هناك من يريد أن يهوّن بغباء الجرائم والعنصرية والطائفية البغيضة التي يمارسها «داعش» قبل وبعد تمدّده في كل من سورية والعراق، وبسط سيطرته على مساحات شاسعة في البلدين، بعمليات الإبادة الجماعية للمذاهب والطوائف؛ التي في واقع الأمر لم يخترعها بل سبقه إليه تأصيل وفقه وأدبيات يتجاوز عمرها 300 عام من الزمن.
في الوقت الذي ثبّت قناعة وتأكيداً بأن هذا التنظيم لا علاقة له لا بمذهب أو طائفة أو دين وهو منتشٍ من سكْرة الانتصارات التي يحققها. وهي انتصاراتٌ طال الزمن أو قصُر سترتد عليه بفظاعاتٍ مضادّةٍ ومعاكسة، ليس فقط كردّ فعلٍ لتجاوزات وفظاعات لا يوجد ما يذكّرنا بها سوى ما سبقته إليه جيوش التتار في بربريتها بحرق الأخضر واليابس في الإمارات والممالك التي اجتاحتها؛ بل في ما وعينا عليه ونعرفه من فصول في التاريخ الذي شهدنا والذي لم نشهد.
مثل ذلك التهوين يستند إلى أرقام وإحصاءات يمكن تجييرها والتلاعب بها بحسب الموضوع والتوقيت والهدف؛ مفادها أن «داعش» قتل وأبعد من أهل السنة والجماعة أكثر مما فعله وباشره مع الطوائف والمذاهب الأخرى؛ ورعايا الديانات غير الإسلامية. قد يكون ذلك صحيحاً في تجمعات بشرية تخلو من تلك المذاهب والطوائف والديانات من جهة؛ ومن جهة أخرى لا تطول همجية وبربرية «داعش» المدنيين الذين يتطابقون معه في فهم الدين والعقيدة؛ ويستثنى من ذلك الذين يزاحمونه على درجة النشوة والسكْرة بنصر يظل عابراً، من قِبَل مجموعات إرهابية متشددة من السنخ ذاته والمرجعية ذاتها؛ مع استثناء اللجوء الجبان الذي يعمد إليه التنظيم الأحط قيمة في الأخلاق والقيم بتبنيه العمليات الانتحارية والمفخخات؛ بغضِّ النظر عن موضعها من الجهاز التناسلي! تلك التي لا تستنطق ولا تسأل ضحاياها عن مذاهبهم وأديانهم وعشائرهم وهي تأخذ في طريقها عشرات القتلى ومئات الجرحى مع منفذيها.
مطلع الشهر الجاري (أغسطس/ آب 2014)، صدر إحصاء لم يتبيّن من خلاله الجهة التي وراءه؛ لكن من عنوان الإحصاء الذي ورَدَ في الصيغة الآتية: قائمة العمليات الانتحارية التي نفّذتها داعش ضد المجاهدين وجنسية منفّذيها». (لاحظوا: الانتحارية)، فلابد أن تكون من جهات متضررة ضمن الفصائل الإرهابية؛ وسيتضح ذلك في نهاية المقال؛ ولا نحتاج إلى التفات لمسمّى «المجاهدين» في صيغة العنوان.
الإحصاء للشهر الماضي فقط (يوليو/تموز) وحده تضمّن 52 عملية انتحارية. ليست هنا القضية أيضاً؛ على رغم أهميتها. القضية في أن الذين نفّذوا العمليات وكلها في الداخل السوري، لا يوجد بينهم إلا سوري واحد فقط! والأهم من كل ذلك أن الذين احتلوا القائمة في تنفيذ العمليات الانتحارية هم من جنسية خليجية يعرف العالم سهولة تسلّلهم من بلدهم إلى البؤر الساخنة قبل أحداث سورية والعراق بزمن طويل! وصل عددهم إلى 31 من رعايا ذلك البلد الخليجي؛ أي تنفيذ أكثر من 60 في المئة من تلك العمليات! ويأتي الليبيون مباشرةً في ترتيب إحصاء العمليات بخمسة انتحاريين، وبالتساوي للشيشان (شيشاني وشيشانية: تطعيم العمليات بالجنس الناعم!)، ومن مصر (انتحاريان)، والعدد نفسه لدولة خليجية أخرى، وكذلك بالنسبة إلى بلد متاخم لسورية والعراق بانتحاريين اثنين!
العمليات الانتحارية تلك طالت ما يسمّوْن: «أحرار الشام»، «لواء التوحيد»، «صقور الشام»، «جبهة النصرة»، «جيش المجاهدين»، «ثوار سورية»، «ثوار الرستن»، «كتائب الباز»، «حلْف الفضول»، «حزم»، و»جيش مؤتة».
بتتبّع العمليات تسابقاً للحور العين الذين لاشك من موقعنا الأرضي نرى ابتلاءهم بحالات الإرهاب والجنون التي نرى، حاز ما يسمى بـ «لواء التوحيد» على نصيب الأسد بـ 15 استهدافاً، و»أحرار الشام» بـ 12 استهدافاً، «جبهة النصرة»: 8 استهدافات، «جيش المجاهدين»: 8 استهدافات، «ثوار سورية»: استهدافان، «صقور الشام»، «ثوار الرستن»، «كتائب الباز»، «حلف الفضول»، «حزم»، «جيش مؤتة»: استهداف واحد لكل تنظيم!
مسحٌ للمناطق التي تمت فيها العمليات الإرهابية تلك؛ يمكن المعرفة بقليل من البديهة أنها من دون شك ليست حصراً عليهم في الوجود. ثمة بشر لا علاقة لهم بكل تلك الهستيريا والتعاطي مع أكثر من مخدّر قبل تنفيذ تلك العمليات، مناطق مثل: الشعّار، الباب، الباب 2، هنانو، سراقب، آفس، رام حمدان، مرديخ، الرقّة، طريق إعزاز، حريتان، عندان، تل رفعت، مدرسة المشاة، عويجل، الأتارب، كفْر نوران، الدانا، باشكوي، دركوش، تل أبيض، منبج، جرابلس، دوديان، الزعفرانة، الزيادية، الزبدية، حزانو، تديل، الفوج 46، جسر الحج، معارة الأرتيق، رتيان، الشحيل، الراعي، قباسين، تل قراح، كفر نايا، الشميطية، درنج، الجفرة، الصور، البصيرة، أورم، مركدة، غريبة، كفر حمزة، بينين، مساكن هنانو، الميادين، والبريج. وتلك مناطق لا تعدّد للمذاهب والطوائف فيها؛ بل توحّد إرهاب يبحث عن استقرار العالم!
في كل تلك القائمة لا يقوم بالعمليات الانتحارية السوريون؛ وإن حدث فتّشْ عن الأصل أو الدوافع! الأولوية لعابري الحدود الذين لا يعنيهم مذهب ودين وعقيدة من يقتل ويذبح ويصلب هناك؛ طالما أن لكل شيء ثمناً!
باختصار: ما لا تطوله اليد، تطوله العمليات الانتحارية؛ والانتحاري لا وقت لديه لفحص دين ومذهب وانتماء الضحايا!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 4352 - الأربعاء 06 أغسطس 2014م الموافق 10 شوال 1435هـ
ثورة
حسب وزيرة اعلامنا هذه ثورة واللي عندنا ارهاب
لا بل له
لا بل له علاقة بدين و مذهب واضح و معروف ويستطيع كل انسان ان يعرف عقيدة هذا التنظيم ومن هم اعلامه وما هي كتبهه و ما هو الفقه الذي يعتمد عايه ........................
علي جاسب . البصرة
اينكم من اسرائيل
سيبقى هذ السؤال مظروح ولن تجد له جواب لا من داعش ولا من مؤيدي داعش
اينكم من فلسطين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
على الاقل وزعو عملياتكم بين هذه البلدان وفلسطين فلتكن عملية واحدة من كل عشر موجهة لاسرائيل
طبعا التبريرات الواهية الممزوجة بالطائفية جاهزة
واتحدى اي شخص ان تقوم داعش وتوابعها بعملية بسيطة ضد اليهود لا الآن ولا في المستقبل
داعش و حالش
داعش منظمة ارهابية تقتل الأبرياء في سوريا و العراق و كذلك حزب ايران اللبناني إرهابي و قام بقتل الأبرياء في سوريا فقط لأنهم من مذهب يمثل الغالبية العظمى من المسلمين
التوقيت
ما طال سوريا ويطالها هو كسر الممانعة والعمليات العشوائية والتى تخلو من الانتقاء إنما جاءت لخدمة فكرة إعلامية للدمار والسفك والقتل وبث صورة مرعبة عن احوال سوريا بعدما فشلت مخططات الاستهداف الطائفي والديني هناك تلك عمليات تهدف لبقاء سوريا في متناول العالم فقط