للأسبوع الرابع على التوالي وغزة الأبية تقاوم بصبرها وكرامتها وعزتها القصف الصهيوني الهمجي الذي لم يستثن الأطفال والشيوخ والنساء والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى. لقد قتلوا براءة الأطفال في يوم عيد الفطر المبارك بطائراتهم المجنونة وصواريخهم العمياء وراجماتهم البغيضة وقذائفهم القاتلة التي تدمر كل شيء في غزة الإباء والكرامة.
لم يكن الكيان الصهيوني يتوقع أن تقاوم غزة الشموخ أكثر من ثلاثة أيام. صمودها وثباتها في وجه العنجهية الصهيونية يعتبر من الناحية العسكرية هزيمة نكراء للترسانة العسكرية الصهيونية وللداعمين لها سياسياً وعسكرياً، وللصامتين الذين ينتظرون القضاء عليها. وليس من عذر لأمتنا العربية والإسلامية وهي ترى مجازر الصهاينة في غزة وتسمع صرخات النساء والأطفال وأنين الشيوخ والمسنين، وهم يقولون لهم بلسان حالهم: بالله عليكم اخرجوا عن صمتكم وقولوا كلمتكم من أجل أن تكونوا رقماً في الحسابات العالمية، فالصمت العربي والإسلامي المطبق جعل الكيان الغاصب لفلسطين الحبيبة أكثر عناداً وعدواناً.
أكثر من سبع سنوات وأهلنا في غزة يعيشون تحت وطأة الحصار الاقتصادي والعسكري والسياسي الظالم، فماذا تنتظر أمتنا العربية حتى تتحرك لنصرة أخواننا في غزة الفداء؟ أليس سقوط أكثر من 1350 شهيداً، وأكثر من 7500 جريح، يكفي لتحركها سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً في جميع الاتجاهات من أجل وقف العدوان الصهيوني والمطالبة بمحاكمة رموزه لارتكابه جرائم حرب ضد أحبتنا في غزة؟
إن الاستمرار في الصمت سيجعل الكيان الغاصب للقدس يستمر في عدوانه المدمر، ليزيد من المأساة أضعافاً مضاعفة، ولا شك أن ما يحدث هو إبادة جماعية للشعب الفلسطيني في غزة، بكل تحمله هذه الكلمة من معان قاسية. والشعب البحريني بكل مكوناته مازال يعبر عن سخطه وتنديده وشجبه للعدوان الصهيوني على أهلنا في غزة، ويدعو إلى مد يد العون والمساعدة الإنسانية بصورة عاجلة لضحايا العدوان، وقد كان لعدد من أطباء البحرين موقف مشرف في عدوان ديسمبر 2008/ يناير 2009 عندما سافروا إلى غزة للمساهمة في علاج المصابين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وقد تركوا أثراً طيباً في نفوس أهلنا في غزة، ونرجو أن يتكرر مثل ذلك الموقف في هذه الأيام العصيبة، لتخفيف ألم المنكوبين والمصابين في أرض الأنبياء والإسراء والمعراج. فالواجب الديني والأخلاقي والإنساني يلزم كل من سمع استغاثات أخوتنا في غزة، الإسراع في نجدتهم بكل الوسائل والطرق المتاحة، فالوقوف مع أعزتنا في محنتهم القاسية ضرورة إنسانية، ومن لا يكون له موقف إيجابي في هذه المحنة الظالمة عليه أن يراجع إنسانيته، فالإنسانية السليمة لا يمكنها السكوت واللامبالاة أو التغافل عمّا يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم منكرة في غزة.
لسنا بحاجة إلى وقت طويل في التفكير في هذه المسألة الواضحة، لأن كل أركانها وعناصرها وأهدافها الإجرامية مكتملة. فهناك شعبٌ مستضعفٌ يتعرّض إلى حصار خانق وعدوان همجي بغيض، فماذا ينتظر العالم أكثر من هذا الذي يحدث لشعب غزة من دمار وقتل وسقوط آلاف المصابين حتى ينصفه ويطالب بفك حصاره ووقف العدوان الصهيوني الحاقد عليه؟
نقول لأهلنا في غزة وفي كل فلسطين العزيزة: إنكم بصمودكم وثباتكم وحرصكم على أرضكم قد أثبتم للعالم أجمع، أنكم شعبٌ لن ينكسر ولن ينحني، وأنكم قادرون على إجبار الكيان الصهيوني بآلته العسكرية المدمرة أن يطالب من دول العالم مساعدته لوقف إطلاق النار. لقد قهرتم بصبركم وبأسكم جيشهم الذي كانوا يعتبرونه جيشاً لا يقهر. إن الفزع والخوف الذي أدخلتموه في قلوبهم دليل على تفوقكم عليهم معنوياً ونفسياً. لقد هزمتموهم بصبر أطفالكم وشيوخكم ونسائكم وعجزتكم. حماكم الله من بطشهم وجعلكم من الذين قال الله تعالى عنهم: «إنّما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب» (الزمر، الآية 10).
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4350 - الإثنين 04 أغسطس 2014م الموافق 08 شوال 1435هـ
لا تقل صمت عربي بل خيانة عربية مكشوفة
لم يعد صمتا ولم تعد خيانة من تحت الطاولة بل خيانة مكشوفة
ابراهيم الدوسري
استاد وين الجيش الايرانى اللي كنتوا تنتظرونة علي بحر سترة ويقول مواطن اصلي ما نسمع عن تحرير غزة من قبل نصر اللة كل دوركم يا سلمان التصفيق للظالم
الوهم لا يغني عن الحق شيئا
أخي إبراهيم الدوسري الموقف الذي يبنى على الأوهام ليس له قيمة عملية عند العقلاء،وما تقوله بهتان عظيم ،أطلب من ربك أن لا يأخذك به يوم الفزع الأكبر ،نسأل الله لك العفو والعافية والسلامة يا أخي إبراهيم ،الآن نحن جميعا لنا أعزة في غزة الغالية يقتلون بطائرات العدو الصهيوني ،فعلينا أن ننشغل بالاوهام عن الوقوف معهم في محنتهم بالقول والفعل ، بارك الله فيك