الوسط - محمد باقر أوال

سادت حالة من الهلع في العالم بعدما حذرت منظمة الصحة العالمية من تداعيات «كارثية» محتملة جراء تفشي فيروس «الإيبولا» في غرب إفريقيا، واصفة تفشي الفيروس في سيراليون وليبيريا ونيجيريا بأنه الأكثر فتكاً على الاطلاق.

واعتبارا من (31 يوليو / تموز الماضي)، سجلت المنظمة 1323 حالة إصابة مؤكدة أو مشتبه بها بالايبولا في غرب إفريقيا توفي منهم 932 شخصاً في الفترة بين (2 و 4 اغسطس / آب 2014). وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد فَقَدَ أكثر من 60 شخصا من العاملين في مجال الصحة حياتهم.

وطمأنت مديرة إدارة الصحة العامة مريم الهاجري، المواطنين عبر تأكيدها خلو البحرين من فيروس «الإيبولا». مضيفة أن «هناك إجراءات اتخذتها البحرين بشأن هذا الفيروس».

وقالت: «هناك إجراءات اتخذتها البحرين بشأن الوافدين من الدول الموبوءة وقامت بوضع آلية للكشف على القادمين من تلك الدول الموبوءة بالفيروس مثل بعض الدول الافريقية كدول ليبيريا وسيراليون ونيجيريا اذ منعت إعطاء التأشيرات لهم».

وذكرت الهاجري أن «هناك إجراء للكشف على أي شخص في البحرين إذا زار البلدان الموبوءة بفيروس الإيبولا خلال شهر». موضحة أن «هناك تواصلاً مستمرّاً مع منظمة الصحة العالمية والمكتب التنفيذي لوزراء الصحة لدول الخليج وهناك لجاناً خليجية واقليمية لمكافحة الأمراض المعدية تجتمع بصورة دورية لمجابهة هذه الأمراض».

إلى ذلك أكد وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي أن «الوزارة اتخذت إجراءات وقائية دقيقة لمنع وصول وباء «الايبولا» إلى البلاد بعد تزايد فرص انتشار المرض في مختلف دول العالم.

من جهتهم قال ثلاثة خبراء، من بينهم بيتر بيوت الذي شارك في اكتشاف «الإيبولا» العام 1976، إنه «يتعين منح الأفارقة المصابين بالمرض فرصة مماثلة». وبيوت وديفيد هايمان وجيرمي فارار أساتذة في الأمراض المعدية ويرأسون على الترتيب مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي ومركز تشاثام هاوس للأمن الصحي العالمي وذا ويلكوم ترست.

وقال الخبراء إن «هناك الكثير من العقاقير المضادة للفيروسات والأجسام المضادة واللقاحات قيد الدراسة لاستخدامها في مكافحة الإيبولا».

وكتبوا في بيان مشترك: «يجب إتاحة الفرصة للحكومات الإفريقية لاتخاذ قرارات واعية بشأن استخدام هذه المنتجات أو عدم استخدامها - على سبيل المثال لحماية وعلاج موظفي الرعاية الصحية الذين يتعرضون لمخاطر العدوى».

وأضافوا أن منظمة الصحة العالمية «باعتبارها الجهة الوحيدة التي تتمتع بالسلطة الدولية» الضرورية لاتاحة الفرصة لاستخدام هذه العلاجات التجريبية «يجب أن تأخذ على عاتقها القيام بهذا الدور القيادي الكبير».

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة السعودية الأربعاء (6 أغسطس/ آب 2014) وفاة المريض السعودي المشتبه بإصابته بفيروس «الإيبولا» على إثر توقف قلب المريض على رغم محاولات الفريق الطبي لإنعاشه. كما اعلنت الوزارة فرض حظر تأشيرات العمرة والحج من الدول الإفريقية التي انتشر فيها الوباء.

واوضحت أن «نوع الفيروس، سبب العدوى، مازال محل استقصاء بعد أن أثبتت الفحوصات التي أجريت على عينات المريض في مختبر متخصص عدم إصابته بحمى الضنك ومجموعة أخرى من فصيلة فيروسات الحمي النزفية».

واعلنت الوزارة انها «ارسلت بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية عينات المريض إلى عدد من المختبرات الدولية المعتمدة والمخولة لأداء مثل هذه الاختبارات في كل من الولايات المتحدة وألمانيا للكشف عن الاصابة بفيروس الإيبولا».

الوباء خرج عن السيطرة

بدورها، قالت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان لرؤساء غينيا وليبيريا وسيراليون خلال اجتماع في كوناكري: إن «تفشي فيروس «الإيبولا» في غرب افريقيا خرج عن نطاق السيطرة إلا انه بالإمكان وقفه».

وقالت: وفقاً لمنشور من المنظمة «يتعين أن يمثل هذا الاجتماع نقطة تحول في الرد على انتشار المرض».

وأضافت «يتحرك هذا الانتشار بسرعة أكبر من جهودنا للقضاء عليه، اذا استمر تدهور الوضع فان العواقب ستكون كارثية فيما يتعلق بإزهاق الأرواح كما ينطوي على خلل اجتماعي واقتصادي شديد وتزايد خطر انتشار المرض إلى دول اخرى».

كما اتخذت بلدان غرب إفريقيا التي تشهد انتشار الوباء إجراءات قاسية للحد من انتشار الوباء.

وفي جنيف، قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) إن منظمة الصحة العالمية لا توصي بفرض أي قيود على السفر أو إغلاق أي حدود بسبب تفشي فيروس إيبولا، وإنه لن تكون هناك مخاطر كبيرة على الركاب لو سافر مصاب بالفيروس في رحلة جوية.

سيراليون تستعين بالجيش

من جهتها، استدعت سيراليون الجيش لمساعدة السلطات الصحية على فرض الحجر على المصابين بفيروس «الإيبولا» الذي خلف حوالى 900 متوفى في هذا البلد وجارتيه غينيا وليبيريا، وبات وباء يهدد بالانتشار عالميا.

واوضح مسئول في الرئاسة السيراليونية ان «الرئيس ارنيست باي كوروما امر بنشر مئات الجنود في المراكز الطبية المخصصة لعلاج المصابين بهذا المرض، وغالبيتها في شرق البلاد، وذلك للمساعدة في فرض الحجر الصحي».

كما اعلنت شركة بريتش ايرويز البريطانية تعليق رحلاتها إلى ليبيريا وسيراليون حتى 31 اغسطس على الأقل، وهما اثنان من البلدان الافريقية الاربعة التي تفشى فيها فيروس ايبولا.

واعلنت الحكومة النيجيرية (الاربعاء) وفاة شخص ثان بفيروس «الإيبولا» في نيجيريا من اصل سبعة اشخاص في مجموعة اصيبوا بالمرض في لاغوس كبرى مدن غرب افريقيا.

وقال وزير الصحة اونييبوشي شوكو ان «سبع اصابات مؤكدة بايبولا سجلت في نيجيريا».

وأضاف أن عدد الذين توفوا بالفيروس أصبح اثنين بعد موت ممرضة كانت تهتم بليبيري توفي في نهاية يوليو، وكان اول مريض يودي ايبولا بحياته في البلاد.

كما أعلن مسئولون أن طبيبا أميركيا مصابا بفيروس «الإيبولا»، بدأ في التحسن في أحد مستشفيات أتلانتا بالولايات المتحدة، وذلك بعد أن كشفت تقارير صدرت أنه تلقى مصلا تجريبيا بينما كان مازال في أفريقيا على مشارف الموت.

كما ذكرت جمعية «ساماريتانز بيرس» أن موظفة إغاثة أميركية أخرى تدعى «نانسي رايتبول» كانت أصيبت بالمرض في ليبيريا، أخذت جرعة من اللقاح، وقد تحسنت حالتها ومن المقرر أن يتم نقلها جوا إلى الولايات المتحدة.

من جهته، قال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة أنتوني فوسي، في حوار له مع صحيفة «واشنطن بوست»: إن «المصل هو عبارة عن «خليط من الأجسام المضادة التي لديها القدرة على إعاقة الفيروس».

وقال مسئولون في البنك الدولي: إن «من المقرر أن يعلن البنك تمويلاً في وقت لاحق هذا الأسبوع بعد موافقة مجلس إدارته».

واعرب رئيس البنك جيم يونغ كيم، وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية، في البيان عن «قلقه ازاء هذا الفيروس الوبائي»، مؤكدا أن «أرواحاً كثيرة معرضة للخطر اذا لم نتمكن من الحد من وتيرة انتشار وباء الإيبولا».

وقال رئيس بنك التنمية الإفريقي دونالد كابيروكا ومسئولون: إن «مؤسسات التمويل الدولية تعد حزما تمويلية لدول ليبيريا وسيراليون وغينيا التي تضررت بشدة جراء انتشار فيروس الإيبولا».

وقال: إن «البنك سيدفع على الفور إجمالي 50 مليون دولار للبلدان الثلاثة». وفي الوقت نفسه، اعلن رئيس سيراليون أن «هذا الوباء يهدد الأمة في الصميم».