قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (8 أغسطس/ آب 2014): «في غياب الرادع يستمر إجراء إسقاط الجنسية اليوم ويتوسع ويهدد كل مواطنٍ أصلي لا ترضاه السلطة».
وتحت عنوان «مواطَنَتَان»، أوضح قاسم «هناك مواطنَتان، مواطنة حقيقية واقعية تتمثل في الولادة على أرض بلدٍ معيّن والعيش فيه، والانشداد النفسي بها وبجوّها وأهلها والتفاعل مع حركة الحياة القائمة عليها. ومواطَنةٌ أخرى اعتبارية، تعتبر من جهة مسئولة، أو شخصٍ مسئول، يمتلك صلاحية ذلك قانوناً على أساس من شروط ومواصفات محددة فيما ينبغي، أو بصورة اعتباطية غير قانونية كما قد يحصل خارجاً في بعض البلدان وأنظمة الحكم المتخلفة»، مشيراً إلى أن «هناك حقوقاً وواجبات قانونية موضوعها المواطنة بقسميها الواقعية والاعتبارية».
ولفت إلى أن «مما لا ينبغي أن يُشك فيه، أن المواطنة الواقعية هي الأصل ولا يمكن للمواطنة من القسم الثاني أن تجاريها ثباتاً وقوة، ولو جاء تفاوت في الحقوق المترتبة على هذه وتلك فلابد أن يكون الترجيح والتميّز للحقوق القائمة على المواطنة الحقيقية المتأصلة. وهذه المواطنة ثابتةٌ في الواقع لا يلغيها الاعتبار، ومصادرتها تعسفٌ محض، وأي قانون لا يسلبها وصفها وتبقى قائمة في ميزان الحق وبلحاظ تأصّلها».
وشدد على أن «نفي المواطن من وطنه لوجهٍ أو غير وجه، عدلاً أو ظلماً، لا يلغي أنه مولودٌ في هذه الأرض وقد عاش فيها، وعودته بعد نفيه لا يحوّل مواطنته من مواطنة واقعية إلى كونها النوع الاعتباري لأنها لم تفقد أصليّتها ووصفها الحقيقي أو قوامها في يومٍ من الأيام».
كما رأى قاسم أن «هذا النوع القوي المتأصل والأصل في المواطنة يُعامل كما في البحرين هذه الأيام على مستوى كونه ورقةً رخيصة تثبت بالاعتبار وتسقط بالاعتبار وحتى من غير ضوابط أو محددات قانونية ثابتة ولو جائرة. وتُقدّم المواطنة الاعتبارية عليها وتتميّز بحقوقٍ أشد منها حسب هوى السياسة وتقديرها لمصالحها التي لا تعرف حقّاً ولا قيماً».
وذكر قاسم أن «البحرين وفي وضعها الواقعي اليوم وفي أكبر مساحة من هذا الوضع، وبلحاظ ما يجري على الأرض فيها من أحكام قضائية وسياسية وتنفيذية وإجراءات أمنية وتشريعات مما يجري على يد السلطات المتعددة اسماً، الواحدة حقيقة ومسمى، هو وضعٌ لا ينتسب إلى خلفية من أحكام الدين ولا دستورٍ عصري ولا قانونٍ عادلٍ، ولا عرفٍ عقلائي، ولا مصلحةٍ وطنية، ولا احترامٍ لحقوق الإنسان وكرامته، إنه وضع خارج العصر وخارج الحضارة، وبعيدٌ كل البعد عن ثوابت الدين وقيمه الخالدة، وضعٌ ممعن في الرجعية والتخلّف، وضعٌ من أوضاع الغاب، وإلا فكيف يحدث كل الذي يحدث على الأرض على يد السلطات المختلفة وكيف يستمر مسلسل إسقاط الجنسية عن المواطنين بالجملة ومن غير حساب؟».
وفي موضوع آخر، قال قاسم، إن الوطن خرج من أزمته إذا كان انزعاج السلطة من فكرة «666» و «884» في التشكيلة الوزارية، هو بسبب تمسكها بالمواطنة، وكفرها بالمقياس الطائفي.
وأوضح قاسم، أن «السلطة انزعجت وبدَت منزعجة جداً مما ذكر عنها بأنها صاحبة فكرة 666 أو 884 على مستوى التشكيلة الوزارية فيما قد يأتي من تشكيلة وصيغة لها»، مبيناً أن «موضع الانزعاج الشديد أن هذه الصيغة لا يمكن أن تصدر من السلطة أو توافق عليها، لأنها تنطلق من روحٍ فئويةٍ وطائفية وتحكّم المقياس الطائفي في سياسة البلد، وفيها تأثير سلبي كبير على وحدة النسيج الاجتماعي الذي يجب أن يكون متماسكاً، وإلغاءٌ لمقياس المواطنة. وتريد أن تقول الدولة بأنها بريئة من كل هذه السلبيات والسيئات».
وأردف قائلاً «إذا كانت الخلفية لهذا الانزعاج هو كفر بالمقياس الطائفي وتمسكها بمقياس المواطنة فالأمر جميلٌ جداً، وبذلك يكون الوطن قد خرج من أزمته واستراح العباد والبلاد والأرض وما عليها ومن عليها، ولكن أتكون هذه الخلفية هي الخلفية الحقيقية لذلك الانزعاج؟».
وبيّن أن «هذه الخلفية تحددها حقيقية لذلك الانزعاج، أولاً أن تجيب الحكومة إجابة علميةً واقعيةً حقيقية لا لبس ولا مواربة ولا مغالطة فيها».
وطرح قاسم تساؤلات عدة، بدأها بسؤال «ما هو واقع التركيبة الوزارية الآن وعدد من التركيبات الوزارية السابقة؟ - نريد إجابات علمية دقيقة وصريحة، والأجوبة هنا معروفة وإن كانت من فم الحكومة أحلى؟، ما هو واقعها من حيث العدد الكلّي - أي الوزارات - في كل تشكيلة وزارية منها، وما هي النسب في كل واحدة منها للعائلة الحاكمة وللطائفتين الكريمتين في الوطن؟».
وأضاف في تساؤلاته: «وهذه التشكيلات، بهذا الواقع، من صنع مَن؟ وسياسة مَن؟ وما هو المقياس الذي اعتمده صانعها؟ وفي أي اتجاه كان التطور لهذه التشكيلات؟ في اتجاه التخفيف أو التأكيد للمقياس الثابت الذي كان يقف وراءها؟».
وأشار إلى أن «الأسئلة السابقة كلها تأتي في شأن وكلاء الوزارات، والمراكز الإدارية، والمجلس النيابي، ومجلس الشورى، والمؤسسة القضائية، والمؤسسة الأمنية، ومؤسسة الجيش، والمستشارين، وكل أجهزة الدولة ذات الأهمية المتميزة».
وأكد أنه «بعد الإجابة الصريحة الحقيقية الخالية من اللف والدوران، سيتضح أن المرفوض من الدولة هو المقياس الطائفي أو نسبة التمثيل التي تتضمنها صيغة 666 أو صيغة 884، وأن ما هو مطلوب ما هو أبشع في الصورة وفي الإطار الطائفي وبحسب المقياس الطائفي أن تكون التشكيلة من مثل 882 على أن نسبة 2 من 18 هي نصيب طائفة معيّنة كُتب عليها في نظر السلطة قدر التهميش والإقصاء والإضعاف»، منوّهاً إلى أن «الإجابة العلمية الدقيقة غير المنفعلة على الأسئلة المتقدمة هي التي توضح الحقيقة».
وتحدث قاسم في خطبته أمس عن الربيع العربي، وتحت سؤال «هل يعود الربيع ربيعاً؟»، أوضح أن عنوان «الربيع العربي» أطلق على الثورات العربية التي شهدتها الساحة العربية من قريب، وأظهر ما دفع لإعطاء هذا الوصف لها هو إسقاطها لعدد من كيانات النظام العربي القديم الذي عانت من ويلاته شعوب الأمة الثائرة».
وتابع «والآن شهد استعمال هذا الوصف انحساراً بدرجة ملحوظة وحلّ في أوساط الأمة يأسٌ بعد الأمل الكبير، والسبب في ذلك هو تخلّف النتائج المتوقعة للشعوب، للأنظمة التي كان مرتقباً أن تتوّلد من رحم هذه الثورات وهي نتائج مغرية فيما كان الظن يذهب إليه».
وأضاف «وأكثر من ذلك أن جاءت النتائج صادمةً، من تقاتلٍ على السلطة، ومذابح بشعة، وهمجية قاسية، وفوضى عارمة، وحياة غابٍ وأخلاقيات حيوان، وخطرٍ يتهدد الأمة كلّها»، مشيراً إلى أن «الربيع تحوّل في النظر العام من ربيعٍ إلى خريف، ومن نسيمٍ إلى جحيم».
وقال قاسم: «يُسأل ما هو ربيع شعبٍ أو أمة لنتعرف من الجواب ما بين الربيع في معناه الصحيح وصورته الجذّابة الرائعة وبين ما صارت إليه الأمور اليوم وما ينتظر الأمة في غدها القريب أو البعيد».
وبيّن أن ربيع شعب أو أمة، يصدق بعدد من الأوصاف والمعلومات، منها: « أمنٌ واستقرارٌ يسود حياة المجتمع، وعلاقات عادلة مرضية، وانسجام وتعاونٌ في البناء الصالح للإنسان والوطن بين شعبٍ وسلطته، وأمة وحاكمها».
وذكر أن من تلك الأوصاف والمعلومات «نظام حكمٍ متوافقٍ عليه، ودستورٌ يكفل العدالة ويقوم على احترام الحق ويحقق حاجات الحياة وطموح الإنسان وهدفه بما هو إنسان، وغايته التي تتناسب مع فطرته وتكوينه المحكم الدقيق الهادف الكبير».
واستطرد في توضيح الأوصاف قائلاً: «تقدمٌ ولو أولي في مستوى الإنسان وأوضاع حياته من سياسية واقتصادية وصناعية وزراعية وخدمية وصحية وغيرها من أوضاع القوة والبناء السليم، وعودة للقوة والمتانة والصلاح للبنية التحتية للبلاد ووضعها في خطّ النمو والتطور والازدهار».
ورأى أن من تلك الأوصاف والمعلومات هو «اكتساب الشعب أو الأمة لفعل تقدمها موقعاً جديداً متقدماً من بين سائر الشعوب والأمم على خلاف ما كان قبل الثورة والنظام الجديد. وخروج الوطن المنتصر من أي تبعية مذلة كان يعيشها قبل الثورة والدولة التي أنجبتها، وتمتعه باستقلال حقيقي ثابت يقوم على الاكتفاء الذاتي ويضمنه موقع القوة وتعززه الثقة بالذات. وعودة شعوب هذه الأوطان وحكوماتها المنتصرة، أو الأمة إلى انتمائها الحضاري عودةً صادقة، وإلى هويتها الأصيلة التي تمثل سرّة ما يزهيها وتمدها بروح العزة والبناء والجهاد والاستقامة والصمود وتميزها بمستواها الإنساني الرفيع الرائع الجذّاب».
واعتبر أن «لا شيء من هذه الكيانات من عطاء الثورات العربية قد تحقق له نصيب من ذلك، بل جاءت النتائج في واقعها الحالي مخيّبة للآمال، ولهذا الواقع المؤسف أسبابه الخاصة المؤلمة وإن كان سير الشعوب الثائرة والأمة الحية الناهضة لا يتوقف وحركتهما لا تعرف الانكسار».
العدد 4354 - الجمعة 08 أغسطس 2014م الموافق 12 شوال 1435هـ
شمس
الشمس ما تتقطه بمشخل صدق ياشيخ انك مواطن اصلي
من هوان الدنيا
امر مبكي مضحك ، سحب الجنسية من المواطنين التي تمتد جذورهم لآلاف السنين لمطالبتهم بحقوقهم العادلة ، ومن جانب آخر تعطى ل.......
مع تطبيق القانون
لكل بلد الحرية في حماية أمنه وشعبه ومكتسباته وصون سيادته من التدخلات الخارجية..خصوصا إذا كانت هذه القرارات بتأييد شعبي....رفاعي
عندما أتطلع الى هذا
العالم الرباني الحريص على بلده وشعبه ، أقول انه البلد فيها خير بوجود سماحته
المتمردة نعم
الشيخ الجليل يستجوب الحكومة من على المنبر!!بعد ان خفق الشارع والمجلس الهزيل عن ايصال صوت الشعب!!اذاً اغلقوا الجمعيات وافتحوا المساجد للندوات السياسية
مع احترامي
خل عنك السياسة وركز على الدين والفقه يا شيخ
لطالما كان الدين سياسة
لأخي العزيز ، منذ بدأ الخلق والرسالات السماوية والدين الإسلامي من اساسة سياسة وحكم العالم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حكما دينيا وسياسيا والا لما كانت الفتوحات الإسلامية ،، أي أن الدين هو السياسة .وشكرا
احسنت ياشيخ
كلنا رأينا نتيجة الربيع العربي من تناحر على السلطه و قتل الابرياء و تدمير لجميع البلدان التي حل بها من تقاتلٍ على السلطة، ومذابح بشعة، وهمجية قاسية، وفوضى عارمة، وحياة غابٍ وأخلاقيات حيوان، وخطرٍ يتهدد الأمة كلّها. و لذلك نقول لن لن نسمح لا لربيع و لا لخريف ليمرر ببلدنا البحرين. بلدي و إن جارة علي عزيزه.
الظلم
حسبنا الله و نعم الوكيل على كل من يظلم الناس و يضيع اعمارهم في السجون و الهموم و يتجبر على خلق الله بغير وجه حق { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }
في غياب العدل
البلد ما فيه انصاف و لا عدل بين الناس و انما الظلم فعادي يسقطون جنسية المعارضين و هم يريدون التنكيل بأقسى العقوبات التي لا تخطر على بال ابليس فصبر" جميل و بالله المستعان
بارك الله فيك شخنا الجليل
سر على درب الحق وفقك الله لكل خير