قال القيادي في جمعية الوفاق عبدالجليل خليل لـ «الوسط» إنه «تم توثيق ومراجعة عيّنة من المتفوقين تبلغ 108 طلاب وطالبات تزيد معدلاتهم عن 95 في المئة، وتبيّن أن 30 في المئة منهم فقط حصلوا على إحدى رغباتهم الثلاث الأولى في البعثات».

وأضاف «تشير الإحصائيات التي قمنا بتوثيقها بالأسماء والمعدلات الأكاديمية والأرقام الشخصية، إلى أن هناك 33 طالباً فقط حصلوا على إحدى رغباتهم من الأولى إلى الثالثة».

وأردف «كما تبيّن بعد الرصد لهذه الحالات أن 60 في المئة من المجموع الكلي لم يمنحوا إلا إحدى رغباتهم من الرغبة الرابعة إلى الثانية عشرة، على رغم أن جميعهم تفوق معدلاتهم 95 في المئة».

وأكمل خليل «كما تم توثيق 9 حالات من العينة المذكورة تم إعطاؤهم منحاً وليس بعثات رغم أن عدداً منهم معدله التراكمي يزيد على 98.5 في المئة، وهناك حالات أخرى بين 97 و98 في المئة».

في توثيق لـ 108 طلاب معدلاتهم فوق 95 %

خليل: 30 % فقط من المتفوقين حصلوا إحدى رغباتهم الثلاث الأولى

الوسط - محرر الشئون المحلية

أفاد القيادي في جمعية الوفاق عبدالجليل خليل، لـ «الوسط»، أنه «تم توثيق ومراجعة عينة من المتفوقين تبلغ 108 طالباً وطالبة تزيد معدلاتهم على 95 بالمئة، وتبيّن أن 30 بالمئة منهم فقط حصلوا على إحدى رغباتهم الثلاث الأولى».

وأضاف أن «الإحصائيات التي قمنا بتوثيقها بالأسماء والمعدلات الأكاديمية والأرقام الشخصية، تشير إلى أن هناك 33 طالباً فقط من مجموع 108 طلاب في العينة، حصلوا على إحدى رغباتهم من الأولى إلى الثالثة».

وأردف «كما وتبين بعد الرصد لهذه الحالات أن 60 بالمئة من المجموع الكلي لم يمنحوا إلا إحدى رغباتهم من الرغبة الرابعة إلى الثانية عشرة، على الرغم من أن معدلاتهم جميعهم تفوق 95 بالمئة».

وأكمل خليل «كما تم توثيق 9 حالات من العينة المذكورة تم إعطاؤهم منح وليس بعثات رغم أن عدداً منهم معدلاتهم التراكمية تزيد على 98.5 بالمئة، وهناك حالات أخرى بين 97 و 98 بالمئة».

وتابع «كما تأكد أن هناك 14 متفوقاً من مجموع العينة المشار إليها، وهنا أذكر أن هذه العينة لطلاب تزيد معدلاتهم على 95 بالمئة، حصلوا على الرغبة العاشرة أو الحادية عشرة أو الثانية عشرة، أي أن قرابة 13 بالمئة منهم لم يحصلوا إلا على رغبتهم العاشرة أو ما فوقها».

وواصل «مازلنا نسأل سنوياً، لماذا لا يتم إعلان أسماء المبتعثين والبعثات التي حصلوا عليها، ومعدلاتهم التراكمية كما كان يتم سابقاً؟ فإذا كانت وزارة التربية والتعليم لا تخفي شيئاً فالأولى بها أن تقدم نموذجاً من الشفافية في توزيع البعثات والإعلان عنها، وإلا فإن استمرار العمل بهذه الطريقة يؤكد أن سياسة التمييز يراد لها أن تستمر على فئة محددة من المجتمع في البحرين».

وذكر خليل أن «هذه الأرقام التي وثقناها هي لعينة من 108 طلاب من بين 599 طالباً متفوقاً هذا العام، وأقل وصف لتحليل هذه العينة أننا نعيش مأساة واضحة من التمييز وغياب الشفافية، حيث لا أحد يعرف أين ذهبت بقية البعثات الجامعية، وهل ذهبت إلى مستحقيها حقاً أم أن هناك تلاعباً تم؟ فبدون الإعلان عن الأسماء والبعثات والمعدلات التراكمية يبقى الباب مفتوحاً على مصراعيه للحديث بكل ثقة عن التمييز الصارخ، الذي تعاني منه الوزارة في قضية البعثات».

وشدد «ما نؤكد عليه هو ضرورة أن تلغى المقابلة الشفوية عند التقدم للحصول على البعثات، ويتم الاكتفاء بالمعدلات التراكمية، لأن ذلك يمنع التلاعب الذي يمكن أن يتم من خلال هذه المقابلات التي لا طائل نراه منها حالياً إلا المزيد من الإمعان في التمييز ضد فئة محددة من المجتمع في البلاد، خاصة وبعد أن سمعنا عن نماذج عن بعض الأسئلة التي وجهت للطلاب خلال هذه المقابلات، والتي لم يكن لها علاقة لا من قريب أو بعيد بمعرفة ميولهم ومساعدتهم على اختيار التخصص الأفضل لهم، بل على العكس، أصبحت طريقاً واضحاً يمكن التلاعب به بمستقبل أبناء البحرين تحت مسميات أثبتت الممارسة عدم جدواها وصحتها».

وأوضح أن «المعدل التراكمي يجب أن يكون المعيار الوحيد في تحديد البعثات التي يستحقها الطالب المتفوق، وهو وعائلته أقدر على تحديد التخصص المناسب له، دون أن تقوم وزارة التربية بإعطائه الرغبة الحادية عشرة أو الثانية عشرة، كما وجدنا في 14 حالة لطلاب متفوقين معدلاتهم أكثر من 95 بالمئة، أليس قمة المأساة أن يحصل طالب معدله 98.4 بالمئة على رغبته رقم 12؟ وطالب آخر معدله 97.9 بالمئة على الرغبة الثانية عشرة أيضاً، فإذا كان هؤلاء ومن هم في مثل معدلاتهم يحصلون على رغباتهم الأخيرة، فمن إذن يحصل على رغبته الأولى أو الثانية أو الثالثة حتى؟».

وختم خليل «ندعو كذلك إلى الإعلان بشفافية عن أسماء الحاصلين على البعثات الجامعية ومعدلاتهم في الصحافة، وفي الموقع الرسمي للوزارة، لأن هذا الأمر يقدم صورة للرأي العام على أن القائمين على توزيع البعثات لديهم من الشجاعة ما يؤكدون به عدالة توزيعهم وثبات معاييرهم، وحرصهم على عدم التفريق بين أبناء البحرين».

يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم أعلنت خطتها للبعثات للعام الدراسي المقبل، وتضمنت (2749) بعثةً ومنحةً دراسيةً، موزّعةً على النحو الآتي: البعثات الدراسية لخريجي المدارس الحكومية (1547) بعثةً دراسيةً، البعثات الدراسية لخريجي المدارس الخاصة (352) بعثةَ دراسيةً، المنح الدراسية (المساعدة المالية) للطلبة المتفوقين (800) منحةٍ دراسيةٍ، البعثات الموجهة إلى الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة (50) بعثةً دراسيةً، وباستقراءٍ سريعٍ للخطة يتبيّن أن أكثر من 80 في المئة من بعثاتها موجهةٌ لجامعات داخل البحرين، وأن التخصصات الطبية تصل إلى زهاء 300 بعثةٍ.

ويصف نشطاء ملف البعثات الدراسية بـ «المُسيَّس»، فيما اتّهموا وزارة التربية والتعليم بـ «محاصرة المتفوقين»، وذلك لـ «اعتبارات طائفية وسياسية من خلال فرضها الحصول على موافقتها على دراسة أي طالب في جامعات خارج البحرين، فضلاً عن وجود قائمتين للبعثات الأولى معلنة والثانية سرية، توزع دون معايير واضحة، إلى جانب تطبيقها آلية مقابلات البعثات».

ودعوا في تصريحات سابقة لـ «الوسط»، إلى «إطلاق خطة وطنية تراعي احتياجات التنمية من بينها ملف البعثات، فضلاً عن تدشين جهاز لمراقبة توزيع البعثات والمحاسبة إلى جانب الإعلان عن أسماء المتفوقين ومعدلاتهم والمستحقين للبعثات ووقف التمييز»، على حد وصفهم.

وكان عدد من المتفوقين الذين أجروا مقابلات البعثات الجامعية لدى وزارة التربية، والتي خصص لها 40 بالمئة من مجموع التقييم، الذي على أساسه يتم توزيع البعثات، أفادوا أنهم سئلوا: «ما الذي ستقولونه للرسول (ص) إذا أرجعناكم لعصره؟».

وأضافوا في حديث لـ «الوسط»، أن «من ضمن الأسئلة التي وجهت لهم، أنهم سئلوا عن مناطق سكنهم والمدرسة الابتدائية التي درسوا فيها، وعن أعمالهم التطوعية خارج أوقات المدرسة»، غير أن وزارة التربية سارعت بنفي ذلك.