فصل جديد ستعيشه الكرة البحرينية، وحكاية أمل ينتظرها الشارع الرياضي بعد التعاقد مع المدرب العراقي الكبير عدنان حمد لقيادة منتخبنا الوطني لكرة القدم خلفاً للمستقيل الإنجليزي أنتوني هيدسون الذي وضع اتحاد الكرة في «ورطة» تمكن من التخلص منها في وقت قياسي.

المدربون العرب - عدا المواطنين - قليلون من قادوا الكرة البحرينية على مر التاريخ، ويبرز في السجلات اسم مدربين فقط قادا الأحمر هما المصري حمادة الشرقاوي والتونسي عبدالمجيد الشتالي، وبدأنا اليوم حقبة جديدة بقيادة عربية للمنتخب عبر العراقي عدنان حمد بعد طابور طويل من المدربين الأجانب حملوا جنسيات مختلفة.

رغبة اتحاد الكرة بالتعاقد مع حمد لم تكن وليدة اليوم، إذ سبق للاتحاد الدخول في مفاوضات معه قبل التعاقد مع الأرجنتيني كالديرون وبعده انتوني هيدسون، إلا أن الطرفين لم يتوصلا لاتفاق.

تاريخ المدرب العراقي يضج بالإنجازات يأتي في مقدمتها حصوله على كأس آسيا للشباب مع منتخب بلاده العام 2000، وبطولة غرب آسيا مع المنتخب الأول وحصوله على جائزة أفضل مدرب في القارة الصفراء العام 2005، فضلاً عن البطولات المحلية مع الأندية خصوصاً مع الانصار اللبناني والفيصلي الأردني، والعلامة الأكبر قدرته على صناعة فريق أو منتخب وصقله بالصورة المطلوبة لتحقيق النتائج الإيجابية.

بحسب ما قاله رئيس الاتحاد إن «المنتخب يمر بمرحلة تجديد منذ السنوات القليلة الماضية، والمدرب الجديد سيواصل على بناء المنتخب الشاب»... لكن لا يعني ذلك أن الامتحان الأول الذي سيخوضه «أبو ياسر» في دورة كأس الخليج هدفه المشاركة فقط من دون التفكير بتحقيق اللقب الذي طال انتظاره للكرة البحرينية، فالشارع الرياضي اليوم أصبح متعطشاً لتحقيق اللقب للمرة الأولى في تاريخ البحرين بعد 44 عاماً من السنوات العجاف.

نعم... نريد منتخباً شاباً وجيلاً جديداً يصقله العراقي ويطوره، لكننا بحاجة أيضاً للنتائج الإيجابية والرؤية بعين ثاقبة نحو المجد الكبير الذي وصلت إليه الكرة البحرينية بمنافستها على بطاقة التأهل لمونديال كأس العالم مرتين متتاليتين، فلا يمكن أن نتراجع ونصل إلى مرحلة متدنية للغاية وملاقاة صعوبة كبيرة بتحقيق ما حققه «الأحمر».

شخصياً، أرى أن عدنان حمد قادر على تحقيق إنجازات كثيرة للكرة البحرينية شريطة تعاون وتكاتف الجميع معه وعدم الحكم عليه في بداية مشواره، فالجميع مطالب بالالتفاف حول «الأحمر» في مشواره المقبل وأتمنى أن يساهم حمد بإخراج جيل جديد للكرة البحرينية في ظل تواجد كوكبة كثيرة من المواهب البحرينية التي تحتاج إلى صقل واهتمام.