العدد 4347 - الجمعة 01 أغسطس 2014م الموافق 05 شوال 1435هـ

حماس تسجل نقاطا سياسية في مواجهة اسرائيل

بعد ان كانت تعاني من مصاعب كثيرة قبل بدء الحملة العسكرية الاسرائيلية الواسعة على قطاع غزة، تمكنت حركة حماس من تسجيل نقاط سياسية في مواجهة اسرائيل رغم الخلل الكبير في ميزان القوى العسكري بين الطرفين، حسب ما يرى محللون فلسطينيون واسرائيليون.

وبعد اقالة الرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013 بدت حركة حماس المنبثقة من جماعة الاخوان المسلمين معزولة وضعيفة، خصوصا مع تسلم عبد الفتاح السيسي العدو اللدود لهذه الجماعة مقاليد السلطة في مصر.

وسارعت السلطات المصرية الى اقفال انفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر وتشديد فترات اغلاق معبر رفح ما ادى الى خنق هذا القطاع اقتصاديا وهو الخاضع اصلا لحصار اسرائيلي خانق منذ العام 2006.

وبدأ التذمر يطاول السكان بسبب هذا الحصار حيث لم تعد حماس قادرة على دفع رواتب نحو 40 الف موظف، ولا على مواجهة بطالة ضربت نحو 40 بالمئة من اليد العاملة.

ويقول عدنان ابو عامر استاذ العلوم السياسية في جامعة الامة في غزة انه بعد العزلة التي عانت منها الحركة اثر عزل مرسي والازمة الاقتصادية التي ضربت القطاع، فان دولا كبرى ومن بينها الولايات المتحدة بدات تجري اليوم اتصالات غير مباشرة مع حماس.

ويضيف "الحرب اعادت حماس الى الواجهة السياسية الاقليمية والدولية بقوة"، متوقعا انها ستجني "مكاسب سياسية" من وراء ذلك.

ينما يرى استاذ العلاقات الدولية في جامعة غزة جمال القاضي ان "شعبية حماس تصاعدت فلسطينيا وعربيا بعد ان اوجعت اسرائيل".

وتابع "يمكن ان تحافظ حماس على هذه الشعبية اذا تصرفت بذكاء وبرغماتية ونجحت في تحويل الانجاز العسكري الى انجاز سياسي اقله رفع الحصار بالكامل".

ونجحت حماس في رفع شعبيتها عندما وزعت مثلا شريط فيديو يظهر فريقا من مقاتليها يخرج من نفق داخل الاراضي الاسرائيلية ويقتل خمسة جنود اسرائيليين. كما اعتبر "انتصارا كبيرا" نجاحها في اصابة ضواحي مطار تل ابيب بقذيفة في الثاني والعشرين من تموز/يوليو ما ادى الى توقف الكثير من شركات الطيران عن استخدام هذا المطار لايام عدة.

ويرى مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر ان العملية العسكرية الاسرائيلية تحقق عكس ما كانت تريده اسرائيل. وقال "بدلا من ان تكون النتيجة دفع الفلسطينيين للانتفاضة على حماس، ادى القصف العشوائي الى تبنيهم موقف حماس والالتفاف حولها لانهاء الحصار على الاقل".

كما يعتبر وجيه ابو ظريفة استاذ العلوم السياسية في جامعة فلسطين ان حماس "قدمت نموذجا لادارة المعركة في وجه الة القمع الاسرائيلية الهمجية واستطاعت كسب ود الشعب في التعبير عن مطالبه برفع الحصار".

ويضيف "رغم حجم الدمار المرعب، قرر الناس التضحية والموت بسرعة بدلا من الموت ببطء، لكن يجب ضمان تحقيق انجاز يوازي حجم التضحيات".

الا ان القاضي يرى انه "ينبغي ان تؤكد حماس ان الدم غالي الثمن والتوجه الى حل سياسي، لان قدرة الناس على الصمود والتحمل قد لا تستمر".

وبحسب القاضي الذي يتوقع ان تتحسن علاقة حماس بمصر فانه "لا ينبغي ان تصر حماس على فتح معبر رفح لانه يمكن حل قضية المعبر لاحقا مع مصر من خلال تحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية"، مشيرا الى ان على حماس ان تدرك انه "لا يمكن الحصول على كل شيء".

وفي الاطار نفسه يقول ابو ظريفة ان ازمة حماس الاقليمية "لن تحل لانها جزء من ازمة الاخوان المسلمين".

ويحذر ابو ظريفة الحركة الاسلامية "من ان تصاب بالغرور داعيا اياها الى انجاز المصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية".

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية وحماس اتفقتا في 23 نيسان/ابريل الماضي على وضع حد للانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ العام 2007، وتم بالفعل تشكيل حكومة وفاق وطني تضم شخصيات مستقلة.

ومن جهة ثانية، يبدو ان الحركة طورت من قدراتها العسكرية وكفاءة مقاتليها الذين يقدر عددهم باكثر من عشرين الف مقاتل، لكن مسؤولي الحركة يتجنبون دائما الاجابة عن اي اسئلة متعلقة بقدرات حماس العسكرية.

وشنت القسام هجمات بمئات الصواريخ حيث استخدمت صواريخ من طراز فجر ايرانية الصنع في قصف مدن اسرائيلية مثل تل ابيب وعسقلان واسدود ومطار بن غوريون وغيرها.

ومنذ بدء الحرب اختفى قادة حماس ومن النادر مشاهدة مقاتلي كتائب القسام الذين يستخدمون شبكات سرية من الانفاق يصل بعضها الى المناطق الاسرائيلية في الجانب الاخر من الحدود.

ويؤكد ابو سعدة ان حماس قادرة على الصمود "لبضعة اشهر" مؤكدا ان مقاتلي الحركة "يضربون ويختفون، حماس لا تخسر واسرائيل فشلت في استهداف قادة الحركة او كوادرها في الميدان".

ويرى ابو سعدة ان "الحرب اثبتت ان الحصار والعزلة لم يضعفا حماس لانها طورت قدراتها بشكل هائل في ظل الحصار".

وبحسب ابو سعدة فان هناك "جهات عربية منزعجة من انتصارات حماس الميدانية" موضحا "ان ارادت مصر البقاء لاعبا رئيسيا فلربما يتوجب عليها تعديل مبادرة" التهدئة.

وطرحت مصر مبادرة لوقف اطلاق النار في غزة وافقت عليها اسرائيل ورفضتها حماس التي اكدت انه لم يتم التشاور معها مسبقا بشأنها.

على الجانب الاسرائيلي يقول الجنرال المتقاعد ياكوف اميدرور في كلمة القاها امام مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية ان حركة حماس لم تنهزم "ولا يزال مقاتلوها يواصلون اطلاق الصواريخ على اسرائيل ويقاتلون بشراسة لحماية انفاقهم".

ومع ان هذه الصواريخ لم تتسبب سوى بمقتل ثلاثة مدنيين الا انها اضفت جوا من التوتر داخل المدن الاسرائيلية.

وكتب ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت قال فيها انه "حتى ولو تم التوصل الى تهدئة طويلة فسيكون على اسرائيل القبول بامرين كانت حتى الان ترفضهما: الاول الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة التي تضم مستقلين الا انها مدعومة من حماس، والثاني تخفيف الحصار على قطاع غزة كما تطالب حماس".

واعلنت حماس عدة شروط لقبول وقف اطلاق النار ابرزها فتح المعابر التي تربط غزة باسرائيل ومعبر رفح بين القطاع ومصر واطلاق سراح 57 فلسطينيا شملتهم صفقة لمبادلة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011 الا ان اسرائيل اعادت اعتقالهم اخيرا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً