التأثير الإجمالي الناتج عن الحرب سلبي بغض النظر عن التحليل المنمق للحرب العالمية الثانية التي أوقفت الركود - تذكروا سبعينيات القرن الماضي - وربما هي تشابهٌ وثيقٌ بالإضرابات في غزة والعراق وروسيا وأوكرانيا وليبيا وسورية وسيتحدث البعض عن اختلافها هذه المرة، ثم يعود إلى حقيقة أننا معتمدون بشكلٍ كبيرٍ على الشرق الأوسط! بالتأكيد، لكنّ الأسعار تنحصر بين 10 و25 دولاراً فقط!
حيث شهدنا في هذه الآونة ارتفاعاً في أسعار النفط يتجاوز 100 دولارٍ أمريكيٍ منذ 2007. يساوي سعر خام النفط الآن أربع مراتٍ سعره خلال السبعينيات التي اتسمت بالتضخم في الوقت الذي أنهينا فيه «بريتن وودس» ونشوء التضخم الذي أثارته البنوك المركزية.
لا، إن العلامة من سوق الطاقة حول الطلب على الطاقة ومخاطر الاكتفاء منها واضحةٌ كما يأتي: حضِّروا أنفسكم لنموٍ أقل واستقرارٍ أقل ومخاطر سياسيةٍ أكبر، يحافظ السوق - على كل حالٍ - على يدٍ ثابتةٍ: سيتم احتواء إسرائيل خلال أسبوعين، وسيتم إيجاد حلٍ للأزمة الروسية الأوكرانية، ويرى كل واحدٍ منا بوضوحٍ رفض المخاطر الهامشية (بلاك سوانز)، إن السوق «مثاليٌ» في معلوماته حيث ستحمينا أسعار الفوائد الصفرية حيث تم «استغباؤنا «من خلال التصديق أن العالم الحقيقي لا يهتم بعد الآن. البطالة والتفاوت الاجتماعي والحروب وقتل الأبرياء والصور التي نراها في التلفاز لأناسٍ يتقاتلون للعيش يوماً آخر ليست ذات صلةٍ ماعدا الحقيقة التي تقول بأنه: لاستمرار النمو العالمي نحتاج إلى الاستمرار في رؤية النمو في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. حيث نحتاج أن نقبل أن العالم حالياً يخضع للعولمة بصورةٍ فعليةٍ - نبتسم عندما خفّضت العولمة الأسعار وجنت شركاتنا المزيد من الأرباح، وتعكس الآن الحروب عالماً يتسم فيه النمو بالقصر والطاقة بالغلاء وصعوبة الحصول عليها بحيث درنا دائرةً كاملةً مع سياسات الاقتصاد الكلي وسياسة التدخلات.
إن تصاعد الأزمة في العالم سيلعب دوراً آخر في السوق، وكونوا حذرين: يتأخر كل ما يتعلق بالاقتصاد في إظهار رد فعلٍ من 9 إلى 12 شهراً ولكل فعلٍ رد فعلٍ وفي حال استمرت الحالة الراهنة من التأهب خلال الصيف يمكننا المراهنة على أن ارتفاع أسعار الطاقة سيؤثر بشكلٍ خطيرٍ ليس على النمو العالمي فحسب، بل على الأسواق أيضاً ودعونا نذكّر أنفسنا بأن الخاسر الحقيقي هي العائلات التي تخسر أحباءها. نعم، كامو عرف الحقيقة
لا يوجد ما يستحق القتل لأجله، ويوجد الكثير للقتال في سبيله.
ستين جاكوبسون
كبير المحللين الاقتصاديين - ساكسو بنك
العدد 4341 - السبت 26 يوليو 2014م الموافق 28 رمضان 1435هـ