نحن نعرف أن أميركا هي الدولة الأولى التي رفعت شعار «محاربة الارهاب» في العالم، وذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ومع أن العالم وخصوصاً الإسلامي منه وقف مع أميركا وساندها بعد تلك الأحداث، لأنها كانت إرهابية بالفعل، إلا أن أميركا ومنذ تلك السنة وحتى الآن وهي تحاصر وتحارب معظم الأنشطة الإسلامية في العالم باعتبار أنها تساعد على التطرف والإرهاب. كما أنها في الوقت نفسه حاربت كثيراً من المناهج الإسلامية في الدول العربية بنفس الحجج الواهية، ولم تكتف بهذا كله، فقد قامت طائراتها بدون طيار بقتل من تصنفهم بـ «الارهابيين»، مع أنه ثبت لها أن غالبية قتلاها لا علاقة لهم بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد.
كل ذلك فعلته أميركا بحجة محاربة الإرهاب، وكان من المتوقع منها أن تكون عادلة في تلك الحرب فتحارب ما تسميه إرهاباً في كل مكان، لكنها لم تكن كذلك على الإطلاق! وقد اتضحت هذه المفارقة في أماكن متعددة ولكنها زادت عن كل ما هو متوقع عندما لم تكتف أميركا بالصمت عن كل الارهاب الذي يمارسه الصهاينة في غزة بل شاركت فيه وبقوة، حيث سكتت عن آلاف من رعايا شاركوا في قتل الفلسطينيين، وفوق ذلك كله سارعت إلى إرسال الأسلحة إلى الصهاينة أثناء الحرب ليزداد إجرامهم إجراماً، وهي بهذا الفعل الإجرامي تؤكد أنها تدعم أسوأ أنواع الإرهاب في العالم!
أتوقع أن العرب والمسلمين على حد سواء يعرفون حجم الجرائم التي يمارسها الصهاينة منذ حوالي شهر في غزة، وأتوقع أن الأميركان يعرفون ذلك، فهم مثل غيرهم يشاهدون وبشكل مباشر ما يشاهده ملايين الناس ولكنهم يمارسون الوقوف مع الإرهاب الصهيوني رغم ذلك كله مادياً ومعنوياً، ولكنهم في هذه الحرب القذرة زادوا كثيراً فأغمضوا أعينهم عن مواطنيهم الذين شاركوا في قتل الأبرياء الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ.
الذي نعرفه أن أميركا خصوصاً والغرب عموماً، يعدون من يذهب للقتال في دولة أخرى «إرهابياً»، مهما كانت المبررات، ولهذا اعتبروا المقاتلين المسلمين في أفغانستان والشيشان وسورية والعراق إرهابيين، ولم يكتفوا بهذا التصنيف فقط بل شاركوا في حربه بشكل مباشر وغير مباشر! وكان بالإمكان فهم هذا الموقف الأميركي لو أن موقفهم من إرهاب مواطنيهم جاء منسجماً مع موقفهم من إرهاب بقية مواطني غيرهم!
لو أن الأميركان طلبوا شهادة الطبيب النرويجي فريدرك جيلبرت، الذي رآى حجم الجرائم التي ارتكبها الجيش الصهيوني لسمعوا منه ما تقشعرّ منه الأبدان. قال الطبيب: أن الصهاينة يتعمدون قتل الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالحرب، وأكّد أنه لم ير في المستشفى الذي تطوّع للعمل فيه غير اثنين فقط ممن شاركوا في القتال! بينما المئات كانوا من الأطفال والنساء. كما أكد جيلبرت أن الصهاينة يقومون بتدمير ممنهج للأحياء السكنية في غزة، ما يعد جرائم ضد الانسانية.
ولو أن الأميركان استمعوا إلى شهادة موظفي الأونروا وهم يتبعون الأمم المتحدة لعرفوا منهم حجم الإجرام الذي يمارسه الصهاينة في قتل الأطفال والعوائل الذين لجأوا إلى مدارس الأونروا ظناً منهم أن الصهاينة يحترمون مؤسسات الأمم المتحدة! قال هؤلاء إن قتل الأطفال النائمين عار على العالم، واتهموا «إسرائيل» بالانتهاك الخطير للقانون الدولي خصوصاً بعد قصف مدرسة في غزة مخصّصة لإيواء الأسر الفلسطينية.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد وصف الهجوم على المدرسة بأنه شائن ولا مبرر له، وطالب بالمساءلة القانونية لمرتكبي هذه الجريمة. وهؤلاء الذين أشرت إليهم ليسوا من حماس «الإرهابية»، ولا من الفلسطينيين ولا من العرب، وبالتالي لا يمكن الشك في شهادتهم، ولكن أميركا التي ترفع صوتها عالياً بمحاربة الإرهاب، ليست مستعدة على الإطلاق لسماع أي شيء ضد الارهاب الصهيوني ولا حالياً ضد إرهاب مواطنيها وإجرامهم!
يقاتل مع الجيش الإسرائيلي حالياً حوالي ستة آلاف إرهابي، منهم ألفان من أميركا، والبقية من عدد من دول أوروبا، وقد شارك هؤلاء في كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في غزة. وإذا كان الأميركان والأوروبيون يعدون أن ما تفعله «داعش» أو «القاعدة» إرهاباً، فإن ما يفعله جنودهم في غزة يزيد كثيراً عمّا يفعله أولئك في أمكنة أخرى!
مطلوبٌ من الأميركان -إن كانوا عادلين- أن يحاكموا مواطنيهم الذين أجرموا بحق الأبرياء في غزة. ومطلوبٌ منهم أيضاً، أن يلاحقوا الجمعيات الخيرية التي ساهمت في دعمهم، وأيضاً ملاحقة المناهج الدراسية التي كوّنت تلك العقلية القذرة لديهم!
أعرف أن أميركا لن تفعل ذلك، وأعرف أنها وضعت مقياساً للإرهاب لا ينطبق إلا على المسلمين فقط! ولهذا بودي أن يتوقف الأميركان عن طرح ذلك السؤال الغبي الذي ردّدوه مراراً في موضع تعجبهم من كراهية المسلمين لهم: لماذا يكرهوننا؟ وبودي أيضاً أن يتخذ الأوروبيون موقفاً حازماً من إرهابييهم الذين فاقوا إجرام الآخرين.
المجاهدون في غزة سينتصرون إن شاء الله، رغم كل الجراحات التي أصابتهم، ورغم كل الخيانات التي تعرضوا لها خصوصاً من ذوي القربى، فقلوب المسلمين معهم، وأيضاً قلوب كل «الإنسانيين» في العالم. وها نحن نرى المظاهرات التي تناصرهم في كثير من دول العالم، كما رأينا أن عدداً من دول العالم قطعت علاقتها مع الصهاينة. وكنا نتمنى أن تفعل ذلك دول عربية لها علاقات مع الصهاينة لكنها لم تفعل!
الأمل في الموقف المنتظر من مبادرة قطر وتركيا، والأمل أيضاً أن تتغير بعض المواقف مما يجري في غزة إلى الأفضل؛ فإما أن يتوقف دعم الصهاينة سواء في الإعلام أم في غيره، أو تصحو بعض الضمائر فنرى دعماً حقيقياً للمجاهدين الذين يدافعون عن أرضهم ومواطنيهم، هذا الدعم ينبغي أن لا يتوقف لا أثناء الحرب ولا بعد توقفها. أما أميركا أو الموقف الدولي فلا أحد يعول عليه خصوصاً بعد أن أصبح لأميركا وغيرها إرهابيون وفي الجيش الصهيوني.
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4350 - الإثنين 04 أغسطس 2014م الموافق 08 شوال 1435هـ
رفقاً بأهل السنة والجماعة
اعلاميون وكتاب وخطباء ومشايخ وفضائيات تتلاعب بمواقف ومباديء أهل السنة والجماعة فترمي بهم ذات اليمين وذات الشمال.. المشكلة الكبرى هي في الكثير من أبناء السنة الذين يميلون مع كل مائل فتجدهم في اضطراب دائم.. أيها الكتاب، ويا استاذ الهرفي، ساهموا في رفع وعي المكون السني رحم الله والديكم فهو في أذى كبير بسبب الإعلام الموجه الخبيث.
كلام سليم اخي الكريم
رفقا بأهلنا السنة
8
اسمح لي اخ الكاتب .. قرأت اليك مقال سابق توصف الدواعش بالثوار .. واليوم تتخلى عنهم .. ما ينعرف اليك .. على فكرة مو بس امريكا تدعمهم .. ثمة دول عربية تدعمهم ..
كلام غير منطقي
ياكاتبنا العزبز لماذا دئما تضعون مصائبكم على الاخرين ولماذا لاتحث الفلصطنين الذينه يفجلرون انفسهم في الابرياء في سوريه والعراق ولبنان يفجرو انفيهم في عدوهم الذي احتل ارضهم,والله أنتم عجائب ومن الذي يمولهم ويدفع جميع تكاليف هذه الحروب اليسى انتم.كفانا تباكي
تاريخ التكفيريين قبل تأسيس امريكا
القتل والإرهاب هذا تاريخ التكفيريين من قطع رؤوس إن لم تتبعهم .
اضحوكه
من الاخير اقولها حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا غيركم واللبيب يفهم وترك عنك فضايح غيرك لما تكون فضايحك اكبر منهم
طبعا لا تستطيع الاشارة باصبعك للدول التي كانت نواة الدواعش
شرق وغرب لكنك لا تستطيع او بالاحرى لا تريد الكلام عن اصل داعش ومن اين نشأت
ومنالعرب من الذي صنع الدواعش من العرب
انها تلك الدولة التي تعرفها عز المعرفة التي صنعت داعش العرب والمسلمين وزودتهم عن طريق الحواضن الفكرية والمالية بأسباب البقاء هذا تلطيفا لو قلنا بان الدولة لا تدري
ليست جديدة
مشاركة اليهود من الدول الغربية في تعليم التدريب العسكري و الحرب في اسرائيل قديم جدا. الحديث عن حكم القانون و الديموقراطية الغربية هراء. فقط فكروا لو ان امريكيا او أوربيا من اصل عربي رجع الي بلده و تدرب عسكريا فقط، ماذا يمكن ان يكون رد فعلهم؟؟؟
انت تحتاج محاسبة
اي مسلمين!! داعش واخواتها اللي تدافع عنهم ليل نهار!!
انت تحتاج محاسبة لدفاعك عن الارهابيين
ولا تتحجج بغزة
ليش اللي تدافع عنهم يقتلون كل الناس اللي يختلفون معاهم حتى السنة وما يقاتلون الصهاينة
يعني كلامك ضد مصر والسعودية
لأنك تدعم مبادرة تركيا وقطر ، والسعودية ومصر وكذلك الإمارات ترفض مبادرة تركيا وقطر ، اتمنى غدا ان لا تغير من رأيك واتمنى منك التمسك بقوة لمبادرة قطر تركيا ، اللهم احفض شعب فلسطين وغزة وانصرهم
دواعشهم
دواعش أمريكا ودواعش العرب دواعش امريكا يقتلون الفلسطينيين بالأسلحة المختلفة ودواعش العرب تذبح العربي المسلم والمسيحي والكردي والإزيدي وتفجر المساجد والكنائس ومقامات الأنبياء لاوزادوا دواعشكم بجهاد النكاح وختان الإناث الصغار والنساء ....