انتهى مونديال 2014 بكل ما حمله من مفاجآت وأهداف وإنجازات وأفراح وأتراح فردية وجماعية، وتتويج رابع للمنتخب الألماني.
انقضى المونديال لتفتح صفحة جديدة على مستوى الدوريات المحلية في أوروبا وصفحة أخرى متعلقة بالبطولات القارية.
وإذا كان المنتخب الألماني هو البطل المتوج، فإن أكثر المستفيدين من هذا المونديال كان بلا شك ريال مدريد بطل أوروبا الذي استثمر في الحاضر والمستقبل فور انتهاء المونديال مباشرة.
جميعنا كان يتابع المونديال للمتعة والإثارة وانتظار البطل إلا إدارة الريال التي كانت تراقبه بعيون مختلفة تماما، تبحث من خلاله عن كل جديد وعن كل نجم قادر على العطاء حاضرا ومستقبلا.
الريال لم يستمهل كثيرا لخطف أبرز لاعبين قدمهما مونديال 2014 وهما الألماني توني كروس والكولومبي خوسيه رودريغز.
لا شك أن المونديال احتوى على الكثير من النجوم أمثال ميسي ومولر وروبين ونيمار ولكن ميزته أنه كشف عن الإمكانات غير العادية لكل من كروس ورودريغز.
لذلك كان اختيار الريال استثمارا حقيقيا في الحاضر لقيمة اللاعبين الفريدة في وسط الملعب، والأهم من ذلك هو استثمار حقيقي في المستقبل لصغر سن اللاعبين وقدرتهما على العطاء طويلا في الملاعب.
بهذا بدأ الريال تثبيت نفسه ليس كبطل لأوروبا فحسب وإنما كمشروع جديد للسيطرة الكروية عالميا لست سنوات قادمة أو أكثر وهي مدة الصفقتين الجديدتين.
قد يجادل الكثيرون في جدوى الصفقتين في ظل وجود ألونسو وسامي خضيرة ودي ماريا والثلاثة لاعبون على أعلى المستويات وما قد يؤديه التعاقد مع كروس ورودريغز من الاستغناء عن خدماتهم، ولكن من ينظر للحاضر والمستقبل يعرف تماما معنى صفقات الريال.
الريال على رغم تتويجه ببطولة أوروبا الموسم الفائت إلا أنه يدرك تماما أنه مازال بحاجة للكثير من الناحيتين التكتيكية والفردية ليكون بالمستوى الذي يؤهله لإحكام السيطرة كما فعل برشلونة في السنوات السبع الأخيرة.
قراءتي لصفقات الريال أنها ليست صفقات تجارية كما يعتقد البعض وإن كانت هذه أحد الأهداف الدائمة للريال والتي بنى من خلالها إمبراطوريته وسمعته ولكنها صفقات فيها الكثير من الدهاء والخبث الكروي الذي جلبه المدرب الايطالي أنشيلوتي بعد قدومه للفريق الملكي.
عندما تتخيل تشكيلة الريال بتواجد كروس ومودريتش كمحركين للوسط وأمامها أفضل صانع ألعاب حاليا في العالم خوسيه رودريغز وعلى الجهة اليمنى النفاثة غاريث بيل وعلى الجهة اليسرى الخارق رونالدو وفي المقدمة المتألق بنزيمة وخلفهم أفضل خط دفاع في الموسم الماضي فأنت بالفعل تتحدث عن تشكيلة الأحلام.
ولكن يبقى كل ذلك على الورق حتى نرى بأنفسنا ما يمكن أن يفعله أنشيلوتي بهؤلاء النجوم والتكتيك الذي سيتبعه، لأن تجربة مجرة النجوم السابقة في الريال على رغم اختلاف الظروف والنوعية كانت كارثية بامتياز، فهل يكرر الزمن نفسه أم نشاهد فريق الأحلام بحق؟.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ