نجاح أي اتحاد رياضي محلي يقوم بالدرجة الأولى على مدى تعاونه مع الأندية التي تمثل جمعيته العمومية والتي انتخبته وأعطته الثقة في إدارة دفة الاتحاد، وتطوير اللعبة، والمشاركة باسم البحرين في المحافل الإقليمية والقارية والدولية.

هذه الحقيقة كنت اقدر فيها اتحاد كرة اليد خلال الدورات الانتخابية الماضية، وأشيد بتعاونه مع الأندية والعمل من اجل صالح عناصر اللعبة الأساسية اللاعب والمدرب والحكم والإداري.

ولكن في الآونة الأخيرة صدمت في صدقيه الاتحاد وكذبه على رجال الصحافة المتتبعين للعبة، وهم الذين خاضوا أكثر من مرة في قضية تأخير تكريم لاعبي المنتخب الوطني الذين تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم... وكانت أصابع الاتهام توجه دائما للجنة الاولمبية البحرينية التي تملك أموال التكريم، حتى التقيت بأمين عام للجنة الاولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر وسألته عن سبب تأخير صرف المكافأة فكانت الإجابة التي هزتني وجعلتني انظر لهذا الاتحاد بنظرة صغيرة، فقد قال: «المبالغ جاهزة، وان رئيس الاتحاد هو من طلب تأجيل تسليمها للاعبي المنتخب حتى يحين موعد تكريم يوم «الوفاء»، حينما تحصل المنتخبات والفرق على التكريم الملكي، وهو موعد لا نملك تحديده».

واليوم يفاجئني محرر اللعبة بعد ما حصل على نسخة من الدعوة الموجهة إلى اتحاد اليد بخصوص مشاركة فريق النادي الأهلي في البطولة الخليجية الأولى للأندية أبطال الدوري، التي سيستضيفها نادي الجزيرة في مدينة أبوظبي في الفترة من 15 الى 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وان هذه الدعوة أرسلت منذ 4 شهور تقريبا، لكن الاتحاد مازال يماطل ولم يخطر الأهلي للمشاركة فيها بشكل رسمي، وذلك من اجل تفويت الفرصة عليه حتى لا تتعارض مشاركته مع تفريغ اللاعبين لفترة اعداد المنتخب لنهائي كأس العالم التي ستقام في يناير في الدوحة...

فأنا مستغرب من تصرفات هذا الاتحاد في القضية الأولى بسبب تهربه من قول الحقيقة. والثانية مماطلته مع إدارة الأهلي... وأنا اعلم جيدا بأن هناك العديد من الأندية غير الراضية عن سياسة الاتحاد، وسبق ان انتقدت أسلوبه في تسيير المسابقات المحلية... وهناك لاعبين لا يرغبون في اللعب للمنتخب بسبب تكاسل الاتحاد في تكريمهم او اهمال توظيفهم او دفع رواتب تعويضية لهم عن . لذلك أؤكد لمن يجهل قانون الاحتراف، بأن تمثيل المنتخب يجب ألا يكون على حساب مصلحة اللاعب مع ناديه او في حياته الشخصية أو الاجتماعية أو أي ظرف آخر يتعلق بمصلحة اللاعب، وان هناك العديد من اللاعبين المحترفين في دول العالم من يرفض تمثيل المنتخب لتعارضه مع هذه المصالح .

كما وان الاتحاد الذي يسعى لتطوير اللعبة في الأندية التي هي الاساس، يجب عليه توفير سبل نجاح مشاركتها في المسابقات المحلية والبطولات الخارجية وهو الامرالذي يعتبر من أولويات عمل إدارة الاتحاد كما جاء في النظام الأساسي.

في نظري المتواضع، ان هذا الاتحاد الذي يعجز عن توظيف لاعبي المنتخب الوطني، ويماطل في تكريمهم ، ولا يعمل على دفع رواتب تعويضية لأنهم عاطلون من العمل، ويهددهم في ارزاقهم بالشكوى للجنة الاولمبية في حالة عدم مشاركتهم مع المنتخب، هو اتحاد ضعيف غير ناجح في إدارة دفة الاتحاد. كما أن الاتحاد الذي يكذب على رجال الصحافة ويعطيهم معلومة غير واضحة وصحيحة هو اتحاد لا يستحق الاحترام.

عباس العالي