جدد المفوض العام للأونروا بيير كرينبول إدانته لقصف مدرسة أبو حسين في مخيم جباليا، وقال إن الأونروا نادت مرارا باحترام الموقع وحمايته.
وأثناء زيارته لغزة شدد كرينبول على ضرورة وقف إطلاق النار وضمان المساءلة على انتهاكات القانون الدولي
ووصل المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا" بيير كراهينبول إلى قطاع بعد ان تعرضت مدرستان من مدارس الأونروا إلى حادثتي قصف وإطلاق ونار ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين النازحين إلى مدارس الأونروا. وقام السيد كراهينبول بزيارة إلى مشفى الشفاء في مدينة غزة حيث التقى مع إدارة المستشفى وتفقد أحوال الجرحى والمصابين واستمع إلى روايات متعددة عما حدث معهم أثناء تواجدهم في مدارس الإيواء واستمع إلى مطالبهم وما يحتاجونه من الاونروا في هذه الظروف.
في مؤتمر صحفي عقده بعد الجولة التفقدية داخل مستشفى الشفاء قال كراهيبنول.
"أتيت إلى غزة لأشهد نطاق المعاناة الفائقة والمثيرة للغضب التي يواجهها سكان غزة. ولا يوجد مكان آخر أكثر مأساوية يمكن أن نراقب فيه عواقب هذا الصراع على السكان المدنيين أكثر من قسم الأطفال في مستشفى الشفا لنرى أطفالا صغارا مستلقين على الأسرة ضحايا للقصف والاعتداءات. ومن المهم للغاية أن يفهم كل منكم وأن يفهم العالم أن أولئك الأطفال ليسوا مجرد أرقام لا يعرف أصحابها."
وأضاف كراهينول أن زيارته تأتي للتضامن مع النازحين في مدرسة الأونروا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ومع كافة النازحين إلى مدارس الأونروا بشكل عام ومع العاملين في الوكالة الذين قتل منهم ثمانية أشخاص وهم يؤدون خدمات لسكان قطاع غزة..موضحا أن الأونروا لن ترضى بأن تبقى صامتة وتمثل دور شاهد العيان فقط في ظل المعاناة الكبيرة وانعدام العدل فيما يحدث في غزة.
وعن تفاصيل حادثة القصف التي تعرضت لها مدرسة أبو حسين التابعة للأونروا في مخيم جباليا شمال القطاع، قال كراهينول:
"بالنسبة للهجوم الذي وقع في جباليا، فقد سمعتم تصريحاتنا ولكنني هنا لأكرر من غزة بشكل مباشر الغضب والاستياء اللذين شعرنا بهما لوقوع تلك الحادثة. عدم حماية أطفال نائمين بجوار آبائهم في فصول دراسية في مكان كان من المفترض أن تتم حمايتهم فيه هو أمر غير مقبول. يجب أن نتذكر أنهم كانوا هناك لأن التعليمات صدرت لهم من القوات الإسرائيلية لمغادرة مكان سكنهم، وكان من المفترض حمايتهم هناك. إن الأونروا نادت مرارا باحترام وحماية هذا المكان، ولكن هذا لم يحدث. وأنا أدين بأشد العبارات هذا القصف."
وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار مشيرا إلى أن الأونروا إلى جانب دورها الإنساني، تطالب بتدخل سياسي دولي لوقف معاناة سكان وأيضا محاسبة المسئولين عن خرق القانون الدولي.
"لقد انتقلنا من مرحلة ما يمكن للعمل الإنساني وحده القيام به، وحان وقت العمل السياسي والمساءلة. إن الهجوم على مدرسة جباليا يرمز، بصورة مأساوية، إلى المشاعر التي يشاركني فيها الكثيرون من السكان هنا في غزة الذين يقولون إننا لم نعد نشعر بالأمان في أي مكان. وقد يكون هذا أكبر فشل مأساوي يشهده المجتمع الدولي في مجال توفير الحماية."
وأكد المسئول الأممي على انه شاهد خلال تفقده مشفى الشفاء ، الجرحى بأجسادهم، ولكن ما يثير قلقه وتفكيره هي تلك الأعداد الكبيرة للأطفال والبالغين الذين سيعانون لشهور وسنوات طويلة قادمة جراء الصدمات والضغوط النفسية مؤكدا على أن الأونروا تفكر كثيرا وتستجلب الإمكانيات لليوم الذي يلي انتهاء هذه الأحداث الدامية.
وحول أعداد النازحين في مدارس الأونروا وما يتعرض له سكان قطاع غزة قال كراهينبول:
"أثناء زيارتي الأخيرة لغزة كان عدد النازحين في منشآت الأونروا يبلغ سبعة عشر ألفا، اليوم يقدر العدد بمائتين وعشرين ألفا. قد يعتقد البعض أن وجود مائتين وعشرين ألف شخص في خمس وثمانين مدرسة أمر منظم ومخطط جيدا ويمكن أن يستمر، ولكن هذا خطأ، لأن الحقيقة هي أننا في مراكز الإيواء التابعة للأونروا لا نستطيع إلا أن نغطي الاحتياجات الغذائية الأساسية والحفاظ على نظافة المكان وتوفير البطانيات والمراتب. ولكن أي شيء يتعلق بالمياه والنظافة الشخصية وبدء انتشار الأمراض الجلدية أصبح قضية كبرى بسبب طول أمد الأزمة التي نتعامل معها."
وحول نداء الاستغاثة الطارئ الذي وجهته الأونروا للمجتمع الدولي أكد كراهينبول أن وكالة الغوث تطالب الآن بمبالغ أكبر من التي طالبتها في بداية العمليات العسكرية في قطاع غزة.
"اليوم نوسع نطاق النداء الإنساني العاجل لنزيده إلى مائة وسبعة وثمانين مليون دولار، وقد استجاب مجتمع المانحين بشكل قوي لنا خلال الأسابيع الأخيرة. هذا النداء يغطي احتياجات النازحين الذين تزداد أعدادهم، وللتفكير في العمل الذي يتعين عليه القيام به في مرحلة وقف الأعمال العدائية وفي مرحلة التعافي."
تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وازدياد أعداد القتلى والجرحى من المدنيين دفع منظمات الأمم المتحدة وعلى رأسها الأونروا إلى تصعيد خطابها الإعلامي والسياسي رغبة منها في إنهاء معاناة سكان القطاع وتجسيدا للتفويض الأممي الممنوح لها ليس في الإغاثة فقط ولكن لحماية المدنيين في مناطق النزاع.