لفظة البحرين فريدة عجيبة. فحروفها الخمسة ذات معان وتفسيرات كثيرة في اللغة، ذكرها ابن هشام في «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، وابن أمّ قاسم المرادي في كتاب «الجنى الداني في حروف المعاني» وغيرهما. أما حين نجزّئ لفظة البحرين، فإننا نتنفس في نطقها النادر كل شيء حي، حيث الماء وسِعة المكان أو العلم أو الخير الوافر.
فالبَحر كما جاء في لسان العرب هو «الماء الكثير، مِلْحاً كان أو عَذْباً. وإنما سمي البحرُ بحراً لِسِعتِه وانبساطه؛ ومنه قولهم إن فلاناً لَبَحرٌ أي واسع المعروف». واسم البحرين، جاء كثيراً في المخطوطات القديمة، مقروناً بأماكن كان لها شهرة في أحداث الماضي، خصوصاً وأنه كإقليم كان يمتد من أقصى شمال الخليج حتى شرق جنوب شبه الجزيرة العربية، لكن البحرين «ليست من بلاد الحجاز» كما قال الأصطخري في «المسالك والممالك».
ففي ذلك ما جاء في معنى بَيْنونة ضمن قواميس العربية أنها موضع؛ «وهما بَيْنونَتان، بَيْنونة القصوى وبينونة الدنيا، وكلتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بين عُمان ويَبْرِين، وفي التهذيب: بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيء». ومن هناك نستطيع أن نتحسس الجغرافيا السابقة، التي كانت البحرين ضمن تشكيلتها، وكيف أنها كانت أرضاً ممتدة.
ثم ورد في معنى الأصْهَب الذي هو بَعيرٌ ليس بشَديدِ البَياضِ، أن عَيْن الأَصْهَب هي عين بالبحرين كما جاء في «تاج العروس» ثم جاء ذكر البحرين في تعريف الجلاعِم أنه بطنٌ من بني سُحْمَةَ فيما بين اليَمامةِ والبَحْرَيْن.
وفي موضع آخر جاءت لفظة البحرين مقترنة باليمامة في توسط أحد الأمكنة. ثم في شرح معنى الغُمَازَة، وهي عينٌ لبني تميم، أو بئرٌ بين البصرَة والبَحْرَيْن، كما هو حال منطقة النَّجَفَة، ثم ما نُسِبَ إلى دَارِين من أنها «فُرْضَة بالبَحْرَيْنِ فيها سُوق كان يُحمَل إِليها مِسْكٌ من ناحية الهند».
أما في تعريف النبطاء، فقد ذُكِرَ أنها «قريةٌ بالبحرين لبني مُحارب من عبدِ القيس». وجاء في تعريف أبي عمرو ثم أبي منصور «للكَرْشَفةُ وهي الأَرض الغَليظة» التالي: «وبالبيضاء من بلاد بني جَذِيمةَ بِسِيفِ البحرين موضع يقال له خَرْشاف في رمالٍ وَعْثَة تحتها أَحساء عَذْبة الماء، عليها نَخْلٌ بَعْل». وهو توصيف للثمار النابتة في أرض البحرين منذ القِدَم.
وقد وردَ في لسان العرب أن «التَّبِّيّ والتِّبِّيّ هو ضَرْبٌ من التمر. قال أَبو حنيفة: وهو الغالبُ على تمرهم، يعني أَهلَ البَحْرَيْنِ». وقد جاء في تفسير العَنْدَم أنه «دم الغَزال بِلِحاء الأَرْطى يطبخان جميعاً حتى ينعقدا فتختضب به الجواري؛ وقال الأَصمعي في تعليقه على أحد أبيات الأعشى أنه صِبْغ زعم أَهل البحرين أَن جواريهم يختضبن به».
وفي توصيف أكثر دقة لأعمال أهل البحرين وأدواتهم في الزمان الغابر ما أورده الأَزهري في ترجمة رَنَدَ، حيث قال: «الرَّنْدُ عند أَهل البحرين شبه جُوالِقٍ واسع الأَسفل مَخْروط الأعلى، يُسَفُّ من خُوصِ النخلِ ثم يُخَيَّطُ ويُضْرَبُ بالشُّرُط المفتولة من اللِّيف حتى يَتَمَتَّنَ، فيقومَ قائماً ويُعَرَّى بِعُرى وثيقة، ينقل فيه الرُّطَب أَيام الخِرافِ يُحْمَل منه رَنْدانِ على الجمل القويّ».
وفيما يتعلق بالديمغرافيا القبلية القديمة للبحرين ما جاء في مكاتيب الرسول (ص) للميانجي من أن أرض البحرين «كان بها خلق كثير من العرب من عبد القيس وبكر بن وائل وتميم مقيمين في باديتها». ثم أصبح لها وضع اجتماعي وسياسي مسالم بعد أن دخلها الإسلام بلا حرب ولا سيف.
وقد وجدت أنها صارت تُضرَب كمثال في المدونات الفقهية التي تؤكد دخولها الإسلام طوعاً. فقد جاء في الجامع للشرايع ليحيى بن سعيد الحلي ذكر في باب حكم الأرضين في الزكاة ما نصه ضمن أربع فروض الأولى «ما أسلم أهلها عليها طوعاً، كأرض البحرين».
وقد جاء في «الكامل في التاريخ»: «أن المنذر بن ساوى والي البحرين لما أتاه العلاء بن الحضرمي يدعوه ومن معه بالبحرين إلى الإسلام أو الجزية، (وكانت ولاية البحرين للفرس) فأسلم المنذر بن ساوى وأسلم جميع العرب بالبحرين».
بل إن الطوسي نقل عن البخاري وسنن أبي داود ومعجم البلدان ما رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: «أول جُمعة جُمِعَت في الإسلام بعد جُمعة في مسجد النبي (ص) بالمدينة جُمعةٌ جُمِعَت بجؤاثا قرية من قرى البحرين».
بل إن ثقافة أهل البحرين القديمة ساهمت في رفد بعض التعريفات لجزء مهم من الحقائق الفقهية، نستشفها من خلال بعض الكتب كما في «المهذب» للقاضي ابن البراج الطرابلسي حيث ورد ما نصه: «وفي المدارك نُقِلَ عن بعض المتقدمين إن المراد بالدلو الهجرية التي وزنها ثلاثون رطلاً أو أربعون. وهجر محركة: بلدة باليمن واسم لجميع أرض البحرين وقرية كانت قرب مدينة تنسب إليها القلال، والقلة إناء للعرب».
الحقيقة، أن البحث في تاريخ البحرين القديم هو بحث شَيِّق ومهم، ويعطيك صورة مشرقة لطهارة هذه الأرض وحب ناسها للسلام. كما أنه يفتح أبواباً للكثيرين لفهم ومعرفة العديد من الأحداث التي كان لها دور في تشكُّل المنطقة، منذ ما قبل الإسلام.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4345 - الأربعاء 30 يوليو 2014م الموافق 03 شوال 1435هـ
مقال جميل
البحرين أرض وتاريخ وشعب أصيل
.
رقم 8
ويش نعلم فيك؟! لازم نعلمك لغة عربية قبل لانعلمك تاريخ ثم نعلمك من هي عبدالقيس
لأنك لاتعرف ان اغلب الشعب البحريني ينحدرون من قبيلة عبدالقيس التي مدحها رسول الله.. افهمت ياعبدالله
ضيعو تاريخنا
ضيعو تاريخنا و استبدلوه... ولكن هل استطاع احد أن يحجب نور الشمس بمشخاله يوما!!!!
ويش سويت أستاذ محمد؟!!
لقد نتأت جراح مرضى القلوب والدخلاء على أرض البحرين الطاهرة!!! هذا الكلام أستاذ محمد مؤنس للقلوب الطاهرة ومكدر للقلوب المريضة التي ملئت قيحاً على كل ماهو أصيل في أرض البحرين الطاهرة.. فهم ساخطون حتى على التاريخ الناصع غير المزيف كلما ذكر البحرين وقرنها بسكانها الأصليين من بني عبدالقيس وبني تميم!!
كل الشكر أستاذ محمد وإلى الأمام دائما
أخوك/ أبو صادق الدرازي البحراني العبدالقيسي
عربية وسكانها عرب وليسوا
ما جاء في مكاتيب الرسول (ص) للميانجي من أن أرض البحرين «كان بها خلق كثير من العرب من عبد القيس وبكر بن وائل وتميم مقيمين في باديتها».
تأملوها .... يا سادة ...
كانت محتله من قبل الفرس كباقي اجزاء جزيرة العرب فتحررت بالاسلام..
كان سكانها عرب اقحاح ولم يكن للفرس اي حق في شبر واحد منها..
ستبقى هذه الارض عربية خالصة لاهلها العرب لافضتة وطاردة لكل دخيل
باع نفسة للفرس ليعيد لهم امجادهم تحت اي غطاء سوى كان ديني او حنين
لاصله وجذورة.
متأكد من لقبك
خخخخ عبد القيس كملها وقول الهاشمي بن عبدمناف المشكله في تطفلكم على ألقاب وأنساب وانتم بعيدين كل البعد عن العروبه والقبائل العربيه الأصيله
دليل واحد يثبت نسبنا لعبد القيس ولو ان الادلة كثيرة
للذين يطعنون في انسابنا لنا معكم موقف بين يدي رب السماوا لياخذ بظلمامتنا منكم فمن يقول بان اصولنا فارسية وهو من العرب الاقحاح ولاعيب في ذلك لو فرضنا جدلا باننا ننحدر من تلك الاصول اذا ما وضعناها في ميزان الحق ليس لعربي على اعجمي فضل الا بالتقوى وان اكرمكم عند الله اتقاكم هذا من جهة
ومن جهة اخرى ودليلنا الاقوى بان ليس في الفرس من يعاني من مرض السكلر فهذا المرض يحمله اهالي المنطقة الشرقية وثلثي سكان البحرين فتامل في هذا الدليل هل يوجد احد منكم يعاني من هذا المرض غير البحارنة؟وهي جينات وراثية
اليقاء للأطيب
كشجرة طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء
بولاية محمد وال محمد .. .
حسدوا اهلها على اصالتهم الاسلامية
نعم اجدادنا كانوا هم نبع هذه الارض الاصيل موحدين خالصين العبادة لله ملتحقين بالدين الاسلامي قبل غيرهم من البلدان فلم يسبقهم الا اهل المدينة المنوّرة. وهذه الخاصيّة التاريخية تزعج البعض وتثير فيهم الحسد والحقد علينا لأننا نمتلك تاريخ من انصع التواريخ بياضا وصفاء ونقاء .
لذلك راحوا يتخبطون محاولين الاساءة لهذا التاريخ للنيل من شرف هذا الشعب
الأخ مجمد
الطيبون للطيبات ؤالخبيثون للخبيثات وجرم ذلك علي المؤمنين هذه بلوه البحرين