رحل مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم المدرب الإنجليزي أنتوني هيدسون كما رحل سابقوه من دون سابق انذار ومن دون تعقيدات تذكر.

رحيل هيدسون جاء استكمالا لسياسة الهروب التي يتبعها معظم المدربين الذين أوكلت لهم قيادة المنتخب في الفترة الأخيرة.

هذا الرحيل لم يكن مفاجئا في طريقته لأنه ليس الأول، ولكنه مفاجئ لمن اعتقد أن هيدسون مدرب مغمور ومنتخبنا أعلى منه بل ان الاتحاد تفضل عليه بمنحه تدريب المنتخب!.

ولأننا تفضلنا عليه وفق هذا المنطق فلماذا البكاء الآن على رحيله؟!، هو امتنع عن تقبل عطايانا عليه ورحل بسلام.

رحل لأنه لا يوجد ما يلزمه بالبقاء، ورحل لأسباب كثيرة ومتشعبة ولكن الأهم بينها أن عقدنا معه سمح له بالرحيل متى شاء ووقتما أراد، فالعقد شريعة المتعاقدين كما يقال وإذا لم نمتلك ما يلزمه بالبقاء أو التفكير ألف مرة قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة فلا نلوم أحد غير أنفسنا.

اتحاد الكرة لدغ من الجحر نفسه مرات ومرات دون أن ينجح في التعلم من دروس الماضي لأن الرحيل في كل مرة بالطريقة نفسها ودون حاجة حتى لإعلام الاتحاد.

ربما كان اتحاد الكرة آخر من يعلم بخبر الرحيل وآخر من يعلم بابتعاد هيدسون ورفضه الرد حتى على المكالمات الهاتفية، كون الاتحاد أصر حتى اللحظة الأخيرة أن هيدسون في موقعه ويدير عمله!.

هيدسون المغمور والمتدرب والهارب وغيرها من النعوت التي تم توصيف المدرب بها، كلها لن تفيد شيئا ولن ترجع حقا، ونحن واتحاد الكرة في ورطة البديل وفي حيرة المستقبل في ظل سياسة الهروب المفاجئ التي يتبعها المدربون مع منتخباتنا.

عقود اتحاد الكرة مسئولة بالدرجة الأولى عن الرحيل، والهجوم الذي تعرض له هيدسون قبل وأثناء وبعد رحيله من المنتخب والنعوت التي نعت بها، كل ذلك يدل على أنه اتخذ القرار الصحيح بالنسبة له ولمستقبله، بل إننا وفرنا له البيئة المناسبة والمشجعة على الهروب.

مصلحتنا ومستقبل منتخبنا كانت آخر أولويات هيدسون الذي كان الجميع مستعدا لتحميله مسئولية كل اخفاق متناسين عن قصد أو غير قصد التراجع الواضح في مستوى كرة القدم البحرينية والمنتخب الوطني بعد أن كان مرعب آسيا.

أولى خطوات التصحيح قبل التعاقد مع المدرب الجديد هي أن نعرف واقعنا ونقيم مستوى منتخبنا وأنديتنا ومسابقاتنا، وعلى ضوء نذلك نضع خططنا وبرامجنا للمستقبل ليتم على ضوئها اختيار شخصية المدرب المناسب.

مغمور أو متدرب أو صغير، كل ذلك لا يهم ولن ينفعنا في شيء، بل العقد المحكم والعمل الاستراتيجي ما يغنينا في حاضرنا ومستقبلنا.