قال مسئولون أتراك اليوم الجمعة (8 أغسطس / آب 2014) إن أنقرة تزيد مساعداتها الانسانية إلى شمال العراق لكن من غير المرجح على ما يبدو أن تشارك في العمليات العسكرية ضد تقدم المتشددين الإسلاميين هناك إلا إذا تعرضت حدوها الجنوبية مع العراق لتهديد مباشر.
وتمتد حدود تركيا مع شمال العراق مسافة 370 كيلومترا وتشعر بالقلق من تقدم مقاتلي داعش نحو اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يمثل منطقة عازلة أمام الاضطرابات في باقي أنحاء العراق.
وقصفت طائرات امريكية العراق اليوم الجمعة لأول مرة منذ انسحاب القوات الأمريكية في عام عام 2011 لتصيب قطعة مدفعية متحركة يستخدمها مقاتلو داعش لقصف القوات الكردية المدافعة عن اربيل. وللولايات المتحدة قاعدة جوية كبرى في انجرليك بجنوب تركيا.
وقال مسئول تركي "قاعدة انجرليك لم تستخدم في الغارات الجوية الامريكية."
وقال أحد مسئول تركي كبير لرويترز "خمس شاحنات تحمل مساعدات للعراق انطلقت اليوم وسوف تعبر معبر هابور الحدودي يوم الاحد " مشيرا إلى ان الشاحنات تحمل أغذية وأدوية وأغطية وسلع رئيسية اخرى.
وأضاف المسئول أن المساعدات موجهة لمدينة كركوك النفطية وأربيل وبلدة دهوك على نهر دجلة وستوزع على أفراد من الأقلية التركمانية والأقلية اليزيدية وعلى غيرهم ممن يحتاجون المساعدات.
وقال مسئول تركي آخر "لا نخطط في الوقت الحالي لإسقاط المساعدات بطائراتنا" مضيفا أن أحدث شحنة مساعدات تركية أرسلت برا قبل يومين إلى دهوك وقامت السلطات المحلية هناك بتوزيعها برا وجوا.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع رويترز يوم الأربعاء أن استقرار المنطقة الكردية في شمال العراق "بالغ الأهمية" لتركيا وإن أنقرة ستبذل قصارى جهدها لمساعدة الأكراد.
وقال داود أوغلو ردا على سؤال عما إذا كانت المساعدات التركية ستتجاوز المساعدات الإنسانية إن تركيا "ستتخذ كل التدابير" لحماية حدودها لكنه قال إن الأولوية يجب أن تكون لتشكيل حكومة عراقية جديدة في بغداد.
وأضاف أن السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسئولة جزئيا عن زرع بذور التشدد بين بعض الطوائف السنية.
وقال "الشيء الأول الذي يجب عمله هو تشكيل حكومة عراقية جديدة برئيس وزراء جديد... من الصعب حل المشكلات في المناطق المحيطة بدون إعادة هيكلة السياسة في بغداد."
وأحد العوامل التي من المرجح أن تثني تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي أن تحذو حذو الولايات المتحدة وتستخدم القوة العسكرية ضد الدولة الإسلامية هو أن الجماعة المتشددة لا تزال تحتجز 49 رهينة خطفتهم من القنصلية التركية عندما اجتاحت مدينة الموصل العراقية في يونيو حزيران الماضي.
ومن بين المحتجزين القنصل العام وجنود من القوات الخاصة ودبلوماسيون وأطفال.