يبدو أن مسلسل الحرائق في مساكن العمال بمنطقة المنامة لن يتوقف، مادامت الجهات المعنية تتعامل ببطء في علاج المشكلة التي أصبحت تتفاقم يوما بعد يوم على رغم مطالبات أهالي ووجهاء المنطقة وومثليها البلدي والنيابي بوضع حل لها، فبعد أيام قلائل من الحريق الذي تسبب في وفاة آسيوي تمكن أفراد الدفاع المدني مساء أمس الأول (الإثنين) من السيطرة على حريق اندلع في مسكن للعمال في المنطقة نفسها.

وجاء في التفاصيل أن غرفة العمليات والمراقبة في إدارة الدفاع المدني تلقت بلاغا عن اندلاع الحريق، وعلى الفور توجهت ثلاث وحدات للموقع وانقسم الإطفائيون إلى مجموعتين، إذ قامت المجموعة الأولى بعملية بحث وإنقاذ داخل المسكن، فيما قامت المجموعة الأخرى بمكافحة الحريق من عدة جهات ومنع انتشاره للمنازل المجاورة.

وتسبب الحريق الذي يعتقد أن سبب اندلاعه تماس كهربائي بأضرار بسيطة في إحدى الغرف، فيما قامت أربع دوريات نجدة بدعم جهود رجال الدفاع المدني من خلال تحويل المسارات وإبعاد المتجمهرين عن الموقع، بعد أن فرضت طوقا أمنيا على منطقة الحريق.

يشار إلى أن رئيس لجنة الخدمات والمرافق العامة بمجلس بلدي العاصمة صادق رحمة كشف مؤخرا لـ «الوسط» أن منازل سكن العزاب غير القانونية تبلغ أكثر من 80 في المئة من مجموع المنازل في المنامة. وقال: «نحن نتحدث عن التجمعات غير الصحية، التي من المفترض أن تتم معالجتها بشكل عاجل، فحسب دراستنا للوضع في المنامة لدينا 80 في المئة من هذه البيوت خربة ولا تصلح لسكن العزاب. فمن الضروري أن يتم البدء بهذه البيوت، كما لابد من إيقاف التأجير الجديد».

وأوضح رحمة أن مجلس بلدي العاصمة طرح المشكلة لأكثر من مرة ورفع مرئياته عبر اللجنة الفنية في صورة مقترح بقانون إلى وزير شئون البلديات والزراعة السابق ولم يحصل على رد.

وكان عضو اللجنة الوزارية لسكن العزاب عبدالمجيد السبع أكد أن قرار مجلس الوزراء الصادر أخيرا بالموافقة على تنظيم سكن العزاب في محافظات البحرين جاء من منطلق إحساس الحكومة بخطورة الموضوع في مختلف المناطق. وأوضح أن «القرار جاء في وقته، وخصوصا بعد تفاقم مشكلة العمالة الأجنبية في مناطق البحرين وما ترتب عليها من مشكلات عدة في النواحي الأمنية والاجتماعية. ومن المفترض أن يسرع مجلس النواب في إقرار هذا القانون بالتنسيق مع المجالس البلدية وإشراكها في الموضوع لأنها الجهة المعنية أساسا بتطبيقه».