العدد 4348 - السبت 02 أغسطس 2014م الموافق 06 شوال 1435هـ

مقتل 10 جنود لبنانيين في الاشتباكات في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا

تدور معارك تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة اليوم الأحد (3 أغسطس/ آب 2014) بين الجيش اللبناني الذي قتل عشرة من جنوده ومسلحين على اطراف بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، في اليوم الثاني من الاشتباكات التي اندلعت السبت بعد توقيف الجيش عنصرا جهاديا سوريا بارزا.

وتعد هذه الاحداث التي شملت ايضا احتجاز عناصر من قوى الامن الداخلي بعد اقتحام مسلحين لمركزهم في داخل عرسال وقتل مدنيين اثنين، الاخطر في هذه البلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، منذ اندلاع السوري قبل ثلاثة اعوام، ما دفع الجيش الى التحذير من رد "حاسم" لمنع "نقل المعركة" من سوريا الى لبنان.

وقال قائد الجيش اللبناني جان قهوجي الذي اعلن هذه الحصيلة الجديدة خلال مؤتمر صحافي، ان عشرة جنود قتلوا وان 13 آخرين فقدوا، وقد اسروا على الارجح.

واضاف "سقط للجيش 10 شهداء و25 جريحا بينهم 4 ضباط وفقدنا 13 جنديا يمكن ان يكونوا اسرى". ووصف الوضع بأنه "خطير جدا".

وتتشارك جرود عرسال حدودا طويلة ووعرة مع منطقة القلمون السورية، والتي تشهد معارك بين مسلحين غالبيتهم من الجهاديين متحصنين في المناطق الجبلية، والقوات النظامية السورية وعناصر من حزب الله اللبناني.

وقال الجيش اللبناني في بيانات متتالية الاحد ان وحداته "تابعت طوال الليل وحتى صباح اليوم، عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباك معها".

وكانت الحصيلة السابقة للجيش ثمانية قتلى وعدد من الجرحى.

وافاد مصور لفرانس برس في بلدة اللبوة المجاورة لعرسال، ان مدفعية الجيش كانت تقوم بقصف تلة مرتفعة على راسها ثمانية منازل يعتقد ان المسلحين يتحصنون فيها. ولم يتمكن المراسل من دخول عرسال نظرا لقطع الطريق المؤدية اليها من قبل الجيش.

ورأى المصور تعزيزات عسكرية وآليات تنقل جنودا تتوجه نحو عرسال، بينما نقلت مدرعات عسكرية جرحى للجيش من امكنة الاشتباك، قبل ان تنقلهم سيارات اسعاف الى مستشفيات المنطقة.

وكانت المعارك اندلعت السبت اثر توقيف الجيش سوريا اسمه عماد احمد جمعة. وعلى الاثر قام مسلحون يعتقد انهم جهاديون ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة"، بمحاصرة حواجز الجيش قبل الاشتباك معه.

وفي حين قال الجيش ان جمعة اقر بانتمائه الى جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، تداولت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي شريطا مصورا قالت انه لجمعة، يعلن فيه مبايعته زعيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي. وبدا في الشريط خلف جمعة، عشرات المسلحين بالزي الاسود يرفعون اعلام كتب عليها "دولة الخلافة الاسلامية".

كما قام المسلحون الذين دخلوا عرسال السبت، باقتحام فصيلة تابعة لقوى الامن الداخلي، وقتلوا مدنيين اثنين حاولا منعهما من ذلك، بحسب مصدر امني.

واكد مصدر امني لفرانس برس الاحد ان المسلحين اقتادوا عددا من العناصر الموجودين داخل الفصيلة، رافضا تحديد عددهم.

وكان الجيش اكد السبت على اثر هذه الهجمات انه "سيكون حاسما وحازما في رده ولن يسكت عن محاولات (المسلحين) الغرباء عن ارضنا تحويل بلدنا ساحة للاجرام وعمليات الارهاب والخطف والقتل".

واضاف انه لن يسمح "لاي طرف بان ينقل المعركة من سوريا الى ارضه، ولن يسمح لاي مسلح غريب عن بيئتنا ومجتمعنا بان يعبث بامن لبنان".

وادت اعمال العنف هذه الى عودة التوتر الى طرابلس كبرى مدن شمال لبنان التي شهدت مرارا مواجهات بين مجموعات سنية مسلحة مؤيدة للمعارضة السورية، ومسلحين علويين مؤيدين للنظام السوري.

وقال مصدر امني ان عنصرين من الجيش اصيبا في مواجهات في طرابلس فجر الاحد، استخدمت فيها قذائف صاروخية.

واثارت حوادث عرسال قلقا في لبنان والخارج.

وزار السفير الاميركي في بيروت ديفيد هايل الاحد قائد الجيش العماد جان قهوجي. وقالت السفارة في بيان ان الولايات المتحدة دانت "بحزم" الهجمات على قوات الامن اللبنانية واكدت دعمها لمؤسسات الدولة اللبنانية، كما ورد في بيان لوزارة الخارجية الاميركية دعا كل الاطراف الى احترام حياد لبنان في مواجهة النزاعات الاقليمية.

ودان رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام هذا "الاعتداء الصارخ على لبنان الدولة وعلى القوات المسلحة اللبنانية، مثلما هو اعتداء على المواطنين اللبنانيين في أمنهم ورزقهم وممتلكاتهم".

واكد انه "انطلاقا من موقع المسؤولية، فإن الحكومة تتعامل مع هذه التطورات بأقصى درجات الحزم والصلابة"، مشددا على ان "الدولة اللبنانية لن تتهاون في حماية ابنائها مدنيين كانوا أم عسكريين ولن تسمح بفرض حالة من الفوضى الأمنية في أي منطقة لبنانية، أو خروجها عن سيطرة القوى الشرعية تحت أي ذريعة كانت".

ودعا سلام "جميع القوى السياسية الى التحلي بأعلى درجات الحكمة والمسؤولية وبذل كل الجهود لتحصين لبنان والنأي به فعلا عن الاخطار المحيطة به".

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة لوكالة فرانس برس انها تتابع عن "كثب" الوضع في عرسال، لكن لم تتوافر لديها معلومات عن عواقب محتملة للمعارك على اللاجئين السوريين في المنطقة.

وتعرضت عرسال ومناطق على اطرافها وفي جرودها، مرارا للقصف من الطيران السوري منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل اكثر من ثلاثة اعوام. وتستضيف البلدة عشرات آلاف النازحين السوريين، ضمن اكثر من مليون لاجىء سوري يستضيفهم لبنان.

والبلدة مجاورة لمنطقة القلمون السورية حيث مني مسلحو المعارضة بانتكاسات كبيرة في الاشهر الاخيرة في مواجهة الجيش السوري المدعوم من حزب الله اللبناني.

ومنذ اشهر تجري معارك عنيفة بين "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال سوريا وشرقها. لكن في القلمون يقاتل التنظيمان معا في محاولة لحماية مواقعهما ونقل تعزيزات.

وفي هذه المنطقة قتل خمسون جهاديا على الاقل من تنظيمي "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة" المتطرفين، في معارك تواصلت من الجمعة حتى فجر السبت، مع القوات السورية وعناصر حزب الله في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 4:29 م

      لبنان

      حكومة لبنان تتحمل مسؤلية ما يحدث الان فى لبنان بسبب سكوتها على تجاوزات الحزب ابليس و دخوله فى حرب ضد شعب السورى لمساندة مجرم بشار (موالى لولاية الفقية)الذى قتل اكثر من 200000 شهيد من شعب السورى . من الذى جاء الى لبنان جبهة النصرة و المتطرفين الس هذا الحزب ؟

    • زائر 5 | 10:53 ص

      كفوا كلاب حزبكم

      لبنان لا تريد أن تنقل الحرب على أرضها لكنها قبلت مشاركت حزب الشيطان للدفاع عن الطاغيه بشار الأسد. منطق غريب. أنا ضد داعش والنصره ولكن أيضا ضد سياسة كلاب حزب الشيطان وجر لبنان للمعترك.

    • زائر 7 زائر 5 | 12:08 م

      لايوجد شيطان غيرك

      ....

    • زائر 4 | 10:25 ص

      طيب

      وين حصيلة قتلى حزب اللبناني في سوريا مالهم ذكر خل الناس تكحل عيونها بعدد القتلى . المرسولين الى اهاليهم في توابيت دخول الجنه

    • زائر 8 زائر 4 | 12:11 م

      قتلى الحزب شهداء

      تتكحل عيون الشهادة بشهادتهم ويزفون إلى مضاجعهم علانية بكل فخر عكس فطائس الإرهاب التي لا تدفن لأنهم ليسوا سوى أدوات عند مشغليهم .. هل فهمت أم بحاجة للمزيد يا هذا

    • زائر 1 | 1:46 ص

      خطه جهنميه

      اشغال الدوله البنانيه و السوريه و حزب الله بحرب عبثيه و من ثم ضرب فلسطين و القضاء علي اي اثار للمقاومه و لكن الذي يدفع للاستغراب ان من بين من يقاتل في سوريا و لبنان هم فلسطينيين . حقيقتا العقل يشيب لما تسبب به نشر دين و ثقافه التكفير في مجتمعنا الاسلامي بتخطيط صهيو امريكي و بحضانه اسر خليجيه حاكمه

    • زائر 3 زائر 1 | 2:36 ص

      مع الحق

      مؤيد لكلامك

    • زائر 6 زائر 1 | 10:57 ص

      من سنين

      من سنين ولم يجرأ بشار أن يطلق رصاصه باتجاه إسرائيل وتقول لي لعبه وخبث. الخبيث هو من أوهم الناس بحريه على إسرائيل وهو يطعن ويقتل المدنيين السوريين ذلك القابع في جحره في الجنوب تعثو فسادا في سوريا. لقد فضحتم وبانت عوراتكم النتنه.

    • زائر 10 زائر 1 | 12:52 م

      إلى زائر 6

      وار سوءتك فلقد بانت للجميع
      دول الممانعة والمقاومة قدمت ما قدمت في حين أنت وجماعتك من العرب الصهاينة كنتم وما زلتم تمنون أنفسكم بزوال الممانعة والمقاومة
      الحزب في سوريا يحصد من رؤوس الدواعش أكلة لحوم البشر
      هؤلاء فقط من يقوم الحزب بقتلهم
      أم ترى الدواعش أهلك ونحن لا نعلم؟!

اقرأ ايضاً