبحار من الدماء، ونشرت الرعب، والكراهية والقتل، وكرست ثقافة التعادي والتحارب»، مشدداً على ضرورة أن يبادر الحكماء والعقلاء وأصحاب القرار، أن يضعوا بين ذلك الانحدار الحضاري سداً منيعاً يقي البشرية والعالم آثار العداوات والحروب والدمار.

كما دعا جميع أبناء الرسالات السماوية إلى الالتفاف حول مائدة الحق، ومنظومة الأخلاق الربانية التي بعث الله تعالى بها الأنبياء والمرسلين.

وقال: «إذا تحقق التواصل والتعايش المبني على الأخلاق والمبني على الحق والعدل والقيم والسلام والاحترام، والمنطلق من القوة والعزة والمنَعة، لا من الضعف والخوف، فإننا سنقيم معاً حضارة إنسانية أخلاقية وسنجعل العالم مدينة فاضلة، ونقيم مدنية صالحة فاضلة، يسعد في ظلها كل بني البشر بعيداً عن الصراعات والحروب والعداوات، وبعيداً عن الأحقاد والكراهية، التي لا تجني البشرية من ورائها إلا الخسائر الفادحة في الأرواح والأنفس والممتلكات».

ولفت إلى أن «المتأمل في العامل المشترك بين الرسالات السماوية التي جاء بها الرسل، يجد أن هداية الناس إلى الحق، وحمايتهم من الضلال والانحراف، وأن نشر الأخلاق الراقية بينهم، وأن دلالتهم على الخير لإسعادهم في دنياهم وأخراهم، كان هدفاً للأنبياء وغاية لجميع الرسل (ع)».

وأضاف «إذا تأملنا أكثر وأكثر لوجدنا أن منظومة القيم الأخلاقية بين جميع الرسالات واحدة، ونجد قمة التوافق بين رسالة النبي محمد (ص) ورسالات جميع الأنبياء والمرسلين، للدعوة إلى الإيمان والتوحيد، وإلى عبادة الله تبارك وتعالى، والأخلاق الكريمة، والقيم الإسلامية النبيلة، وإلى تحقيق السلم والأمن والأمان، ونجد ذلك بوضوح في رسالة نبي الله عيسى ابن مريم، ومن هناك كانت رسالة عيسى رسالة حب وإيمان وسلام وإخلاص».

وشدد على ضرورة «البحث عن المشتركات الإيجابية من القيم التي تجمع بين أتباع الرسالات، وبين الناس، ولا تفرق، وتبني ولا تهدم، وتصلح ولا تفسد، وتقرب ولا تباعد، وتوافق ولا تخالف، وتصالح ولا تخاصم، وتتقدم وتتحضر وتتعارف وتنفتح على الآخر بضوابط، ولا تنكفئ ولا تتأخر ولا تتراجع وتنحدر، وذلك كله من مضامين الرسالات السماوية السمحة».

وأفاد وكيل وزارة الشئون الإسلامية، بأن «المتأمل في النصوص القرآنية بوضوح، يجد أن الهدف الواحد الذي بعث الله به الأنبياء والمرسلين، أن يعيش الناس كل الناس على وجه الأرض في هذا العالم، أن يعيشوا إخوة مؤمنين متحابين متسامحين متآلفين متعارفين، وأن يتواصلوا ويتعايشوا فيما بينهم بسلام ووئام، وأن يحترم بعضهم بعضاً، لأن الله كرّم بني آدم، وأن يعيشوا في أمن وأمان واحترام، وتعاون واستقرار، وأن ينتقلوا إلى الرفيق الأعلى موحدين ومؤمنين وصالحين».

العدد 4354 - الجمعة 08 أغسطس 2014م الموافق 12 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 9:40 ص

      ..

      يوسفك وتستنكر
      ما يحتاج كل هذه المقدمات
      قول الدواعش والنصرة القتلة
      تحدث عن الداعمين لهم بالملايين
      وشعب البحرين يشتكي من الفقر
      أياديهم ملطخة بالدماء وقتلهم الأبرياء من جميع الطوائف ممن يختلف معهم
      أو يتفق معهم.
      اجتهد فقتل
      ألا لعنة الله على القوم الكافرين

    • زائر 12 | 7:28 ص

      ليش

      ليش سكت يوم رفعو اعلام داعش فى براحة المسجد شان قلت كلمة حق ومنعتهم من الدخول الى المسجد لانهم يوالون سفاكين الدماء وثانيا لاسميهم متدينين هم كفار ويحاربون الله مافى مقام فى الموصل للانبياء ماهدمو المشتكى لله

    • زائر 11 | 7:23 ص

      وينك

      وينك يوم الحكومة هدمت المساجد حتى ما استنكرت على هاده العمل السئ

    • زائر 10 | 6:49 ص

      بو محمد

      مو الدواعش بس حتى بعض .....في العراق يستخدمون العنف والقتل بالهوية نبرأ من كل من انتهج هذا المنهج

    • زائر 9 | 3:58 ص

      العزيز

      إن أكثر الإنتهاكات التي صدرت من الدواعش صدرت في البحرين قبلهم ونالت طائفة كاملة بها حيث هدمت مساجدهم ومآتمهم وقتلوا وعذبوا وسجنوا وستباحت نسائهم في السجون وفي الشوارع حتى صدر وباركه ومولوه بعض علماء المسلمين لبعض الدول مثل سوريا والعراق ولبنان. وما زالت الإنتهاكات مستمرة يا شيخ وإعلم أن السكوت على الظلم. لن يفر منه ظالم و ساكت عن حق. يا منتقم.

    • زائر 8 | 2:54 ص

      الاسلام بريئ من أعمالهم القذره

      المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

    • زائر 7 | 2:13 ص

      البحرين

      من الي يسب في الجامع خلق الله ومن الي يرفع علم داعش ويعلن انتمائه علنا ومن الي يهدم المساجد ومن الي يظهر على ...................................

    • زائر 6 | 1:49 ص

      متدينين

      وهل تسهي هؤلاء متدينين؟ المسلم من سلم المسلون من لسانه و يده .

    • زائر 5 | 1:48 ص

      احسنت ياشيخ

      بارك الله فيك

    • زائر 4 | 12:40 ص

      داعش في البحرين كذلك

      غريب امر الشيخ يقصد داعش و يسميهم متدينون و مسلمين ؟! ذلين عار على الاسلام و المسلمين و البشرية جمعاء اهتز الكون من سوء افعالهم و خستهم لعنة الله عليهم و على من والاهم و ايدهم و ساعدهم

    • زائر 3 | 12:30 ص

      يقصد داعش

      ذلين بعد ايسمونهم مسلمين لو متدينين ،، هؤلاء الدواعش بلا دين و لا انسانية و لا بشرية و لا اي شي انهم مخلوقات غريبة عن هذا الكون حتى الحيوانات اشرف من الدواعش

    • زائر 1 | 10:23 م

      يؤسفنا إساءة بعض المتدينين لدين الإسلام بسلوكيات همجية وطائفية هوجاء

      منذ ثلاث سنوات واكثر وهذه العصابة الارهابية تعيث فسادا في الارض والبحر احرقت الاخضر واليابس وشوهت الدين الاسلامي في سوريا والعراق ولبنان
      والآن يؤسفك لاحول الله بل قل عليهم لعنة الله
      لماذا لم تسمهم بأسمائهم ؟ هل هو الخوف ؟

اقرأ ايضاً