لقد أصبح واضحاً أن الحرب الجديدة على غزة إنّما هي رهانٌ على تصفية هذا الموقع الأخير للمقاومة في داخل الأرض المحتلة.
في الأسبوع الأخير، صعّدت «إسرائيل» من وتيرة العدوان، بهدف إيقاع أكبر عددٍ من الضحايا، في سياسة عقاب جماعي شامل. هذه السياسة الانتقامية تهدف إلى إيقاع أكبر قدرٍ من الأذى بالمدنيين، لتحرّض البيئة الحاضنة للمقاومة عليها، ولتكون رادعاً في المستقبل عن التفكير في أي شكل من أشكال المقاومة. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تتعمد استباحة المناطق السكنية وهدم المنازل، وتدمير المساجد والمدارس التي يلجأ إليها المدنيون في فترات الحروب طلباً للسلامة، بما فيها تلك المدارس التابعة للأمم المتحدة.
مثل هذه السياسة البربرية، تحرّض عليها الرأي العام العالمي، ولكن سجل هذه الدولة حافلٌ بتلك الانتهاكات والتجاوزات والجرائم منذ قيامها العام 1948. وهي تقابل الانتقادات الدولية باستخفاف، خصوصاً لوجود دول كبرى تساندها وتبرّر عدوانها وتغطي جرائمها سياسياً. من ذلك الموقف الأميركي الذي طالب بإطلاق سراح الضابط الإسرائيلي بعد ساعاتٍ من اختفائه وهو في مهمةٍ عسكريةٍ ضد منطقة مدنية، يحمل الجنسية البريطانية، بينما لم يكترث الأميركي بسقوط 1362 شهيداً، وجرح 7700 فلسطيني حينها، أغلبهم مدنيون، أطفالاً ونساء وعجزة، تكريساً للنفاق الأميركي في التعاطي مع موضوع حقوق الإنسان.
الرهان الحالي إذاً هو على انهيار غزة، لتصفية هذا الجيب الصلب المتبقي من جيوب المقاومة في الأرض المحتلة. وهو رهانٌ يشترك فيه الاسرائيليون والأميركيون وكثير من الأوروبيين خصوصاً البريطانيين والفرنسيين، فضلاً عن بعض الأنظمة العربية التي لم تعد تخفي غبطتها لما يجري في القطاع.
في حرب تموز 2006 ضد لبنان، جاهر بعض العرب بعدائهم للمقاومة، وحرّم بعض المشايخ على أنصارهم الدعاء لها بالنصر على عدو الأمة «إسرائيل»، ونسوا أن النصر من عند الهح وليس بأمانيهم. أما في حرب غزة، فكان الموقف العربي أشد عداءًً، والعار أشد نكراً، والشماتة أكبر وضوحاً. فلأول مرةٍ نسمع مذيعين عرباً ينطقون بلسان صهيوني، يشمتون بالمقاومة ويطالبون نتنياهو بسرعة الإجهاز عليها.
إن ما يجري في غزة يعزّز ما كنّا نكرّره دائماً، من أن الصراعات في المنطقة هي صراع خيارات وسياسات، وليست صراع مذاهب وديانات. ففي لبنان تُستهدف المقاومة لأنها مقاومة، ويؤلب عليها باعتبارها «شيعية»، ويُحرّم الدعاء لها بالنصر. بينما يتم التآمر على غزّة، والتحريض اليوم على سرعة تصفيتها والخلاص منها، لأنها مقاومة. وهو ما دعا كاتباً فلسطينياً كبيراً مثل عبدالباري عطوان، إلى أن يغادر لغته القومية ويصيح غاضباً بوجه المتخاذلين العرب: «في غزة مسلمون سنة، وليسوا شيعة، كلهم سنّة»، مستنكراً هذا الصمت العربي المشين.
إن أكثر ما يوجع القلب، الموقف المخزي للنظام المصري، بعدما استعاد نظام العسكر سلطته، ليخرج بسطوةٍ أشد بطشاً، حيث تجاوز كل الخطوط المعتادة في علاقته مع غزة، بما فيها التضييق وتشديد الحصار وغلق المعابر، إلى منع عبور الجرحى للعلاج في مستشفيات مصر، وهو ما لا يتفق مع المروءة ولا الشهامة العربية، فضلاً عن القوانين أيام الحروب. أقولها وكنت أنتقد حكم الأخوان، وقبلهم السادات ومبارك والآن السيسي.
الرهان على سقوط المقاومة رهان خاسر، هذه دروس التاريخ، والشعوب الحرّة تكتب تاريخها بدمائها، مهما ثقلت التضحيات، وليس هناك قضية حقٍ مضاعٍ أكثر نصوعاً من قضية فلسطين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4348 - السبت 02 أغسطس 2014م الموافق 06 شوال 1435هـ
صناعة صهيونية
هل سمعتم يوما أن تنضيم القاعة أو داعش قام بفعل تكرهه إسرائيل ؟؟ أو يغضبها ؟؟ فضلا عن أنه يهدد أمنها !! كل ما قامت به الجماعات التكفيرية وهذا برسم كل العالم يصب في مصلحة الصهاينة .. وأتحدى أيا كان أن يأتي بفعل لهم يخدم الإسلام ................................................................................................
فتحها عمر و حررها صلاح الدين
فلسطين فتحها أمير المؤمنين عمر الفاروق و حررها الناصر صلاح الدين و انتم تكرهونهم فما لكم و مالها دعوها عنكم لان من سيحررها هو من محبي عمر و صلاح الدين
ماذا ننتظر من العسكر؟
إن أكثر ما يوجع القلب، الموقف المخزي للنظام المصري، بعدما استعاد نظام العسكر سلطته، ليخرج بسطوةٍ أشد بطشاً، حيث تجاوز كل الخطوط المعتادة في علاقته مع غزة. لقد منعوا الجرحى من تلقي العلاج. حتى حسني مبارك على تعاسته لم يفعل ذلك.
كما حدث في لبنان سيحدث في فلسطين ان شاء الله
الرهان على سقوط المقاومة رهان خاسر، هذه دروس التاريخ، والشعوب الحرّة تكتب تاريخها بدمائها، مهما ثقلت التضحيات، وليس هناك قضية حقٍ مضاعٍ أكثر نصوعاً من قضية فلسطين.
حين يصبح قتل الأطفال والنساء مفخرة فتلك والله الطامّة الكبرى
الشجاعة والقوّة تكون حين يلتقي الجيشان ويصبح القتال بين جنود الحرب لا بين اطفالها ونسائها وعجزتها في البيوت والمستشفيات واذا اصبح الأطفال والنساء هدفا لجيش مّا فذلك هو السقوط الذي ما بعده سقوط:
المقاومة رغم تواضع دفاعاتها لكنها قتلت قرابة 63 جندي اسرائيلي وجرحت قرابة 600 منهم بينما عدد الجرحى من المدنين قليل جدا في المقابل فإن القتلى في الجانب الفلسطيني فاق 1600 كلهم مدنيون وأكثر من 400 منهم اطفال فتلك هي المفارقة في القيم والاخلاق
يثلج الصدر
مقال رائع كتبه قلم حر شريف. النصر لغزة الحرة الأبية