أكد عدد من القصابين في سوق المنامة المركزي أن هناك بوادر فعلية لحدوث أزمة شُح ونقص كبيرة للحوم في السوق المحلية خلال الشهرين المقبلين.

وذكر القصابون ممن التقت بهم «الوسط» أمس (الثلثاء) في سوق المنامة المركزي، أن كميات اللحوم التي تضخ يوميا لا تغطي مستوى الطلب عليها.

إلى ذلك، علمت «الوسط» من مصادر مطلعة أن شركة البحرين للمواشي قررت مخاطبة إدارة الثروة الحيوانية بوزارة شئون البلديات والزراعة، لتوفير عدد أكبر من البيطريين بغية تكثيف عمل المسلخ وتوفير أكبر قدر من اللحوم يوميا.

قصابو المسلخ أكدوا استعدادهم لتوفير 3 آلاف رأس يوميا

بوادر أزمة نقص لحوم جديدة خلال الشهرين المقبلين

المنامة - صادق الحلواجي

أكد عدد من القصابين المهنيين في سوق المركزي بالمنامة أن هناك بوادر فعلية لحدوث أزمة شح ونقص كبيرة للحوم في السوق المحلية خلال الشهرين المقبلين.

وذكر القصابون ممن التقت بهم «الوسط» في زيارة ميدانية يوم أمس (الثلثاء) في مبنى سوق اللحم بسوق المنامة المركزي، أن كميات اللحوم التي تضخ في السوق يوميا لا تغطي مستوى الطلب عليها، وخصوصا بالنسبة للحوم الأغنام التي تشهد إقبالا كبيرا عليها خلال هذه الفترة.

وتحتاج السوق المحلية يوميا وخلال الشهر الجاري والشهرين المقبلين إلى نحو 300 ألف رأس من الأبقار واللحوم لتغطية الطلب، إلا أن ما يضخ في السوق الآن بحسب ما أكده القصابون لا يتجاوز الـ 2200 رأس من الصنفين.

وعن الأسباب التي لوحوا على إثرها بحدوث أزمة شح ونقص قريبا، بينوا أن هذه الأشهر تحتوي على الكثير من المناسبات الدينية والعامة والشخصية، مثل الأعراس وذكرى مواليد الأئمة (ع)، وكذلك نشاط الحالة التجارية وخصوصا قبل شهر رمضان فيما يتعلق بالمواطنين الذي يخزنون كميات كبيرة من اللحوم، وخصوصا بعد حدوث أزمة النقص المتكررة خلال الأعوام الثالثة الماضية.

وعلق القصاب ناصر الحليبي موضحا أن هناك طلبات تعلم بها شركة البحرين للمواشي بشأن مضاعفة كميات اللحوم التي توزع على القصابين المهنيين في مقابل باقي المحلات التي أجّرت غالبيتها السجلات على آسيويين.

وقال: «إن وزير الصناعة والتجار حسن فخرو قام بزيارة لسوق اللحم مؤخرا والتقى بالقاصبين، والذين أكدوا بدورهم حينها على مطلبهم بمضاعفة حصتهم من كميات اللحوم التي توزع عليهم يوميا من قبل الشركة»، لافتا إلى أن «الوزير وجه مدير عام الشركة إبراهيم سلمان إلى ضرورة الاهتمام بطلبات القصابين المشار إليهم، والنظر في مطالبهم. إلا أن الموضوع ولحد الآن لم يشهد أي تحرك أو ردة فعل إيجابية من قبل الشركة».

وأضاف الحليبي أن «كل القصابين من مستأجرين للسجلات التجارية (آسيويون)، وكذلك القصابين المهنين يتسلمون 4 إلى 5 رؤوس من اللحوم يوميا، بينما يحتاجون إلى الضعف خلال هذه الفترة وفقا لمعادلة العرض والطلب».

ولفت إلى أنه «على هذا الأساس، قسنا مدى قابلية حدوث أزمة نقص في السوق خلال هذه الفترة». ووفقا للحليبي، فإن هناك أكثر من 400 قصاب يزاول المهنة لحد الآن في السوق المحلي، وذلك سواء كان في المنامة أو المحرق أو باقي المناطق، بينما عدد القصابين البحرينيين الذي يمتهنون القِصابة في المنامة والمحرق لا يتجاوز عددهم 35 قصابا»، منوها إلى أنهم يعتمدون على بيع اللحوم كمصدر دخل رئيسي لهم ولأسرهم، وذلك إلى جانب تغطية مستحقات الضرائب والرسوم على العمل والخدمات.

وأما القصاب علي جمعة أن «القصابين يتحصلون على طلبات من قبل المواطنين على كميات كبيرة من اللحوم مؤخرا، إلا أنهم يتعذرون عن توفيرها بسبب قلة الكمية المضخة في السوق خلال هذه الفترة التي تزخم بالمناسبات، وترفع بالتالي من حجم الطلب». وأضاف أن «لو كل القصابين وفروا حصتهم اليومية من اللحوم للطلبات الخارجية مثل المطاعم والزيجات الجماعية والمآتم، فلن يتبقى أي شيء للمواطنين العاديين لشرائه من السوق، ولذلك نطالب بزيادة الحصة اليومية وخصوصا للقصابين البحرينيين». موضحا أن «بعض القصابين يلجأون إلى شراء اللحوم من قصابين آخرين لتوفيرها إلى زبائنهم نظرا لشحتها».

ومن جانبه، قال القصاب سعيد المحروس: «إن المواطنين سيتعرضون لمشكلات كما حدث خلال فترة شح اللحوم في العام الماضي، وخصوصا أن الأسماك مازالت أسعارها مرتفعة في ظل قلة الدجاج المدعوم المضخ في السوق أيضا».

وبيّن أن «الشركة كانت تضع أعذارا خلال الفترة الماضية بشأن شح الأبقار والأغنام الواردة للبلاد من الدول المصدرة، إلا أن هذه الأعذار كما نعلم نحن تمت حلحلتها مؤخرا، وهناك كميات كبيرة من الأبقار موجودة لدى الشركة في مراعيها».

ومن جهتها، حاولت «الوسط» الاتصال بمدير عام شركة البحرين للمواشي للحصول على معلومات أو تفاصيل أكثر عن الموضوع، إلا أنها لم توفق في ذلك.

عمال المسلخ: مستعدون لتجهيز 3000 رأس يوميا

إلى ذلك، علمت «الوسط» من مصادر أن شركة البحرين للمواشي ستخاطب إدارة الثروة الحيوانية قسم الخدمات البيطرية بوزارة شئون البلديات والزراعة، لتوفير فنيين بيطرين أكثر أو إعادة النظر في أوقات دوامهم بغية تكثيف عمل المسلخ لتوفير أكبر قدر من اللحوم يوميا.

وأضافت المصادر أن عمال المسلخ (القصابون) يوفرون يوميا أكثر من 1800 رأس من الأبقار والأغنام، وذلك إلى جانب أوقات العمل الإضافي الذي يوفر أيضا كميات إضافية من اللحوم، إذ يعمل العمال بدوامين إضافيين لتلافي أي نقص.

ووفقا للمصادر، فإن العمال القصابين على أتم الاستعداد لسلخ وتنظيف 3 آلاف رأس يوميا خلال الدوام الرسمي على رغم أن المطلوب منهم 1800 رأس فقط، إلا أن ذلك يتعذر عليهم بسبب عدم وجود الفنيين البيطريين الذي يتوجب كشفهم على الأبقار والأغنام المذبوحة صحيا قبيل تجهيزها لنقلها للسوق.

وأوضحت أن إدارة الشركة على علم بمقترح العمال (القصابون) بشأن زيادة عدد الرؤوس المذبوحة يوميا، وهي أبدت موافقتها عليه، إلا أن العائق الوحيد هو عدم توافر الفنيين البيطريين الذي ينهون دوامهم بمجرد الانتهاء من معاينة 1800 رأس حاليا.

وفي تفاصيل أكثر، بيّنت المصادر أن «المسلخ يعمل حاليا بـ 27 قصابا و10 عمال مساعدين على أساس دوامين، الأول هو الدوام الرسمي الذي يعمل فيه عمال المسلخ بنظام الـ «كوتا»، أي بمجرد ذبح 1800 أو 2000 رأس ينتهي دوامهم. وأما الثاني، فهو الدوام الإضافي الذي يعمل فيه عمال المسلخ على توفير كميات احتياطية للسوق لتلافي النقص والشُح، وذلك إما ليلا أو عصرا».

وتكمن المشكلة حاليا بحسب المصادر، في أن «قصابي وعمال المسلخ ينوون حاليا وعلى أتم الاستعداد لتجهيز 3 آلاف رأس خلال الدوام الرسمي (ما يكفي يوميا لتغطية الطلب في السوق حاليا)، باعتبار أنهم ينتهون مبكرا من تجهيز نحو 2000 رأس. إلا أن الفنيين البيطريين أعربوا عن عدم رغبتهم في ذلك باعتبار أن دوامهم ينتهي مبكرا (فور الانتهاء من معاينة 2000 رأس تقريبا)، وذلك على رغم إلزامهم من قبل ديوان الخدمة المدنية في زيارة قام بها ممثلوه مؤخرا للمسلخ، وهو أن ينتهي عملهم مع انتهاء الدوام الرسمي المحدد».

وعلى أساس ذلك، أوضحت المصادر أن «في حال استمر الوضع حاليا على هذا الحال، ولم تستطع إدارة الشركة مع إدارة الثروة الحيوانية التنسيق مع الفنيين البيطريين، فمن المؤكد أنه ستحدث أزمة نقص على رغم من دوام قصابي المسلخ دوامين في بعض أيام الأسبوع».