عندما تمشي في الوادي المظلم وحيداً فلا يوجد فرق بين الليل والنهار إذا لم ترَ النور، قد تميل إلى أن تشعر باليأس أو أنك لست قادراً على استخدام بصيرتك لرؤية الطريق. وبالتالي لن تكون قادراً على تجربة تقدم حقيقي في حياتك، كيف تبحث عن السلام الداخلي وكيف تجده إن لم يكن هو الطريق والدليل؟ لأنه النور الذي في العين ليس إلا أثراً من نور القلب وأما النور الذي في القلب فهو سرمد من حبه. عندما تتعلم فن الثبات في الحالات البلاء، ستعرف كيف تقيم الكنوز التي كانت مخبأة داخل نفسك. لأنه إذا كان قلبك بركاناً، فكيف تتوقع أن تزهو الأزهار بين يديك؟
إن كان التحرر يعنى شيئاً فهو الحق في أن تقول للناس ما لم يسمعوه، إنه ليس في العالم خيال دون حقيقة، والعين ترى ما تبحث عنه، حينما يصادفك شخص تاه في الظلمة بسبب مدعاة للقلق، فسأله لم هذا التيه وكل ما تبحث عنه موجود بحبه، إنك لا تستطيع أن توجه الحب في مساره، فالحب إن وجده جديراً به، هو الذي يوجه مساره. عندما يومئ إليك الحب اتبعه، حتى لو كانت طرقاته وعرة وشائكة، لأنه ليس للحب رغبة أخرى غير أن يحقق ذاتك. أنغام الحب تعبر عما لا يمكن نطقه ولا يمكن السكوت عنه عندما تنتشر قبل طلوع الشمس لتبدد الظلام حولها، أمشي نحو السلم وتتسلقه درجة إثر درجة فأنت على موعد معه.
علي العرادي
الحياة مسار الإنسان إلى الموت، فلا موتٌ قبل الحياة ولا حياةٌ دنيوية بعد الموت، فالعد التنازلي لحياة أي إنسانٍ يبدأ عند ولادته وينتهي عند موته. وفى كلامٍ سابقٍ ذكرنا بأن الحياة لا تعدو عن كونها غرفة انتظارٍ ضخمةٍ يدخلها الإنسان عند ولادته ويغادرها عند مماته، وهو ليس لديه الحرية فى أن يختار بين الورود إلى الحياة أو الامتناع عن الورود ولم يستشر مسبقاً عن رغبته فى الورود أو الامتناع.
فالإنسان يرد إلى الحياة مسيراً، وهناك محدداتٌ مصاحبةٌ لوروده، فهو لا يختار جنسه ولا عائلته ولا عرقه ولا بلده الخ ... ومن بين المقيمين فى هذه الغرفة أناسٌ يعتقدون أنك حرٌ، وتستطيع بالعمل وبذل الجهد أن تحسن حالك من درجةٍ إلى درجةٍ أعلى، وهكذا دأبوا وتحسن حالهم، وهناك مقيمون آخرون يعتقدون أن القدر يتحكم فى حياتك، والغيبيات هي التي تساهم فى نجاح عملك بنسبة 90 في المئة وعملك يساهم بنسبة 10 في المئة والنتيجة أن نسبة نجاحهم قليلةٌ جداً إن لم تكن معدومة، وأمثال هذه الشخصيات كثيراً ما نشاهدها فى الأفلام المصرية .
لاشك ولا ريب أن هناك أحداثٌ تمر بالإنسان، هو ليس حراً فيها، فمثلاً لو كان جالساً فى غرفةٍ، و فجأةً سقط السقف على رأسه، فإنه سيصاب، ولكنه إذا كان سائقاً لسيارته وتعمد لسببٍ من الأسباب الخروج عن المسار، وتسبب فى حادثةٍ مروريةٍ كبيرةٍ فإن هذه الإصابة ليست بسبب القدر، بل بسبب عمل خرقٍ للمسار الصحيح.
وبالرجوع إلى الإنسان الذى كان قدره سقوط السقف على رأسه فهو إذا كان من الفريق المؤمن بالحريات فإنه يتفحص ويختبر السقف الذى وقع ويحاول اجتناب مسببات السقوط عند بناء السقف القادم، وبالتالى يساهم فى دفع القدر أما إذا كان من الفريق المؤمن بالغيبيات فإنه يكتفى بأن يوعز ما حدث للقدر ويعيد بناء السقف كما كان. هذا هو الفرق بين الفريقين. ومن المناسب هنا أن نذكر أن مساهمة الفريق المؤمن بالحريات فى تطويل عمر الإنسان وتحسين صحته ومعيشته كبيرةٌ جداً وهذا الفريق لا يقدم هذه الخدمات مجاناً بل يجني من هذه الخدمات، فمن زرع حصد، وأما الفريق المؤمن بالغيبيات فهو اتكالي يعتقد أن التغيير مضرٌ، وأن القدر يقيد حركاته، وبالتالي فهو لا يحصد لأنه لم يزرع.
عبدالعزيزعلي حسين
غزة قصة قديمة حزينة... فيها تنحر غزة وتقطع أواصلها ويقتل شبابها وتبقى غزة عزيزة.
غزة تنتصر بالدماء والأشلاء المتطايرة ضد الصهاينة والدول الخائنة، إنها قصة قديمة لكنها في شهر الله الحرام ولياليه السلام بطلها القصاب قاطع الأشلاء نتنياهو والمنشار الأميركي وعصابة الإجرام الخائنة، العرب والأميركان على القصف اليومي متحيرون وعلى الأموال أو المصالح متفقون.
بالسلاح والمال تقصف المدارس والملاجئ وتقطع الرؤوس والأمعاء الخاوية، بالليل يحتسون الصهاينة الويسكي الأميركي والفرنسي وهم يرقصون طرباً.
بالنهار يفيقون فيراوغوا، فيهدمون المسجد والمحراب والمستشفى على المرضى المسالمة.
بالدبابة يداس الطفل الرضيع والشيخ الكسيح، فتمتلئ المستشفيات والثلاجات بالأكفان ويطرب القريب والبعيد من صهيون وبن غوريون وتصرخ النسوة الثكلى وين العرب وين... أصحاب النخوة العالية.
فتأتي الصيحة من معبر رفح نحن هنا جاهزون... بالإسعاف منتظرون لاستقبال الجرحى والموتى ثم عنكم راحلون لأننا محاصرون. ثم يأتي أصدقاء غزة يطلبون الهدنة وتوفير الممرات الآمنة، لماذا الآن؟
بعد خراب البصرة، أم لحرمة الشهر وكثرة الجثث وليالي القدر، لا لا ليس اليوم، اليوم عندنا نحر نوزع الأكفان وغداً العيد نتلو فيه سورة البقرة.
ثم يأتي العرب يحتكمون ويبكون عند جدار الأمم المتحدة، فيخرج القرار العربي ثم يسحب ثم يصدر ثم يختفي من دون رجعة.
فيطل الصهيوني من نافذته ضاحكاً مستهزأ قائلاً: «الفيتو الأميركي في جيبي وغزة أصبحت دون عزة». لكن غزة لا تهاب الدجال «نتنياهو» ولا المحتال «بيريز» ولا قاطع الرؤوس وأكلي القلوب والأكباد الخونة.
ففي غزة... يبقى السؤال؟
ماذا سيحدث أكثر. غزة قوية بالله الواحد الأحد لطرد الصهاينة، وهذا صوت الله ينضح حي على الجهاد وذكر الله أكبر على كل متكبر خائن عنيد.
غزة قالت كلمتها... لا عيد والشام ولبنان تحاصره الدواعش على الحدود ولا عيد ولبنان والعراق رافعين أعلام الحداد السود.
غزة... تنادي غزة ليس اسم لعبة صهيونية يموت فيها الأخيار ويبقى الصهاينة الأشرا، بل غزة العزة ستبقى عزيزة حرة حرة حرة.
مهدي خليل
العدد 4347 - الجمعة 01 أغسطس 2014م الموافق 05 شوال 1435هـ
غزة
غزة تنادي وما من مجيب
سوى جندي وصاروخ تل ابيب