العنوان أعلاه كان تصريحاً لشمعون بيريز خلال جولته التفقدية للجرحى في مستشفى سوروكا في بئر السبع، كما نشرته الصفحة الرسمية لإسرائيل بالعربية، وبقدر ما كان التصريح واقعياً حين نتحدث عن الحكومات العربية، فقد كان صادماً بما حمله من واقعٍ مؤلمٍ يبعث على الخزي والعار.
حين انتشر التصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعية، انتشرت معه الرسائل النافية له؛ وأطلق العرب وسماً على تويتر كان نصه: «معادي للكيان الصهيوني» على الرغم من وضوح هذا العداء في كل مواقف الشعوب العربية؛ فهذي الشعوب في أغلبها كانت ولا زالت ضد وجود العدو الصهيوني على الأراضي المحتلة برغم أصوات النشاز التي ظهرت هذه المرة، وفي كل مرة وكل مناسبة لا تتوانى هذه الشعوب عن التصريح بموقفها هذا، وهو ما يتجسد من خلال ردود أفعالها في نصرة أهالينا في فلسطين عامة وغزة تحديداً مع كل غارة صهيونية عليها، فتراهم يجمعون التبرعات ويقيمون الأمسيات التضامنية، ويشارك أطباؤهم في حملات الإغاثة متى ما سُمِح لهم بالدخول، ولدينا في البحرين خير مثال على هذا من خلال زيارة مجموعة من الأطباء لغزة مرتين في فترات الحرب عليها، إضافة إلى ما قامت به الجمعيات والأفراد والجماعات من أمسيات تضامنية بعضها كان الهدف منه معنوياً وبعضها الآخر حمل هدفاً مادياً؛ إذ كلا الهدفين مطلوبان.
التصريح هذا لم يكن يقصد الشعوب بقدر ما قصد الحكومات التي التزمت «صمتاً غريباً» كما وصفته قناة CNN الإخبارية في شريط أخبارها لأكثر من مرة، وهو ما يجعل الموقف العربي مكللاً بالعار؛ ففي حين تقوم الشعوب في كل دول العالم بمناصرة القضية الفلسطينية وتطالب بحلٍّ شاملٍ يوقف كل هذا العداء الصهيوني للفلسطينيين، وفي حين نجد بعض الحكومات العالمية تشجب وتطالب بإدراج «إسرائيل» ضمن قائمة الإرهابيين في العالم وتقرُّ القوانين ضد من يشارك في هذه المجازر من شعوبها كما حدث مع الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا وبوليفيا والأوروغواي والبارغواي، نجد أن الدول العربية تلتزم الصمت ولم تقم بأية مبادرة أو محاولة ضد العدوان إضافة إلى بعض الدول التي أغلقت المعابر والحدود والأنفاق في وجه الغزاويين وفتحت مطاراتها للصهاينة وكأنهم هم الأحق بهذا الرضا والأحق بالنسَب والدم والعروبة والدين.
ما يحدث هذه المرة على الأراضي الفلسطينية فضح أقنعةً كثيرة، وعرّى كثيراً من الأنظمة العربية التي باتت صداقتها مع الكيان الغاصب واضحة وجلية ومحلَّ فخرٍ لها بعكس ما كانت تحاول إثباته في السابق، وعلى الرغم من بشاعته وإيلامه ولا إنسانيته إلا انه كان غربالاً كشف الكثير وأسقط الكثير. غزة اليوم تقاوم وحيدة، والشعوب العربية اليوم تتحدى أنظمتها وحكوماتها مع كل الإمكانات المتواضعة التي لديها، وتقف مع القضية الفلسطينية ضاربة كل الاعتبارات الأخرى التي لا تمتُّ للإنسانية بصلة عرض الحائط، فالقضية أكبر من مجرد حزب وأكبر من مجرد عروبة وأكبر من مجرد أنظمة أو حكومات، القضية اليوم تتعلق بأرواح الآلاف المهددة والتي تشكل الطفولة حيزاً كبيراً منها، وتتعلق بأرض تُباد وبراءة تُغتال وقلوب تُربّى على الألم والمعاناة والحرمان.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4347 - الجمعة 01 أغسطس 2014م الموافق 05 شوال 1435هـ
اعلن انا
العراقي علي جاسب لا احمل اي عداء لدولة اسرائيل لانها دولة ديمقراطية و تؤمن بحرية الانسان و معتقده وهي بكل المقاييس لم تقتل من اهلي بقدر ما قتله اتباع......................... ولم تمنع اي طائفة من ممارسة طقوسها ايضا بل ان عدائي لاتباع ................اكبر بكثير من دولة اسرائيل كما انها دولة علم وايمان و تحترم حقوق كل الاقليات الاخرى فلم نسمع عنها يوما انها اغلقت مسجدا او دار عبادة لسبب غير سبب الارهاب .وها هم المسلمون يمارسون طقوسهم في اسرائيل بحرية .
علي جاسب . البصرة
دون المستوى
تبقى ردة الفعل الى التلاشيي أقرب منها إلى التصاعد حتى على المستوى الشعبي
مسيرات التضامن في البحرين مثلا كانت بزخم اكبر وعنفوان أشد مما هي عليه الآن اذا كنت تريدين الموضوعية