هناك مثلٌ هندي يقول: مَنْ يقتحم ضجيج المجتمع يغرق في صمت أحزانه! وليسمح لي الأخوة الهنود لو عكست مَثَلَهم ليصبح: مَنْ يقتحم صمت أحزان المجتمع يغرق في ضجيجه. هذا بالضبط ما وجدته بعد أن أجريتُ استطلاعاً للرأي نُشِرَ قبل أيام في «الوسط»، حول العلاقات الذكورية/ الأنثوية بكافة ربطها المختلفة الزوجية والعاطفية.
فقد يتراءى للكثيرين، أن هذا المجتمع أو ذاك، هو في وضع طبيعي جداً، مادام ناسه في حالة ذهاب وإياب، يتبادلون السلام والابتسامات، لكنه قد يكتشف عبر البحث والتقصي أن تحت كل تلك الهالة من النظام والهدوء، جَبَلٌ من الهموم والمشكلات، يسترها الحياء حيناً والرغبة في الكتمان حيناً آخر، وفي أوقات أخرى الاستسلام لواقع الحياة المر، الذي يعتقدون هم أن لا أحد قادر على تغييره، وبذلك يستمر منظرها الخادع.
ما هو مهم، كيف يمكن لأحد ما أن يخترق تلك الجُدُر، دون أن يتسبب في فضح تلك الابتسامات الزائفة كي لا يُنهي صفاء استمرارها الخادع فينهار المعقول والمأمول معاً، أو أن لا يهتك حرمة خصوصية الناس فتموت الثقة عندهم في كل شيء. وإذا ما حافظ على هذين الأمرين، فإنه حتماً سيصل إلى حقائق صادمة لما يعتمل في جوف هذا المجتمع من مشكلات، والتي عليه حلها لا أن يتفرَّج عليها من باب الفضول والكشف السلبي.
خلال تلقي نتائج الاستطلاع كانت تتشكل صورة «عينة مجتمعية مشارِكة» شيئاً فشيئاً. لم تكن تعنيني كثيراً الأرقام الإيجابية، التي من المتوقع أن يتلقاها مجتمع باسم هادئ في كل الأحوال حتماً، بل إن المهم بالنسبة لي كان الأرقام السلبية، التي لم تكن صفرية ولا آحاداً بل أرقاماً ثقيلة، تؤشر على أن هناك خللاً ما يجب إصلاحه وبسرعة.
أن تقول 256 امرأة من أصل 624 أن شريكها غير قادر على فهمها، فهذا يعني أن أساس الرباط الزوجي أو العاطفي غير متحقق. فالتفاهم ليس أمراً مكملاً للحياة الزوجية والعاطفية، بل هو عمادها الأول؛ لأن انتفاءه يعني أنه لا يوجد اتفاق على نقطة محددة، وبالتالي لا حركة ولا انطلاق ولا سكينة ولا تنازل ولا خفض جانب ولا أي شيء من ذلك.
وحين تقول 255 امرأة من أصل 624 أن الزوج/ الشريك لا يقضي وقتاً كافياً مع شريكته، فهذا يعني أن حياة الأسرة مشطورة بين عوالم متعددة وغير متجانسة. قد يحمل ذلك تفسير انشغال الزوج بأعمال حياتية مُكمِّلة نتيجة الفاقة، أو أنه غير مسئول أو غير قادر على رؤية حياته بجانب زوجته. وهي في كل الأحوال أمور مخيفة وتحتاج إلى نظر.
هناك 236 امرأة قُلنَ بأن أزواجهن يُهِينونهنّ أو يُعيِّرونهن! وهناك 141 امرأة قُلنَ بأن أزواجهن ضربوهنَّ أو كادوا، أو هدّدوهنّ بالضرب! هذه أرقامٌ لا تجعلني أرى 317 امرأة لم يتعرضنّ لإهانة، ولا أرى 416 امرأة قلن بأنهنّ لم يتعرضن للضرب أو لم يُهدَّدن به، لأن الأصل هو هذا، أما حين يقع العكس وبِنِسَب ملحوظة (بل وقد تتساوى النسبتان في بعض الأحيان)، فإن ذلك يعني أن أمراً خطيراً في الربط الزوجية والعاطفية قائم ويهددها.
من الأشياء اللافتة الأخرى، هو درجة اليأس الذي وصلت إليه بعض النساء إلى الحد الذي وافقت فيه 40 امرأة من المشاركات على زواج شركائهن بزوجة ثانية، على الرغم من أن 482 امرأة منهن تتراوح أعمارهن ما بين 16 والـ 45 عاماً. موافقتهن بالتأكيد لم تأتِ من باب المرض (وإن وقع الافتراض) لأن السياق والأرقام المتدفقة منه هو حول القصور وعلل العلاقة التي أظهرتها الأرقام، وبالتالي فإن التفسير يكون من هذا الجانب وليس غيره.
بل هو مستوى فائض من اليأس الذي تكون فيه المرأة مضطرةً لأن تخالف غريزتها في التملك، والامتعاض من الضَّرَة، لكنها لجأت إليه بسبب عدم وجود أي رباط عاطفي أو أمل يمكن أن يعمل على تجسير أي خلاف قد ينشأ. وهو ما يعكسه وجود 142 امرأة مشارِكة رأينَ أن أزواجهنَّ غير مخلصين لهن، و189 امرأة رأين أنهن لم يُحسِنَّ اختيار أزواجهن.
أيضاً من الأشياء اللافتة هي أن 70 امرأةً قُلنَ بأن مشكلتهن مع أزواجهن هي في بخل الزوج! وهو أمر قد يُقلل منه البعض لكنه عند أولئك النسوة أمر في غاية الإقلاق لحياتهن إلى الحد الذي ساوَيْنَه مع فرض الرأي عليهن وعدم قضاء الزوج معهن وقتاً كافياً. وللعلم فإن البُخل هو من أكثر الصِّفات المُقِلة للرجولة وذمَّهُ الله في سِتِّ آيات من القرآن الكريم.
في كل الأحوال، هذه أمراض اجتماعية. والمرض لا يصيب النبات والإنسان والحيوان فقط بل المجتمعات أيضاً. والمهم من ذلك كله أن نبادر إلى تصحيح ما كان خطأ. نعم، كل الأشياء العاطفية تكون لها منازل متعددة، أما التراحم والمودة فهي أشياء لا مِنَّة فيها ولا تهاون، لأنها من مروءة الرجال، لأن ذلك قد يعكس أنانية ذكورية مفرطة. وكما قال العالم البيولوجي الإنجليزي توماس هنري هكسلي: «إن لم تكن الفردية متاحة فلا يمكن للمجتمع التقدم، أما إذا كانت الفردية جامحة بلا قيود فإن المجتمع يهلك».
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4349 - الأحد 03 أغسطس 2014م الموافق 07 شوال 1435هـ
للتو أرى المقال
من الأجدر بعد قراءة نتائج الاستبيان أن نفكر جميعا في كيفية حل المشكلة ، لا أن نتراشق مسؤولية الفشل ، وأعتقد أنه من الأنفع أن يجلس كل فرد منا مع نفسه ليفكر كيف يجنب نفسه مثل هذه المشكلة حتى وإن لم تقع له شخصيا ، لأنها مشكلة واردة في جميع الأحوال ومع كافة المستويات ، ومن جانب آخريفكر في كيفية حماية أبناءه من التعرض لمثل هذه المشاكل مستقبلا، وأعتقد أن ذلك يتطلب في البداية تقويم النفس ونقدها وتعديل اعوجاجها ان وجد قبل كل شيء ، دعوا ثقافة الانتقاد لمجرد الانتقاد وانتقلوا لمرحلة مابعد الانتقاد .. شكرا
اتقوا الله في نسائكم يا رجال
هناك ظلم من الطرفين ولكن الذي بلام اكثر هو الرجل!! كثير من الشباب تراه متسكع في الطرقات والمقاهي والرحلات الترفيهية ولا يريد اي كلمة عتاب من زوجته!! اتقوا الله في نسائكم
يصعب تفسير أرقام الاستطلاع دون مقابلات شخصية
أتصور أن هذه الأرقام، رغم أهميتها، لن تخدم أهداف الاستطلاع، فبها من التناقضات الظاهرية والمخفية ما يفقده معناها. إن المرأة البحرينية كثيرة التذمّر، ولا تجد أمراةً تحمد ما حباها الله من زوج أو أبناء حتى لو أعطاها الزوج كل شيء، فالمرأة تريد أن تكون السيدة في كل شيء، وتريد زوجاً طرطوراً، تقول له كن فيكون، ومهما أعطاها لن تشكر إذا لم يكن خاتماً في أصبعها. لذا أقترح على الكاتب إجراء مقابلات شخصية مع عينة من النساء المعنيات، ثم ربط نتائج المقابلات بنتائج الاستطلاع، حتى تتضح حقيقة الصورة المغيبة!
المرأة لا تريد طرطورا بل حنونا مسؤولا
تعليقك فيه تجريح للمرأة وإهانة للرجل! كيف يمكن للمرإة ان تتمنى زوجا طرطوراً كما تقل؟!! هي تصرخ بأنه يفضل اصحابه على عرضه وفلذات كبده وانت تقول طرطور!! عجبا
الزوجات الموظفات يعانون
لو تذهب لكل زوجة بحرينية وأم وهي موظفة وسألتها عن همومها لقالت لك ان الزوج تارك كل مسؤولية الأبناء والبيت عليها من ناحية دفع رسوم المدارس التفكير في مواصلات الأبناء وواجباتهم المدرسية وبالتالي قسط سيارتها فاتورة تليفونها ماجلة البيت وإيجار الشقة وراتب الشغالة..معظم الزوجات العاملات تلقى كل المسؤولية الزوجية على ظهورهن وكأنها تدفع ضريبة انها تعمل وعندها راتب.
شكرا للكاتب
الحياة الزوجية الناجحة مسؤولية الطرفين
فعلى كلاهما مراعاة الله في الآخر
وتحمل مسؤوليتهما كربا اسرة ومسؤولين عن أطفال ان رزقوا
ما هو الزوج الكفئ
في هذا الزمن ترى الوزن الزائد يتزايد بصوره فضيعه في فئة الرجال كلما تقدم بالسن ... الرجل اصبح يحب الراحه ويميل الى الابتعاد عن الزوجه والاولاد لعدم رغبته في تلبيه احتياجاتهم ..وهناك من يفضل راحته على سد جوع ابناءه للاسف بالاضافه الى سلبية المشاعر والاهتمام العاطفي للزوجه وغياب الاب المربي للابناء فهل تحترمه الزوجه .كل زوجه تقدر الزوج المكافح فعرقه في عمله اغلى كنز في الوجود .وضحكته مع الاطفال شئ لا يوصف.
شرطين بس
القضية كلها متعلقة بامرين فطالما كان الرجل عنده الضمير والايثار صار رجل محترم وما يظلم زوجته
اختاري الزوج بترتيبه العائلي
اذا كان اول مولود فيكون ذا سيطر ه وعنف اما المولود في الوسط فيكون معتدل تقريبا واذا جئنا للمولود اخر العنقود يكون متعب وملح على طلباته يحب ان تدلله زوجته مثل اهله ويكون اناني وشكرا للكاتب
من تزوج فقد ركب البحر
مسئولية الزواج وتكوين الأسرة مسؤلية كبيرة جداً، والحفاظ على استمرارية الحياة الزوجية والسير بها إلى النهاية الناجحة اصعب.. إنني اشبهها بالخلافة الصغرى وتحتاج الى خليفة وهو الرجل الذي يكون وسطياً فلا يشنق لكي لا يخرم ولا يسلس كي لا يتقحم....
زائر رقم واحد مع الاحترام
ولكن كيف تختار المراه طبقا لترتيب الرجل في عائلته المراه زين منها تحصل رجال يتزوجها تعرف كم مراه عانس في مصر مثلا او ايران بالملايين.
الحياة الزوجيه درب يجب على الاثنين منهم ان يفهم كل طرف الاخر يجب ان يكون هناك مصارحة ومكاشفه بين الطرفين على جميع الاصعده بدون كذب او تزلف اورياء .
ان يتحمل الطرفين بعضهم البعض انا كنت قبل ان الله ينعم علي بالاولاد كل يوم هوشه ويازوجتي لكن اليوم احاول اتجنب المشاحنات والطف الجو من اجل اولادي لايتصيبهم عقد نفسيه ومن اجل حياتي الزوجه يجب على الطرفين التضحيه