شكا مواطنون نقص دواء مرض السل «PZA» في وزارة الصحة ولفتوا إلى أن صيدلية مجمع السلمانية الطبي خالية منه منذ أكثر من أسبوع، ولفتوا إلى الوعود المتكررة التي يسمعونها لتوفير الدواء من دون جدوى.
وأكد المرضى لـ «الوسط» أن وزارة الصحة هي المصدر الوحيد لدواء السل وأدوية مماثلة في المملكة كونه أحد الأمراض المعدية التي تحتاج الوزارة إلى رصد أعداد المصابين بها في المملكة.
وعبّر المرضى عن خوفهم من أن يؤدي تأخر وزارة الصحة في توفير الدواء المذكور إلى تأخر علاجهم وطول الفترة وتعرض بعضهم إلى انتكاسات صحية وهو ما يؤثر على صحتهم فضلا عن حالتهم النفسية جراء تأخر العلاج.
من جهته قال رئيس قسم المشتريات في إدارة المواد والتجهيزات بوزارة الصحة الصيدلاني حسين أحمد «الكمية الأساسية من دواء «PZA» ستصل في نهاية يوليو/ تموز الجاري، ونحن بصدد طلب كمية أخرى ستصلنا خلال أسبوع لتوفيرها للمرضى».
وقال أحد المرضى: «أنا مصاب بورم في المخ من جراء جرثومة السل وراجعت صيدلية مجمع السلمانية الطبي منذ أسبوع لصرف الدواء ولم يكن متوافرا، وفي كل يوم أستفسر من الصيدلية ليعدوني بتوفير الدواء بعد أيام إلا أنه في كل مرة لا يكون الدواء قد توفر في الصيدلية».
وواصل «يصف الطبيب لمرضى السل أربعة أدوية من بينها الدواء المعني ليتناولها المريض جميعا في الفترة ذاتها -وهذا ما وصفه الطبيب لي- وهذا هو العلاج الذي قد يستمر لفترة تصل إلى 6 أشهر في مثل حالتي والأدوية يجب أن تؤخذ جميعا بحسب ما أوضح الطبيب المعالج وهي أربعة أنواع من المضادات الحيوية لتأخذ مفعولها وتقضي على الجرثومة، وعندما عدت إلى الطبيب وأبلغته بعدم توافر دواء «PZA» في صيدلية السلمانية اقترح أن يتم إعطائي حُقنا بديلة، وهو ما يعني أن المريض بالسل سيعاني معاناة أخرى من جراء الحقن اليومية على فترة طويلة التي يجب أن يقاسي فيها المريض المعاناة النفسية مُضافا إلى مرضه الجسمي».
وتابع المريض «مرضي ليس معديا لأنه ورم في المخ، ولكن العلاج هو ذاته الذي يستعمل لمرضى السل الرئوي المعدي، وقد أجريت لي عملية في الرأس في العام 2001 قبل نحو ثماني سنوات وبعد تحليل الورم اكتشف الأطباء إن السبب فيه هو خلية السل وشفيت منه بعد ذلك والآن عاودني المرض ذاته واكتشف الأطباء إن الورم الذي أعاني منه الآن في رأسي بسيط جدا وطوله 8 مل ويمكن تداركه بالأدوية اللازمة ومنها الدواء الناقص، إلا أن تأخير العلاج وعدم تناول الأدوية المطلوبة جميعا قد يؤدي إلى أن يكبر المرض وينتشر ويؤثر على الدماغ وربما يحتاج إلى إجراء عملية لإزالته بعدما يكبر ويصبح مقاوما للأدوية والمضادات».
وأضاف «علاجي هو ذات العلاج الذي يصفه الأطباء للمصابين بالسل الرئوي والسل في الكلى أو العظم ويستغرق العلاج 6 أشهر، كما إن وزارة الصحة هي المصدر الوحيد لهذه الأدوية كما ذكرت، فلا المستشفيات الخاصة لديها هذا الدواء ولا الصيدليات الخاصة توفره».
وتساءل المريض: «لماذا لا توفر وزارة الصحة كمية كافية من الدواء حتى تتم السيطرة على الأمراض المعدية؟ لماذا لا يتم الدفع باتجاه شفاء المرضى المبتلين بالإصابة بها؟ ولماذا لا تُساهم الوزارة في منع انتكاس الحالات التي بدأت العلاج وتعريضها لمخاطر المضاعفات ومنع تأخر البدء في علاج المرضى الجدد وأنا منهم؟».
واستطرد «هناك ضعف في وزارة الصحة من جراء تكرار نقص الأدوية التي نسمع عنها في كل مرة، وذلك يعني وجود موطن قصور في الوزارة يجب تداركه لأنها الجهة المعنية بصحة المجتمع وعلاجه وعدم توفير دواء ما يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وذلك جلي للوزارة بشكل لا يحتاج منا إلى تبيانه، الصحة بحاجة إلى تشخيص أمراضها، فهل النظام الموجود لطلب الأدوية ضعيف أو به مشكلات أو أن القائمين عليه غير منتبهين إليه بما فيه الكفاية».
يذكر أن عددا من مرضى التهاب الكبد الوبائي قد شكوا لـ «الوسط» مطلع يونيو/ حزيران وجود نقص في دواء التهاب الكبد الوبائي في صيدلية مجمع السلمانية الطبي، وذكروا أنها المرة الثانية التي يحدث فيها النقص في غضون ثلاثة أشهر وهو ما سبب لهم مضاعفات وصوفوها بـ «الخطيرة»، ولفتوا إلى أن بعضهم عاد في مرحلة علاجه إلى نقطة الصفر جراء نقص الدواء، ما أدى إلى أن تطول مدة العلاج وتعرضهم إلى مضاعفات، وقد وفرة وزارة الصحة الدواء المعني في غضون عدة أيام.
العدد 2490 - الثلثاء 30 يونيو 2009م الموافق 07 رجب 1430هـ