العدد 4347 - الجمعة 01 أغسطس 2014م الموافق 05 شوال 1435هـ

«أبو هريرة» أول انتحاري أميركي.. عاد للوطن قبل تفجير نفسه

وكالات أمنية: أكثر من 1000 مواطن غربي بينهم 100 مواطن أميركي تدربوا على القتال في سوريا

الشرق الأوسط السعودية (1 أغسطس 2014) 

تحديث: 12 مايو 2017

عندما قاد منير محمد أبو صالحة شاحنة محملة بالمتفجرات إلى أحد المطاعم في شمال سوريا في شهر مايو (أيار)، سلمت السلطات الأميركية بأنهم لا يعرفون إلا القليل عن كيفية تحول الشاب الذي نشأ مراهقا مهووسا بكرة السلة في مجتمع مسور في فلوريدا إلى انتحاري.

ولم تعترف السلطات الأميركية بالاكتشاف المذهل الذي توصلوا إليه قبل أسابيع من خلال تحقيقاتهم، وأنه عقب تلقيه التدريبات على يد جماعة متطرفة في سوريا، عاد السيد أبو صالحة الذي عرف بعد ذلك باسم «أبو هريرة الأميركي» إلى الولايات المتحدة مجددا ليقضي عدة شهور قبل مغادرة البلاد للمرة الأخيرة.

واختار أبو صالحة، البالغ من العمر 22 سنة، الذي يعد أول انتحاري أميركي في الأراضي السورية، تنفيذ هجومه في سوريا بدلا من الولايات المتحدة، ولكن الصعوبة في تتبع خلفيته، ودوافعه، وسفرياته، تشير إلى المشكلات التي تواجه المسؤولين المكلفين بإنفاذ القانون في محاولة التعرف على هويات الغربيين – بمن فيهم عشرات الأميركيين – الذين يعتقد أنهم تلقوا التدريبات على يد المسلحين الإسلاميين في سوريا.

ذكر مسؤولون في مكافحة الإرهاب في كل من أوروبا والولايات المتحدة منذ فترة طويلة أنهم يعدون عودة المواطنين المتطرفين من سوريا إلى بلادهم تهديدا قائما، وخصوصا بالنسبة للبلدان التي يسهل الوصول إليها من سوريا. ولكن مع الكثير من الأميركيين الذي يسافرون للخارج، يواجه المسؤولون في الولايات المتحدة سؤالا صعبا حول كيفية التعامل مع الأخطار المحتملة التي تشكلها مجموعة صغيرة من الناس. وقال ريك نيلسون، وهو مسؤول كبير سابق في مكافحة الإرهاب، إنه ينبغي توجيه اللوم إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي وغيره من هيئات إنفاذ القانون إزاء التغافل عن سفريات أبو صالحة إذ لم يتمكنوا من تتبع الرايات الحمراء «مثل محادثاته عبر شبكة الإنترنت مع الجماعات المسلحة أو نشر الآيديولوجيات الراديكالية على وسائل الإعلام الاجتماعي».

ولكن «إذا كان يعمل تحت المراقبة، واشترى تذكرة بالفعل ثم عاد مرة أخرى، فلن تكون هناك حاجة للتحقيق معه»، كما قال السيد نيلسون، نائب الرئيس الحالي في شركة كروس ماتش للتقنيات: «من السهولة بمكان السفر إلى الخارج والبقاء دون اكتشاف أو تتبع». وقد رفض مايكل كورتان، المتحدث الرسمي باسم مكتب التحقيقات الفيدرالية، مناقشة قضية السيد أبو صالحة، ولكنه أقر بالمشكلات التي تواجه مسؤولي إنفاذ القانون.

وأضاف كورتان: «رغم عدم إمكانية مناقشة التفاصيل في هذه الحالة تحديدا، فإن المسؤولين الأميركيين حذروا منذ شهور من الصعوبات التي تشمل التعرف على الأميركيين الذين يسافرون إلى سوريا للمشاركة في الصراع المسلح، حيث تجسد هذه الحادثة قدر التحديات التي تواجه مكتب التحقيقات الفيدرالي في اكتشاف المواطنين الأميركيين الذين يسعون إلى السفر إلى سوريا للمشاركة في الجهاد».

ولكن قضية أبو صالحة تعد دليلا أيضا على أن الغربيين الذاهبين إلى الصراع السوري ليس بالضرورة أن يكون هدفهم هو شن الحرب خارج حدود سوريا. وجبهة النصرة، وهي الجماعة التي دربت أبو صالحة، معروف تحالفها مع تنظيم القاعدة ولكنها كانت أول من التزم بمقاتلة حكومة الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية الدامية.

ولا يزال المسؤولون الأميركيون يجمعون معلومات حول سفريات أبو صالحة داخل الولايات المتحدة فيما بين رحلتيه المذكورتين إلى سوريا وجمع المعلومات حول من تقابل معهم. وجاءت بعض المعلومات حول الوقت الذي قضاه في سوريا من شريط فيديو مطول أصدرته جبهة النصرة يوم الاثنين، حيث شوهد فيه السيد أبو صالحة يمزق، ويعض، ويحرق جواز سفره الأميركي. وقال إنه دخل إلى سوريا عبر تركيا، حيث وصل إليها وبحوزته 20 دولارا في جيبه لأجل التأشيرة التركية.

وأضاف أبو هريرة الأميركي: «من هناك لم تكن معي أي نقود، ولم أعرف أي شخص يمكن أن يساعدني للذهاب إلى سوريا»، على حد قوله. ولم يذكر كيف انتقل من تركيا إلى سوريا. وقبل مغادرة الولايات المتحدة، قال إنه سار خمسة أميال إلى المطار.

«سالت الله طيلة الطريق ليجعله يسيرا علي، وقد جعله الله يسيرا علي بالفعل»، كما قال، وأضاف أنه حاول تجنيد أميركيين آخرين للذهاب إلى سوريا.

لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي بعض المؤشرات حول توقيت رحلته الأولى تفيد بأن أبو صالحة قد سافر إلى سوريا، ولكنهم لم يدركوا أنه تلقى التدريبات في معسكر جبهة النصرة ولم تتوفر لديهم المعلومات بنيته تنفيذ هجوم انتحاري، طبقا لتصريحات المسؤولين. حصلت الولايات المتحدة على المعلومات حول نيته تنفيذ الهجوم الانتحاري عقب وصوله إلى سوريا في المرة الثانية.

وصرح أحد مسؤولي إنفاذ القانون: «كان في طريقه عند تلك المرحلة وقرر المضي قدما في تنفيذ الهجوم. لقد كان الوقت ضيقا للغاية حين علمنا بتنفيذه للهجوم».

وقال ماثيو جي. أولسن، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي: «بمجرد وصولهم إلى سوريا، فإن قدرتنا على إدراك أماكنهم وماذا يصنعون تعد محدودة للغاية».

وقال إن وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات قدرت أن هناك أكثر من 1000 مواطن غربي – بمن فيهم ما يقرب من 100 مواطن أميركي – قد تلقوا التدريبات في سوريا، ولكن من المرجح أن يكون الرقم أكبر من ذلك نظرا لأن الرؤية قليلة الوضوح بالنسبة للمسؤولين الأميركيين حيال تحركات المقاتلين الأجانب إلى البلاد. كانت هناك مناسبات أخرى حيث تلقى الأميركيون تدريبات إرهابية خارج البلاد ثم عادوا إلى الوطن، من دون علم وكالات إنفاذ القانون الأميركية.

قبل تفجيره لقنبلة في تايمز سكوير عام 2010، فيصل شاهزاد، وهو مواطن أميركي من أصل باكستاني، كان قد تلقى تدريبات على المتفجرات في معسكر تديره حركة طالبان باكستان. وهناك أميركي آخر، يدعى ديفيد هادلي، قام بعدة رحلات إلى معسكرات التدريب الباكستانية التي تديرها جماعة عسكر طيبة وساعد في استطلاع الأهداف لصالح الجماعة، التي نفذت هجمات إرهابية في مومباي بالهند عام 2008.

وقال السيد نيلسون، المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب، إن الأميركيين المسافرين إلى سوريا ما هم إلا مشكلة كبيرة في أعداد صغيرة. «إنها قضية الخصوصية مقابل الأمن، فلا يمكننا تتبع تحركات كل الأميركيين خارج البلاد، لم يسافر إلى هناك إلا بضع مئات فقط، وهناك الآلاف من الأميركيين الذين يسافرون في كل يوم». وفي مقطع فيديو صدر حديثا، تحدث أبو صالحة مباشرة إلى الكاميرا لما يقرب من نصف الساعة، وكان السلاح أحيانا ما يرتكن على كتفه. كان هادئا في أوقات، وفي أوقات أخرى يصرخ بغضب، دافعا صدره ومشيرا بإصبعه نحو الكاميرا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 5:40 ص

      قهقه من القلب بل قهقتين من قلوب كُُُُُثَر

      انتهينا من المسميات الاخيرة امثال و و واخيرا وهبي وخرجنا الان بداعشي . يبدُ ان هناك اناس متخصصين في المسميات . اسمعوا وأعوا انتنوا جالسين بعواير القرى وطاقة حنط وهذره زايده ما تلامون من الفضاوه الزايدة "اخويه" رواح صييد سمك ،شوفليلك شغل تعيش فروخك وترتقي بمعيشتهم سواء الصبية او الفتيات "لا" وبعدينه التفت لحالك وحال قريتك لعل يجعل الله فيك البركة ويستفدوا منك ولا تكون كما كنت حشايه بالعواير . تمامه . "لا"

    • زائر 10 | 5:32 ص

      تكمله لما هو نهايه المشاركة : فهم ليس اعداءكم وانما يرئفون بحالكم وما انتم عليه "فهلا راجعتم انفسكم" ،فهلا كلمة عميقه راقية لعل استوعبت

      ما شاء الله نشيطين الاصدقاء الاعزاء اشو انه ما هو من الخليخ كان شبيتُ عليه بما معناه لذعات او كمشات ولا لو انه من العبيد الساكنين بالجزيرة العربية كانت قامت القيام عليه وعلى من ينتسب له وعلى اهله وعشيرته وعلى سلف اسلافه تمام وهذا الواقع المرير . الشغله امزجه من هو محايد لا يمسه شي ومن هو ليس معادي ويتكلم بالواقع والحقيقة والعقلانية يطلق عليه معادي وعدواً لدوداً هاذا هو التقيم السائد عند 99% لتكون منصفين وعادلين هذا اذا انتم تؤمنون بذلك لكن الواقع المرير وحقيقتكم من هو ضدي فهو عدوي.

    • زائر 8 | 3:47 م

      حسبي الله عليه

      هذي الارهابي هدفه فقط قتل وتفجير كالفلام اجنبيه

    • زائر 9 | 3:47 م

      حسبي الله عليه

      هذي الارهابي هدفه فقط قتل وتفجير كالفلام اجنبيه

    • زائر 7 | 9:53 ص

      الاسكافي

      هذا امريكي كافر اصلا جاء سوريا حتي ينتقم من المسلمين تحت رداء الاسلام مثله مثل جميع الوهابيه وتنظيم القاعده والدليل علي كلامي جان هم صج مسلمين يراحون يقاتلون في الجولات ويحررونها من يد الصهاينه ثم قطاع غزه لعنة الله عليهم ومن يساندهم .

    • زائر 5 | 7:56 ص

      تربية القرضاوي

      هذا وحد من غرر بهم علماء الفتنه من امثال القوضاوي والعريفي والعرعور وهوؤلاء كلهم عبيد يخدمون الصهاينه لأنه العرق دساس

    • زائر 4 | 7:33 ص

      مشباص

      بغيت اعرف ويش الي عاجبنه في اسم (ابو هريره)

    • زائر 1 | 3:33 ص

      جان راح إسرائيل

      شغلهم في قلت المسلمين والتناحر

    • زائر 2 زائر 1 | 4:43 ص

      صهيوني داغشي

      اشلون اروح اسرائيل وهو بالاصل صهيوني داعشي

    • زائر 3 زائر 1 | 5:34 ص

      اي والله

      لو فيه خير جان راح اسرائيل

    • زائر 6 زائر 1 | 8:11 ص

      وليش حزب ..يقاتل في سوريا مو اسرائيل أولى؟

      عطني الإجابة؟؟!!!!

اقرأ ايضاً