أن تكون ابن هذا الجزء من العالم. ابن غرْبتك فيه، وأحد «رعايا» الذين لا يعِدونك ولا يريدونك سوى أن تخاف. أن تكون كذلك، وتستسلم له فأنت خارج المعنى الحقيقي لتلك الحياة.
الحياة التي يحكمها الخوف لم يعرف بشرها الولادة. إنهم في عالم موت من نوع آخر. الخوف هو الذي يضمن لتلك النوعية من المستبدّين الهيمنة والسيطرة على الأمور. من دونه يظل الإنسان على ارتباط بالمحاولة كي يضع حدّاً للجحيم الذي يجد نفسه محاصراً فيه باسم جنة الله على الأرض!
الخوف هنا بمعنى ألاّ شيء يدلّ عليك. لا شيء يدلّ على «أناك». على حضورك. على أثرك. على قدرتك على تحويل المسار والمصير في آن معاً!
ألاّ يكون لك خيار في هذا العبث الذي يحاصرك. ويُراد له أن يكون المنهج والجادّة والطريق المستقيم الذي عليك أن تسلكه ولو كان يؤدّي إلى جحيم مباشر؛ لا الجحيم المجازي!
لهذا فقط يتم رسم خريطة هذا الجزء من العالم بفعل ممارسات هي خارج الفطرة، وخارج معنى الفعل. الفعل الذي منه تتخلّق الأشياء والمواقف والقيمة. أن يكون سكّان هذا الجزء من العالم رعايا الخوف والرعب، ورعايا التفاتهم الدائم، وقلقهم في درجاته السيئة التي تصل إلى حد الغياب والغيبوبة.
وليس جديداً القول: «الطغيان يمهّد لتلاشيه». والخوف الزائد عن الحدّ لدى البشر مع مرور الوقت، هو الآخر يتلاشى، وخصوصاً إذا تعدّدت صور الترويع، وتفنّن فيه القائمون عليه. يصبح الترويع ذاك مع مرور الوقت جزءاً من شروط المكان؛ لكن حدّته في نفوس المعنيين به والذين يستقبلونه تخف؛ بل تتلاشى مع مرور الوقت أيضاً.
وفي ما يحدث اليوم من توزيع حصص الخوف تلك، استلهاماً لليسير مما مارسته أنظمة طوال عقود ضد شعوبها، يخرج «داعش» على العالم وقد اجترح اللامتوقع واللامتخيّل، وما هو خارج على الاستيعاب أن يصدر كل ذلك عن كائنات تشبه البشر في الشكل؛ لكنها الوحوش في آخر أطوار يأسها وتعطّشها للدم، بما يقوم به «داعش» من إنهاك أرواح البشر والكائنات المحيطة بتلك الأرواح، وجعلها رهناً لجنونه وانفصاله أساساً عن ذلك المسمّى «الكائن البشري». ولأنه منفصل عنه يقوم بكل ذلك، وصولاً إلى طحن اللحم والعظم عمّا قريب. فقط هو تصعيد صور ذلك الجنون ليُقدّم إلى العالم كسلعة من «خوف»!
في هذا الجزء من العالم أنت في مواجهة مع كائنات ماضوية في أسوأ درجات التعاطي مع الحياة، ومع الحاضر؛ ولتنسَ تعاطيها مع المستقبل. إنهم أعداء المستقبل باختصار.
وحين يتجاهل الإنسان - أي إنسان - فطرته فهو مشروع وحش! الدّين ينبّه الفطرة ويطلقها. أول ما يقوم به بعض «المتديّنين» الوحوش اليوم هو ذبح تلك الفطرة كي يتسنى لهم ذبح ما بعدها! كي يتسنى لهم ذبح الحياة التي لا تتسق مع ما يريدون. ما يريدونه خارج معنى وقيمة وحقيقة الحياة. إنهم وكلاء الموت على الأرض.
تقرأ التقارير فتشيح بوجهك خوفاً مع خليط من خجل. خجل من أن الذين يمارسون كل ذلك الذبح والإبادات، تنتمي إليهم شكلاً، وإلى الدِّين الذي يبشّرون به كذباً وافتراء وعدواناً على الله قبل أن يكون عدواناً على البشر والحياة.
ممارسة «داعش» لم تستثنِ الذين يتمتعون بالقدرة على الحركة والفرار من ذلك الجحيم. طال ذلك حتى المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة. ذلك ما كشفته إذاعة دويتشه ڤيله الألمانية (DW) «أن داعش تقتطع يوميًّا من حصص طعام مرضى أحد مستشفيات الموصل ما يكفى إطعام 3000 من عناصرها». هم لا يريدون للحياة أن تأخذ دورها الطبيعي، انسجاماً مع دورهم في توزيع حصص الموت؛ لذا يمنع مسلحو داعش «وصول الدواء والوقود وأفلام الأشعة وأنابيب الدماء والإدرار من الحكومة المركزية للمستشفى».
وآخر ما تفتقت عنه ذهنية «داعش»، تعميم الخوف في درجاته القصوى أيضاً، بجعل أعراض الناس تحت طائلة سطوته، انتهاكاً للحرمات، والخروج على الفطرة في أسوأ وأفظع صورها وشواهدها، حين عمد إلى منح السكّان في الموصل، مُهلة أمدها عطلة عيد الفطر الذي أحياه المسلمون قبل أيام لتقديم كل فتيات المدينة لعرس جهاد نكاح جماعي!
وبحسب ما نشرته وكالات الأنباء والتقارير الميدانية هناك، تم اختطاف عشرات النساء في الموصل، مع عدد من الصبْية الذين يتمتعون بالوسامة، على أيدي مسلحي التنظيم، تطبيقاً لـ»جهاد النكاح».
كل ذلك تطاول على الدّين الذي فرضوا أنفسهم وكلاء عليه، كما فرضوا أنفسهم وكلاء للموت، وهذه المرة تصرّفاً وتطاولاً على الدّين نفسه، وتغييراً لما ثبت وقام ومورس؛ إذ منع «التنظيم» يوم الاثنين الماضي (28 يوليو/تموز 2014)، إقامة صلاة العيد في مساجد مدينة الموصل. وقال سكّان محليون لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن «عناصر داعش منعت المصلين الذي قصدوا الجوامع لصلاة العيد وأجبرتهم على العودة إلى منازلهم وعدم التفكير مرة أخرى بإقامة صلاة العيد كونها من البدَع». وليست الصلاة وحدها بدعة، إذا ما يتم ممارسته اليوم يؤكد أن حياة ما سوى «داعش» بدعة كبرى!
كل تلك الممارسات الفائضة التي ترمي إلى توزيع حصص الخوف الناتج عنها، يكمن فيها مقتل أصحابها طال الزمن أم قصر. لا هيمنة ولا بقاء لكل الذين مروا عبر التاريخ، وقد تجرّأوا على الفطرة، تجرؤاً على حق الإنسان في الحياة، واحتكارهم لها. أولئك الذين يسفحون الدم كما يُسفح الماء ليعدّ أحدهم قهوته بعد ليل مجزرة!
والخوف مع مرور الوقت، حين ييأس الناس من صلاح أوضاعهم وأمورهم، يصبح هو الآخر هباء منثوراً، ويجد الإنسان دفع حياته ثمناً لوضع حدّ له، هو الخلاص الذي يراه فاعلاً ومؤثراً؛ على الأقل للذين سيكتب لهم أن يكونوا أحياء من بعده!
العدد 4345 - الأربعاء 30 يوليو 2014م الموافق 03 شوال 1435هـ
محرقي بحريني
شنهو سالفة كتاب الوسط مع جهاد النكاح
والله عيب كتاب ماينتقون مصادرهم من الحقيقة ويكتبون أي شئ يسمعونه
يذكروني كتاب الوسط ببعض كتاب الصحف الاخرى علشان يتهمون الشيعة يكتبون أن عندهم الليله الطفية والمتعه الجماعية بس الفرق أحنه مانصدق هل الامور بس جماعتم مهيئن أن يصدقون أي شئ يسئ حق السنه
أتحداك أيها الكاتب تثبت أن هناك شئ أسمة جهاد النكاح عند الطائفة السنية حتى لو عند أصغر عالم دين وللعلم داعش جماعه متشددة ومتزمته دينياً أشلون يسمحون لنفسهنم بالزنا
اشوية عقل أيها الكاتب بسك طائفية
داعش نهايتها في مزبلة التاريخ
داعش ارهابية و كذلك حزب ايران اللبناني إرهابي و نهايتهم جميعاً في مزبلة التاريخ و معهم ايران القذرة
شكرا عزيزي الكاتب ،نشكر جهودك.
مقال ممتاز ،داعش ماهي الا صناعة مخابرات غربية أجنبية بالتعاون مع أنظمة الرجعية العربية لتفتيت المنطقة العربية وأضعاف جيوشها وأشغالها بحروبها الداخلية حتي لا تقوم لها قائمة ،بالأضافة الي تخير الشعوب أما ان تقبلوا بنا أو داعش بأنتظاركم. بالنسبة لزائر 3 كيف يضع بشار والمالكي وداعش بسلة واحدة ،هؤلاء الدول تحارب داعش بالنيابة عن العالم أجمع ولها الشكر لأن دول الاجرام المتآمرة جلبت قاطعي الرؤوس الأرهابين الي سوريا مع العلم بأنهم غير سورين،أذا ماذا تفسر سحب جنسياتهم من دولهم الام بعد ان تم أبتعاثهم.
التخويف من داعش من اجل ايهام الشعوب بالقبول بالوضع الحالي المزري
محاربة تقدم الشعوب وتطورها ومطالبتها بمشاركتها في صنع قرار مصيرها جعل من بعض الانظمة انشاء مثل هذه المنظومات المتخلفة لايهام الشعوب اما ان تقبلوا بنا كأنظمة رجعية او في المقابل ليس لكم الا داعش
هاهم يفعلون الموبقات هل يحق لي اتهام مذهبهم كما يفعلون
كوني شيعيا وافتخر قبلها بكوني عربيا مسلما لدينا القلة القليلة لاتتعدى اصابع اليد الواحدة ممن يحملون فكرا اقصائيا من رجال دين وعندها وبسببهم يتم شتمنا جميعا واتهامنا بالخيانة وغيرها ومن الطرف الثاني وبسبب حرف بوصلة القدس وتغيير العدو الإسرائيلي إلى الشيعة فلديك الملايين ممن يتهمونك كماذكرت ببلاوي الدنيا وانا حاليا ليس من حقي ان اوصم المذهب السني بالدموية كون الدواعش سنة هذا الفرق بين التفكيرين
الخوف
عزيزي الكاتب داعش والمالكي وبشار وغيرهم كثير لايختلفون عن بعض في الاجرام والقتل على الهوية بل مافعله المالكي وبشار بشعبه ابشع مما تفعله داعش الآن لماذا التركيز على داعش وترك المالكي وبشار ينكلون بشعبهم ابشع تنكيل كلهم اخس من بعض المالكي اولا وبشار ثانيا وداعش ثالثا والبقية رابعا كلهم قتلة بامتياز كن مصف في انتقادك ولك الشكر
ابو سيد رضا
شكلك ما اتشوف حفلات القتل في الموصل للشيعه
عطني فيديو واحد يثبت تورط الشيعه بمثل هذه الافعال ولك مني ان اغير ديني الي البوذيه واترك التشيع
محرقي بحريني
عندك أختراع اسمة يوتيوب شاهد بنفسك ماذا يفعل الجنود المالكي الشيعة من جرائم بشعة ولاتنسى ماذا فعل جيش المهدي في السنه من قتل حتى على الهوية وكذلك جرائم نصر الله ضدمن قتل ونكيل ضد الشعب السوري من أجل بشار الاسد وجرائم جنود بشار الشيعة وهم يرتكبون المجازر ويهتفون باسم الحسين ويوجد شريط جديد لجنود المالكي يقومون بحرق مواطق يرقصون على جثتة
تقدر تاخذ جولة على اليوتيوب وشاهد بالصوت والصورة طبعاً أحنه مانبرى داعش من الجرائم التي يرتكبونها
ثورة زلم عشائر الشيشان تحلل جهاد النكاح الجماعي وتحرم صلاة العيد ...
منع «تنظيم داعش» يوم الاثنين الماضي (28 يوليو/تموز 2014)، إقامة صلاة العيد في مساجد مدينة الموصل. وقال سكّان محليون لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن «عناصر داعش منعت المصلين الذي قصدوا الجوامع لصلاة العيد وأجبرتهم على العودة إلى منازلهم وعدم التفكير مرة أخرى بإقامة صلاة العيد كونها من البدَع».
Abbas
انت أستاذ في وصفك وتشخيصك