رأى ناشطون شبابيون أن الواقع الأمني والملفات المرتبطة به «غيّبت» الحديث عن استحقاقات الشباب، ومشاريعهم التي نادوا بها طوال الأعوام الماضية، كإنشاء اتحاد طلابي، وبرلمان شبابي وغيرهما، وأن الحديث عنها بات أشبه بـ «الترف» في ظل وجود ملفات شبابية عالقة، منها ملف المعتقلين، المفصولين، الشهداء، والمنتهكة حقوقهم من الشباب.
ورأى الناشطون، خلال منتدى نظمته «الوسط» عن «الشباب ورؤيتهم للأزمة البحرينية» أن الأزمة ليست وليدة العام 2011، بل هي أزمة سياسية دستورية بامتياز، ونتيجة طبيعية لما وصفوه بـ « التمييز» الواقع على جميع مكونات المجتمع، وإن كان واقعاً على فئة بصورة أكبر.
الوسط - زينب التاجر، علي الموسوي
رأى ناشطون شبابيون بأن الواقع الأمني والملفات المرتبطة به «غيَّبت» الحديث عن استحقاقات الشباب، ومشاريعهم التي نادوا بها طوال الأعوام الماضية، كإنشاء اتحاد طلابي، وبرلمان شبابي وغيرها، وأن الحديث عنها بات أشبه بـ «الترف» في ظل وجود ملفات شبابية عالقة، منها ملف المعتقلين، المفصولين، الشهداء، والمنتهكة حقوقهم من الشباب، فيما رأوا خلال منتدى نظمته «الوسط» عن «الشباب ورؤيتهم للأزمة البحرينية» بأن الأخيرة (الأزمة) ليست وليدة عام 2011، وأنها أزمة سياسية دستورية بامتياز، ونتيجة طبيعية لما وصفوه بـ «التمييز» الواقع على جميع مكونات المجتمع وإن كان واقعاً على فئة بصورة أكبر.
وذكروا بأن الانقسام وما تشهده البحرين من تشطير طائفي، هو نتاج للأزمة السياسية وليس سبباً من أسبابها، موجّهين أصبع الاتهام للإعلام الرسمي، وما وصفوه بـ «شبه الرسمي» والذي «غذَّى» ذلك باستغلال الاختلاف الديني والمذهبي على حد قولهم.
وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية، وجَّهوا تساؤلهم للمقبلين على الترشح بشأن مدى معرفتهم بهموم ومشاريع الشباب في مناطق وقرى البحرين.
كما رأوا بأن الشباب لا يمكنهم طرح حل مختلف وخاص بهم للخروج من الأزمة السياسية، وأنهم جزء من مجتمع تضرّرت جميع فئاته طوال أكثر من ثلاث أعوام، فيما أشاروا إلى أن الحل يكمن في وجود إرادة سياسية للتغيير؛ للوصول لديمقراطية تناسب المجتمع البحريني، فضلاً عن مداواة جراح الماضي بإنصاف الضحايا، وتعزيز الثقة بين المواطن والسلطة.
وشارك في المنتدى كل من: الناشطة الشبابية نور آل عباس، عضو المكتب السياسي في وعد غسان سرحان ورئيس اللجنة السياسية في مركز البحرين الشبابي والناشط الشبابي مرتضى ميرزا إلى جانب نائب رئيس المكتب الشبابي في «وعد» أحمد عبدالأمير والمدوِّن البحريني عضو مركز البحرين الشبابي رضي القطري، فيما وجهت «الوسط» دعوة لكل من عمر الكوهجي، معاذ الحسن، يعقوب سليس، عمار سيادي، إحسان الكوهجي، علي شرفي، إلا أنهم اعتذروا عن عدم المشاركة. وفيما يلي ما دار في المنتدى:
كيف يقرأ الشباب الأزمة التي تمر بها مملكة البحرين؟
- عبدالأمير: أسباب الأزمة السياسية معروفة لدى الجميع، وحينما نرغب في تشخصيها فنحن نؤكد بأنها ليست وليدة 14 فبراير/ شباط 2011، فالأزمة لها جذورها وأسبابها وما نعيشه اليوم هو نتيجة طبيعية وليس سبب لتلك الظروف والأسباب والتي هي معلومة للجميع، وأرى بأن علاجها يحتاج لحلول جذرية تراعي تلك الأسباب القديمة وتداعيات الظروف الحالية.
- ميرزا: بدأت الأزمة البحرينية كما هو مؤرخ منذ أكثر من 100 عام، وأن الصراع اتخذ أشكالاً مختلفة خلال تلك الفترات إلى أن وصل إلى تلك الصورة في فبراير/ شباط 2011 والتي كان أبرزها تشطير المجتمع واللعب على أوتار الطائفية وتحويل المجتمع لفئات متناحرة للسيطرة على الوضع والتخلص من المطالب الحقوقية، إلا أن فئات الشعب واعية لهذا الأمر ومتكاتفة.
وشخصياً أرى بأن الظلم واقع على الجميع وأن الجميع يحمل مطالب حقوقية ديمقراطية مع اختلاف طريقة التعبير عنها من جهة وحجم المنادي بها المرتبط بنسب مكونات المجتمع، إلا أن الحراك الشعبي مستمر للوصول لتلك المطالب وهذه سنن التاريخ الطبيعية التي لا تحابي أحداً.
- القطري: ما تشهده البحرين ليس بوليد اللحظة والفكرة في تغير المسميات المرتبط بتغير الظروف والتي تهيأ التعاطي مع ذلك المسمى، فالمشكلة ليست وليدة العشرينات وأن التاريخ هو من أرَّخ ذلك، فسبق ذلك مناهضة للاستعمار والاستبداد، فاختلاف المسميات للأزمات جدد الروح، والأحداث الأخيرة كانت وليدة الربيع العربي لذا أخذت مسمى مختلفاً عمّا كانت عليه في التسعينات.
ولكن ما يميز حدث اليوم هو موضوع مهم جداً وهو وصول كثير من الشباب إلى مرحلة اقتناعهم بأنه لم يعد لديهم شيء ليخسروه، وهو ناقوس خطر.
- سرحان: الأزمة التي تمر بها مملكة البحرين لا يمكن توصيفها بأقل من كونها أزمة سياسية دستورية بامتياز، والطائفية التي نشهدها اليوم هي عرض للمشكلة الأساسية وليست أساسها، كما أن وجودنا في المحيط الجيوسياسي أثر بشكل كبير، إلا أني أتفق مع زملائي بأن الحراك ليس وليد اللحظة وهو صراع من أجل إيجاد مشاركة شعبية حقيقية بدأ منذ سنوات طويلة ومرّ بمراحل مختلفة خلالها تغيرت أوضاع البحرين لتغير أوضاع المنطقة، سيما مع كون البحرين تابعاً متأثراً وليس مؤثراً نظراً لكونها صغيرة الحجم وعدد السكان وواقعة في محيط عربي متفجر من جميع الجوانب.
والبحرين كغيرها من كثير من الدول عانت من التمييز والتفرقة، تمييز تعاني منه كل مكونات المجتمع، إلا أن العنوان الأوسع كان هو التمييز الطائفي والذي بات عنوان هذه المرحلة.
- آل عباس: لا أختلف في رأيي مع زملائي سيما في كون البحرين متأثرة بالمحيط الجيوسياسي والذي بدوره يؤثر على بيئتها الداخلية، ولكني أرى أن المشكلة تكمن في عدم وجود توجيه رسمي حكيم من شأنه تقليل تداعيات الظروف المحيطة بالبحرين، والحديث الرسمي عن الخوف على مستقبل البحرين في ظل التوترات الخارجية في الصحف المحلية لا يقابله أي تحرك جاد على أرض الواقع لاحتواء أي من تداعياته وإنما ما حصل هو العكس.
باعتقادكم هل التمييز أحد الأسباب لانطلاق الحراك الشعبي في 2011؟
- ميرزا: التمييز والفساد عَرَضان للمرض الأساسي، والذي يكمن في الخلل الدستوري والبنية المؤسسية ككل، والتي أفرزت جماعات متمصلحة ومستفيدة من الوضع والسلطة زادت من وتيرة هذا التمييز لاستغلال بعض فئات المجتمع.
- عبدالأمير: أعتقد أن الخلل متمثل في البنية المؤسسية في البلد من بعد 2002، وأن الإفرازات بعد تلك الفترة لم توضع في إطار وطني مؤسسي حقيقي، فالتمييز هو نتيجة للفساد وضعف أو غياب الأدوات الرقابية على كثير من المؤسسات والشركات الكبرى في ملفات مختلفة كالتوظيف على سبيل المثال. مؤسسة كديوان الخدمة المدنية أو الشركات الوطنية الكبرى على سبيل المثال، وبمقارنة التجربتين في البحرين والكويت، فإن الأخيرة لديها عقد شبه ثابت منذ الستينات كما أن لديها عملية سياسية حقيقية شهدت محاولات لتجاوز مجلس الأمة ولكن في نهاية المطاف هناك شرعية متفق عليها لدى الجميع وأن جميع دعوات الإصلاح تصبّ في إطار واضح.
أما في مملكة البحرين فإن مسألة الشرعية تعاني من خلل كبير، ما أدى إلى تفشي التمييز والذي كان نتيجة طبيعية لتفجر أزمة سياسية لظروف وملفات متراكمة طوال مراحل مختلفة أخذت شكلاً أوسع في 2011، كما أن لجوء أطراف في السلطة وآخرين محسوبين عليها لسياسة «فرّق تسد» أسهم في تعقيد المشكلة.
- نور: حينما نتحدث عن الأسباب التي دفعت بالناس للخروج في 2011 والمطالبة بإصلاح سياسي، فلا يمكننا تجاهل أثر ملفات عالقة قبل ذلك التاريخ كالفساد في الأراضي والدفان والتجنيس والتمييز، وبالحديث عن التمييز فأرى بأن البحرين ليس بها تمييز طائفي فحسب فهناك تمييز وفقاً للجماعة والواسطة وهو ما أسهم في ضرب مبدأ تكافؤ الفرص، فجميعنا يعلم بأن هناك على سبيل المثال بعثات توزع تحت الطاولة لجماعات معينة أو مقربة أو لديها واسطة.
ورأى بأن التمييز في البحرين يطال الجميع وإن كان واقعاً على مكون بشكل أكبر، وأن الوعي لهذا الموضوع أسهم في معرفة الناس وتلمُّسهم لهذا التمييز والذي دفعهم في النهاية إلى الخروج والمطالبة بإلغائه.
- سرحان: التمييز ليس طائفياً فقط والسلطة نجحت على امتداد أكثر من 10 سنوات بإقناع فئة من المجتمع بأنها مميزة والفئة الأخرى مميز ضدها، التمييز بذلك بات دافعاً للبعض للحصول على المكاسب وفي المقابل دافعاً لآخرين للمشاركة في الحراك للمطالبة بإلغائه، كما أن نجاح بعض الثورات العربية في الربيع العربي وتراكم الإحاطات دفع الكثيرين إلى الانخراط في الحراك الشعبي في 2011.
- القطري: الشارع البحريني منذ 2002 وحتى 2010 كان يغلي ومن يتحدث عن طبيعة الحياة في تلك الفترة فهو يخدع نفسه، فتراكم القضايا بشكل كبير دون حل والحديث عنها في مواقف هنا وهناك فقط سيما ملف المعتقلين أسهم في انفجار المشهد خلال 2011، ومواجهته بصورة أمنية دفع إلى تطور الوضع، وأرى بأن المشهد الأمني كان عاملاً أساسياً في المشكلة، ففي البداية الحديث كان ينصبّ على إصلاح معيشي ودستوري وإفراج عن المعتقلين ولكن التصعيد الأمني صعّد من الحراك وعمّق المشكلات التي لم تجد طريقاً للحل طوال سنوات طويلة.
- ميرزا: باعتقادي بأن التمييز هو ترجمة للخلل الدستوري وأن الأخير كثير من البسطاء لا يعلمون طبيعته إلا أن الجميع يعلم ما هو التمييز وأن معرفته به وتلمُّسهم له في التوظيف والبعثات والإسكان والفئة أسهم في إقناعهم بالحراك الشعبي وتبسيط العملية وفهمهم للخل الأكبر.
الطائفية أحد إفرازات 2011 ولا يمكن نكرانها إلا أنها بدت وكأنها سبب ما تمر به مملكة البحرين، باعتقادكم من هو المسئول عن هذه الحالة؟
- سرحان: اللعب على هذا الوتر ليس بجديد وإنها موضة تتغير بتغير الظروف، فالمعارضة متهمة بالولاء الخارجي دائماً، وإن اختلفت الجهة، فموضة اليوم هي الانتماء لولاية الفقيه، وفي فترة من الفترات كان الاتهام بالولاء الخارجي موجّه للسوفيات وفي فترة أخرى لعبدالناصر ولصدام ولإيران، وعموماً الاتهام موجود في كل مرحلة وما يتغير فقط توجيهه لأية وجهة وفقاً للظروف الإقليمية.
وللأسف في هذه المرحلة الاتهامات غذَّاها الإعلام الرسمي كما لا يمكن نسيان أن الوضع الإقليمي الموجود من الطبيعي أن ترافقه تلك الصراعات طائفية والتي غالباً ما تستغل، ولكن الحل يكمن في حل جذور الأزمة السياسية فالتمييز والطائفية هو عوارض للأزمة الأساسية والمتمثلة في غياب العدالة والحاجة لتمثيل حقيقي والوصول للديمقراطية.
- القطري: أرى بأن هناك شخصيات تأزيم في الواقع البحريني تحسب على تجمع هنا وهناك وهي الفزاعة التي تخرج بتلك التسميات في كل مرحلة، والمشكلة الأكبر تكمن في إعلام رسمي، فحينما يتكلم وزير بطائفية فهذه مشكلة، وحينما يتم التعامل معك بنظرة دونية فهي مشكلة أيضاً، وخلاصة الحديث مشكلة الطائفية تكمن في السلطة والتي لم تلجأ لمعالجتها وإنما قامت بتغذيتها وتغيير الوجوه التي تناسب المشهد فقط.
- ميرزا: الحديث عن الطائفية والتهويل والتهديد بالحرب الطائفية هو جزء من المغالطة وأسلوب لا يعدو عن كونه أسلوب أطفال لا يصلح في هذا العصر، ويعد أحد الأساليب القديمة والمتمثلة في محاولة حرف القضية عن الهدف الأساسي، وشخصياً أصف ذلك بالهبل السياسي وهو أسلوب رائج ما بين كثير من الوزراء.
- نور: المشكلة الطاغية في الوطن العربي هو التقسيم الطائفي والسلطة تلعب على هذا الوتر، وفي البحرين المشكلة الأساسية تكمن في السياسة والاقتصاد فالبحرين مصادر دخلها محدودة وتشتري الولاء في قطاعات معينة لإسكاتهم وهناك فئة من المجتمع مغيبة وأوهمت بالمسألة الطائفية وأن فئة أخرى تهدف لأخذ مكانها ومكاسبها.
نحن نعاني من مشكلة إدارة الدولة، وتلك الإدارة تمثل نموذجاً غير صحي وغير مستقر والتقسيم الطائفي دون عدالة ومفاهيم اقتصادية واضحة يجعلنا نستمر في الحياة في المشكلة وكل حدث خارجي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على وضعنا الداخلي وسنعيش في حلقة مفرغة
ما نحتاجه اليوم للوصول للديمقراطية يكمن في تغيير طبيعة الاقتصاد وإدارة الدولة وتوزيع الموارد وفقاً لمفاهيم عادلة فلا يمكن البقاء على هذا الوضع في ظل عدم الشفافية في مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية.
- عبدالأمير: الجانب الاقتصادي مهم جداً، والاقتصاد الريعي نتائج وخيمة، وفي البحرين لدينا بنية اقتصادية لا تخرج عن أنظمة دول العالم الثالث، وأن هناك فئة تحتكر الثروة في ظل غياب الرقابة على الإرادات والخلل في آلية التوزيع، وما نعيشه هو نتيجة طبيعية لدولة تبيع المواد الخام وتقبض قيمتها دون وجود رقابة على الإرادات.
وحينما نفصل الأمر لابد من الحديث عن الوضع البحريني في ظل 22 دولة عربية، في فترة من الفترات كنا جميعاً عرباً فلم يكن أحد يذكر بأنه قبطي أو يهودي أو مسلم، فجأة سقط المشروع القومي في عام 1967م وقابله صعود الدول والكيانات شبه وطنية وبداخل بعضها صراع على السلطة والثورة وأخرى تعاني من صراع بين القبائل وصراع بين الكتل الدينية وصراع بين الطوائف، فبالتالي حينما نشخص الأزمة البحرينية لابد من النظر للوضع العربي المتفجر وغياب الهوية الوطنية وصعود الهويات الفرعية في ظل وجود وجوه تغذِّيها، سواء رجال دين كما في سورية ولبنان أو رجال أعمال كما في مصر على سبيل المثال.
كما لا يمكننا نسيان بأن البحرين متأثرة وغير قادرة على التأثير وبالتالي فإن الوضع العربي المتفجر وصعود الهويات الطائفية فيه أسهم في التأثير عليها في ظل وجود إعلام رسمي يغذِّي ذلك ويسهم بدور سلبي في الأمر، إلا أني أرى بأن المجتمع المدني الحقيقي له دور كبير في الحراك وعليه مسئولية أكبر في التأثير على الناس ودفعهم في الاتجاه الصحيح سيما أن كثيراً منهم يتأثرون بالمبادرات والتحركات والزيارات التي تطلق من قبله وإن كان تأثيراً على مستوى بسيط.
استكمالاً للحديث ما هي الحلول لمشكلة الطائفية التي نراها اليوم في كثير من المواقع؟
- سرحان: لابد من وجود قرار سياسي من الدولة وإرادة حقيقية لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات والتخفيف من وطأة الطائفية والانقسام عوضاً عن تغذيتها من خلال الإعلام الرسمي وشبه الرسمي وذلك لن يكون إلا من خلال إسكات بعض الأقلام والتي تصب الغاز في النار وتبدو وكأنها في معركة.
أما النقطة الثانية فهي السماح للمجتمع المدني بأخذ دوره الحقيقي، فالمشكلة تكمن بأن مجتمعنا المدني ولد مشوَّه بسبب الهجمات الأمنية التي تعرض لها على امتداد السنوات الطويلة وأن الدولة تعتبر أية مبادرة وطنية تخرج من إطار الغرف المغلقة والكتابة في الصحف وتخرج لأرض الواقع بأنها جزء من عمل خصومها.
كما لا يمكن حل الانقسام الطائفي من غير حل الأزمة السياسية الدستورية وإيقاف أو تجريم التمييز فما يؤسف له بأننا دولة يرفض مجلسها النيابي إصدار قانون لتجريم التمييز.
- ميرزا: أوافق زملائي الرأي بأنه يجب أولاً إسكات حملات الإعلام الرسمي وغير الرسمي المحسوب عليهم والذين غذَّى التشطير الطائفي، وباختصار لا نريد أن ندور حول الأزمة السياسية فالمشكلة واضحة، وعلى النخب من الطائفتين تحمل المسئولية سيما رجال الدين والعلماء دون الخوف والمهادنة ولابد من يتجهوا للحديث بشكل واقعي ويشرحوا لجماهيرهم أصول الاختلاف فالخلاف علمي وليس شخصياً، كما لابد من تحديد الخلافات ووضعها في إطارها الطبيعي، وللأسف فإن كثيراً منهم متقاعس وشريكة في الجريمة بسكوتهم عن ممارسات السلطة والتي تستغل الاختلاف الديني والمذهبي في تغذية الأزمة السياسية.
ولا يقف الأمر على رجال الدين فعلى النخب والمثقفين والكتاب في الصحف أيضاً تناول أصل الاختلاف وتقريب وجهات النظر لا العكس.
- سرحان: أرى بأنه لا يمكن أبداً حل الانقسام الطائفي دون حل الأزمة السياسية الدستورية وإيقاف التمييز أو تجريمه في أقل تقدير وللأسف فالبحرين من الدول التي ترفض تجريمه في البرلمان.
- آل عباس: حل مشكلة الطائفية مقسم لمهمة دولة ومؤسسات، إلا أنه من الصعب الحصول على نتيجة واضحة على المدى القصير للمشاكل الأعقد، إلا أن الحل يبدأ بالإرادة والمجتمع المدني من خلال المبادرات والزيارات التي من شأنها أن تخفف وتلطف الأجواء، وبالتأكيد لن تحل الأزمة ولكن ستسهم في تصفية النفوس واحتواء الاحتقان الطائفي الذي تعيشه البلاد.
كما للجمعيات الشبابية والنسائية من غير العاملين في السياسية دور يكمن في طرح برامج ثقافية وإعلامية تشرح مفهوم الطائفية والوطنية الحقيقي وتسلط الضوء على المفاهيم الخاطئة التي انتشرت مؤخراً.
ومما يؤسف له بأن كل جماعة وكل فئة عرفت الوطنية بمفهومها الخاص وباتت تغرّد وفق هذا المفهوم ما خلق علاقة متوترة بين مكونات المجتمع، لذا من الواجب العمل على تعريف الجماهير بالمفهوم الحقيقي للوطنية.
- القطري: التاريخ والشواهد تشير بل وتؤكد بأن حل الطائفية محارب في هذا البلد وكأنما يراد لها أن تستمر، وللأسف السلطة تقوم بتغذيتها لمصالحها ولا تتيح المجال لمؤسسات المجتمع المدني للإمساك بزمام الأمور ولعب دوراً فعالاً في هذا الصدد، وأصدق مثال على ذلك قَتْل كثير من مبادرات المصالحة ونبذ الطائفية بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال حصارها في مكانها أو التهديد بوقف نشاطها.
الأزمة أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على الشباب وتطلعاتهم وسحبت البساط عن كثير من المشاريع الشبابية فكيف ترون ذلك؟
- عبدالأمير: الشباب البحريني اليوم شبه مسيّس (أي يتعاطى السياسية في معظم جوانب حياته) ولديه درجة وعي عالية، وبالفعل الأزمة السياسية أثرت بشكل كبير على مشاريع الشباب وتوجهاتهم، فقد اختفت ملفات كان الشباب يحملون هم إبصارها النور كإستراتيجية الشباب والتي عمل عليها 15 شاباً وشابة، برلمان الشباب والذي كان يؤمل أن يكون ظاهرة صوتية جديدة وغيرها.
اهتمامات الشباب تغيّرت وهي نتيجة طبيعية لتعاطيه السياسية بشكل شبه مستمر فضلاً عن دخول المجتمع المدني نفسه اليوم في الاستقطابات الموجودة فلا يوجد مجتمع مدني محايد مئة في المئة، إلا أني أرى بأن المجتمع المدني الحقيقي هو من سينحاز للطرف الصحيح ومعادلة الوضع في البحرين واضحة.
وأعود هنا للجانب الاقتصادي والذي أرى مدى أهميته، فلا يمكن إغفال هجرة نسبة كبيرة من الكوادر الشبابية والكفاءات نتيجة التضييق في الأرزاق والتمييز الواقع عليها والتي كان من الأولى احتواؤها والاستفادة من مهاراتها، تلك الفئة من المؤكد ستتغير أولوياتها على مدى العشرين سنة المقبلة سيما أن تجمعت واتفقت في السبب الذي دفعها للخروج من بلدها والاغتراب، والسؤال الذي سيطرح نفسه كيف ستكون بوصلتهم وإلى أين ستتجه فستنتج قيادات جديدة ومشكلة جديدة، لذا أرى ضرورة الوقوف ملياً عند هذه النقطة.
- ميرزا: السلطة حوّلت الحديث عن مشاريع الشباب كبرلمان الشباب أو اتحاد طلابي والمحارب منذ السبعينات وترفض شرعنته رغم وجوده في معظم دول العالم حتى الاستبدادية، إلى مجرد ترف فكري وهو وضع مأساوي جداً، فبات الحديث أولى عن المعتقلين وغير القادرين على مواصلة دراستهم والمعذبين والمنتهكة حقوقهم، يجب علاج تلك الملفات أولاً فترميم ما حدث ليس بالشيء اليسير.
- القطري: السلطة وجدت الطريق للوصول إلى تسيس الوضع وانتهى الأمر، اليوم في كل تجمع الشباب يتكلمون في السياسة مهما كانت دوافع تلك التجمعات عائلية، ترفيهية وغيرها، إذ لا مجال للحديث عن أبسط الاستحقاقات والتي منها اتحاد الطلبة أو برلمان الشباب واستراتيجية الشباب وباتوا يتحدثون عن استحقاقات اليوم ومداواة الجراح، فالسلطة هربت من تلك الاستحقاقات بشغل الشباب بالسياسية والتعاطي فيها ورقعت تلك المشاريع الشبابية بمشاريع بسيطة هي مداخل للفساد في الأساس.
باختصار اليوم لا يمكن الحديث عن برلمان شباب في ظل وجود ملف للشهداء الشباب، المعتقلين الشباب، المنتهكة حقوقهم من الشباب، فلا يمكن الحديث اليوم إلا عن الواقع الأمني المتعلق بالشباب.
- ميرزا: الشباب اليوم نسوا همومهم الخاصة مقابل الهموم العامة للمجتمع فقد حملوا هموم السواحل والأراضي المنهوبة التمييز والمعتقلين والمعذبين ونسوا همومهم ولابد من وقفة إجلال لهم.
- سرحان: المجتمعات تخوض صراعاً سياسياً حامياً والشباب جزء من تلك المجتمعات، اليوم في ظل هذه الأوضاع، الشباب هم من كانوا القيادات في كل التحركات ووفقاً لذلك فإنهم كانوا أكثر عرضة للضرر كما حدث في البحرين، فقد تعرض الشباب للموت، التعذيب، الاعتقال، الفصل أو التوقف وغيرها.
وباختصار شديد لن تحل قضايا الشباب وتبصر مشاريعهم القديمة النور إلا بوجود حل سياسي للأزمة التي تعاني منها البلاد، ذلك الحل من شأنه أن يضمن لهم صوتاً مسموعاً لا يمكن تجاهله، وحل الأزمة السياسية لن يكون إلا بإيجاد دولة حقيقية يشترك الجميع فيها وخلالها سيتم حل كثير من المشاكل التي يعاني منها الشباب في السياسة والتعليم والتوظيف والبعثات والإسكان وغيرها.
- آل عباس: أوافقهم الرأي الشباب اليوم يتحدث عن السياسة فقط، ونسى الحديث عن مشاكله وتركز الحديث عن المطالب الأكثر إيلاماً كالمعتقلين والفاقدين لفرص الدراسة والمنتهكة حقوقهم، ففي السابق كانت الجمعيات الشبابية فاعلة وتعقد الندوات والحملات بشأن حقوق الشباب والمشكلة اليوم تكمن في أن حق الفرد في أن يكون آمناً قد انتهك وهو سبب لغياب مشاريع الشباب عن أولوياتهم.
بعد شهور قليلة ستحل الانتخابات، والمرشحون يطرحون دائماً ضمن برنامجهم الانتخابية محاور للشباب فما رأيك في ذلك في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد؟
- سرحان: في كل البلاد تكثر التصريحات في فترة الانتخابات، وممّا هو معلوم بأن من يصل للمقعد النيابي ينسى وعوده، ولو شاركت الناس في يوم من الأيام كان على أمل بأن يكون أحدهم صادقاً، ولكن الوضع البحريني اليوم وفقاً للمعطيات الحالية يؤكد بأن البرلمان فاقد للصلاحيات ومسيطر عليه من قبل الحكومة وغير قادر على التغيير، وباختصار أرى بأن المشاركة فيه مجرد عبث ومضيعة للوقت، ومن يدّعي من النواب بأنه قادر على التغيير وفعل شيء فذلك ادّعاء واضح.
- القطري: الشباب لا يريد برلماناً بهذه الصورة.
- آل نور: مشكلتنا بأننا نريد تغييراً جذرياً وسريعاً، ونحن متأكدون بأن البرلمان بصورته الحالية غير قادر على تغيير الوضع وتحقيق تطلعات الناس، إلا أني أرى أن إضافة شيء وتغيير أمر وإن كان بسيطاً من قبل بعض النواب لدوائرهم أمر جيد ولا نتوقع منهم الكثير.
- عبدالامير: المعطيات كلها اليوم لا تشجع والمشاركة في الانتخابات وفق تلك المعطيات عبث ولكن لا نعلم ماذا سيحدث، نحتاج لتهيئة الأجواء لذلك وإسكات الإعلام المحرض وحل كثير من الملفات كالمعتقلين وملف الشهداء وغيرها، إذ لا يمكن عزل الشباب عن المجتمع فهم من قادوا الحراك ولحقَهم الجميع، ونوجّه سؤالنا للراغبين في الترشح وتناول قضايا الشباب «ما هي قضايا الشباب في جميع المناطق والقرى وأولوياتهم في الرفاع والحد وسترة باعتقادكم؟».
اليوم الشباب يحتاجون لتناول الجوانب النفسية لهم والوقوف عندها لأن تداعياتها ستظهر على المدى البعيد، فترميم المجتمع يتطلب وقتاًَ ليس بالقصير سيما بعد ما ناله طوال أكثر من ثلاث سنوات.
هناك مؤسسات في المجتمع المدني مازالت فاعلة وتعمل على الهامش وتحاول أن تعمل، وأعتقد بأن من يرغب في العمل لابد أن يعمل معها، ولدينا ائتلافات شبابية يعملون عملاً مشكوراً، وأي شخص يرغب أن يصل صوته يعمل من خلالها أفضل.
في تصوركم بعد كل ما تم الإشارة إليه ما هي رؤية الشباب للحمل وما يمكنهم طرحه لتخرج البحرين من أزمتها؟
- سرحان: المشكلة في البحرين سياسية والشباب جزء من المجتمع، ولا يوجد حل شبابي خالص وجديد خارج الإطار المتعارف عليه، لذا أرى أن الحل يكمن في وجود أولاً إرادة سياسية للحل وحوار جاد لطرح مجمل القضايا.
- القطري: حل الأزمة يبدأ بأصلها وهي المطالبة بدولة تتناسب مع طبيعة مجتمع البحرين، وإعطاء الفرصة للشعب لإدارة المشكلة والبلد ومن ثم تقييم العملية والحكم عليها.
- آل عباس: الحل للأزمة باعتقادي هو العدالة، فلو وجد حل جزئي ومشاركة سياسية أكثر باتفاقيات مع المعارضة، فلن تحل المشكلة الأساسية فلدينا ناس منتهكة ومعذبة ومسجونين وفي حال عدم إنصافهم لن تحل المشكلة وسيكون مجرد مهدئ وسترجع الأمور تنفجر وبصورة أكبر، نحتاج للإنصاف في المحاكمات والتأكيد على عدم الإفلات من العقاب في أقل تقدير ولن نخطو للإمام قبل تحقيق ذلك ومن ثم يمكننا الحديث عن الحوار والمطالب والإصلاحات السياسية وغيرها.
- ميرزا: كنت أبحث عن شيء جديد للإجابة على السؤال وأن أجد أمراً غير السياسة لنلقي عليه هموماً إلا أني لم أجد، اليوم الحل يكمن في إيجاد نحتاج لهيكلة دولة ديمقراطية ووقف العبط السياسي والتغني بالديمقراطيات المطبقة في ظل واقع مختلف فضلاً عن ضرورة وقف دجل الإعلام الرسمي وشبه الرسمي والتركيز على مشاكل الشباب عوضاً عن الكذب، ولا أنسى ضرورة تطبيق العدالة لإنصاف الشباب وهم الفئة الأكثر تعرضاً للضرر في مختلف الجوانب، ووقف الحل الأمني والأمر الأخير لابد من إصلاح القطيعة بين المواطن والسلطة وتعزيز الثقة بين الطرفين.
- عبدالأمير: نحن مثلاً جيل ما بعد الميثاق، وشهدنا الانفتاح وانخرطنا في الجمعيات وسعدنا بذلك في بادئ الأمر إلى أن تراكمت الملفات العالقة وانفجر الوضع في 2010، وبالنسبة للجيل الذي ولد في 2001 ما هي الذاكرة المتكونة لديه اليوم، خلاصة القول هناك مشكلة في المجتمع فنحن نحتاج للعودة للبحرين وروحها، والتربية لها دور كبير ومؤسسة الأسرة هي أقوى مؤسسة ويجب ألا نهمل دورها في تنشئة الجيل الجديد، فالحل في البحرين يحتاج إرادة وطنية وأرى بأن القيادات الموجودة قادرة على ذلك والحل شبه جاهز لديها ويتطلب مبادرة وإرادة سياسية فقط. وفق مفاهيم صحيحة عن الوطنية والطائفية والحقوق.
- ميرزا: دعونا نفكر بإيجابية الشباب يتحمل المسئولية ونحتاج للسعي لإنشاء كيانات شبابية، اتحاد شبابي، تيارات شبابية وبرلمان شبابي.
كيف يمكن أن يساهم الشباب في تفعيل تلك الحلول؟
- عبدالأمير: كل شاب من خلال موقعه يمكن أن يساهم في هذه الحلول، وتوعية الناس هي أكبر مساهمة، التوعية من غير تعقيدات وعدم التعاطي مع الناس بفوقية ونخبوية والتعامل بواقعهم.
- سرحان: على كل شخص أن يرى أين يكون دوره مناسباً وأن يتواجد فيه.
- آل نور: أؤيد زملائي بأن كل شخص من موقعه يمكنه أن ينجز وأن يكون مؤثراً.
- ميرزا: الشباب هم صناع القرار وهم من سيصنعون الحدث، كما فعلوا في 2011، وأتمنى أن يكونوا بقدر المسئولية واختيار الكيفية والوقت المناسب للوصول لبر الأمان وتصحيح الأخطاء لتحقيق المطالب بتوجيه من النخب السياسية.
- القطري: اليوم الشباب متواجدون في أغلب القطاعات، وقادرون على التغيير وأداء الاستحقاق لو أعطوا الفرصة، وعامل البناء بقدر قدرته على البناء قادر أيضاً على الهدم، وكذلك الشباب لذا يجب استثمار طاقاتهم لبناء الوطن.
العدد 4348 - السبت 02 أغسطس 2014م الموافق 06 شوال 1435هـ
الواقع الامني
الواقع الامني غيب الشباب في غياهب السجون و حسبنا الله و نعم الوكيل على من ظلمهم
اعتذار مجموعه
اعتذار مجموعه من الشباب عن حضور المنتدى يجعل نتائجه مشكوك فيها ولا تمثل شباب البحرين. شباب البحرين يرفعون إسم بلادهم ويثابرون لتحقيق أحلامهم وليسوا كالنساء يتباكون حالهم ويندبون حظهم ويوغلون في الطائفية من حيث لا يعلمون في الجلسات والملتقيات.
4
كل شي صار ترف ولا تحلم بعد ..