لم نكن نتخيل يوماً أن تصل الأوضاع بأمتنا العربية، إلى هذه الدرجة من الانهيار السياسي والانحطاط الأخلاقي والتفسخ الأدبي، شعوباً وحكومات... إلى درجة الشماتة بقتل إخواننا في غزة.
كنا نقرأ في كتب التاريخ عن نزاعات ملوك الطوائف في الأندلس، وتقاتلهم فيما بينهم حتى زالت دولتهم وأصبحوا لاجئين في المغرب أو تحوّلوا إلى عبيدٍ لدى الأسبان. وكنا نتصوّر أنها حكايات قديمةٌ في التاريخ، لكن العمر امتد بنا لنرى بأم أعيننا كيف يشمت الأخ بقتل أخيه، وينتشي فرحاً وهو يرى منظر قطع رأسه.
في العقود السابقة، كنا نحتفل في رمضان بذكرى معركة بدر الكبرى، وبالمناسبات المجيدة في تاريخنا القديم، مثل معركة «عين جالوت» التي هزم فيها الجيش المصري جيش المغول الغزاة في شمال فلسطين، (العام 658 هـ)، بينما اليوم نشهد وقائع الحرب الصهيونية المغولية على غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء 750، وجاوز الجرحى الـ 7000، أكثرهم من المدنيين والنساء والأطفال. والمؤسف أن مصر التي عادت مؤخراً إلى حكم العسكر مجدّداً، تشارك في تشديد الحصار على غزة وخنقها، ومنع حتى استقبال جرحاها، وهي عقوبةٌ مغلّظةٌ على الشعب الفلسطيني قبل أن تكون نكاية بـ «حماس».
في هذه الحرب، يخرج الآلاف في المظاهرات من الأيام الأولى في شوارع فنزويلا وتشيلي والأرجنتين ولندن وباريس، ولم يخرج عشراتٌ في شوارع الرباط والجزائر ولبنان وعمان. حتى القاهرة التي كانت قلب الأمة أصبح إعلاميوها يحرّضون الصهاينة علانيةً على قتل المزيد من الفلسطينيين، ويعتصم مجموعة من فنانيها وفناناتها ليرفعوا شعار «كلنا شاليت»، تضامناً مع جندي الاحتلال، وينشروا صورهم على الفيسبوك دون حياء.
هذا الانهيار السياسي والانحطاط الأخلاقي لم يبدأ قبل سبعة عشر يوماً، بل بدأ قبل ذلك بسنوات، حين نسي العرب ما يجمعهم من روابط الدم والأرض والشرف والنخوة والمروءة، وأصبح بأسهم بينهم شديداً. بدأ الانهيار يوم نسي المسلمون وصايا نبيهم (ص) في خطبة الوداع: «دم المسلم وماله وعرضه على المسلم حرام». فأصبح الجار يرقص على جراحات جاره ويتهلل بقطع رزقه، ويتلذذ بسفك دمه ويدعو لنصب المشانق لأعدامه لأنه طالب بحقّه، بل ويبرر حتى هدم مساجده، واستباحة عقيدته وممارسة الظلم الفاضح ضده. بدأت حرب استباحة غزة بعدما أصبحت دعوات الفتنة والاحتراب بين المسلمين تصدح لسنواتٍ على المنابر بمباركة دول وحكومات.
غزة تذكّرنا بعارنا وتخاذلنا وسقوطنا الحضاري، نحشّد عشرات الآلاف من مختلف الدول العربية والأجنبية، ونقيم لهم المعسكرات، ونهرّب لهم الأسلحة لإسقاط أحد الأنظمة، بدعوى «نصرة أخواننا في سورية» على نظامهم الذي لا يختلف عنا دكتاتوريةً وفساداً. وبهذه الدعوى دمّرنا سورية الأرض والإنسان والتاريخ، وهكذا فعلنا مع العراق... وليبيا والصومال.
إن غزة فضحتنا، أنظمةً وشعوباً، نتحرّك على إيقاع الأجندات الأجنبية، والمخططات الإستخباراتية السرية، حيث تطوّعنا جنوداً في كتائب الناتو والبنتاغون منذ أعلن النفير العام الأول لمحاربة السوفيات في أفغانستان. حكامٌ لا يملكون قرارهم، وشعوبٌ تقاد إلى المحارق كالبهائم المربوطة، «همها علفها، شغلها تقممها، تكترش من أعلافها، وتلهو عمّا يراد لها».
هذه هي الحرب/ المحرقة الثالثة خلال ستة أعوام، ضد غزة المكتظة بمليون وثمامنمئة إنسان، من لحمنا ودمنا، بعد حربي 2009 و2012، حرب تتجدّد كل ثلاثة أعوام، ولن تتوقف إلا عندما نصحو من هذا الاستحمار.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4339 - الخميس 24 يوليو 2014م الموافق 26 رمضان 1435هـ
احسنت سيد
اجمع الفلوس لقتل الشعة فى العراق وتدمير سوريا هؤلاء العرب لايقدورون احابون الى الشيعة اسرائيل حبيبتهم يحبون يدعمونهه بالاموال المشتكى لله
مفتي الناتو لم يفتي حتى الان عن غزة ولم يقول من قتل نتنياهو فدمه في رقبتي
إن غزة فضحتنا، أنظمةً وشعوباً، نتحرّك على إيقاع الأجندات الأجنبية، والمخططات الإستخباراتية السرية، حيث تطوّعنا جنوداً في كتائب الناتو والبنتاغون
انحدار الأمة الى الحضيض
تلك نتيجة ومحصّلة كانت متوقعة من هذه الامة بعد ان خالفت رسولها في كل ما امر وهي الآن تحصد ما زرعته الامة الاسلامية لمئات السنين من مخالفتها لرسولها حقيقة تزعل البعض
لن نصحو من الاستحمار فها هم يفقودوننا من حرب سوريا الى العراق وليبيا لتستمر لعبة الاستحمار
هذه هي الحرب/ المحرقة الثالثة خلال ستة أعوام، ضد غزة المكتظة بمليون وثمامنمئة إنسان، من لحمنا ودمنا، بعد حربي 2009 و2012، حرب تتجدّد كل ثلاثة أعوام، ولن تتوقف إلا عندما نصحو من هذا الاستحمار.
اصبحنا اذل امة في العالم
والله لقد بتنا نكره ان نكون من العرب لاننا اصبحنا اذل امة على وجه الأرض.
هذه ارهاصات
للظهور الكبير
فلينتظر الان ذاك الذي استهزأ بالمهدي في صحيفته الصفراء خروج منقذ البشرية
بدون ورقة توت
من قبل كانت الحكومات تغطي على عوراتها فتسمح بالتبرعات لغزة. اما الان فحتى ورقة التوت تختلت عنها وباتت تلعب على المكشوف.
وهل اهل غزة ينفع معهم المعروف
انا متالم لما يحدث في غزة وارى ااذي يحدث لهم حرام خاصة فيهم نسء وااطفال وابرياء با حول لهم ولا قوة وكل امنياتي ان يكشف كربهم. ولكن لي عتب عليهم فهم عودونا دائما يعضون اليد التي تساعدهم فالكويت لم تقصر في حقهم وعندما فزا صدام الكريت وقفو معه مويدين شعب العراق وايران وكل الشعوب وقفت معهم ولما قتل صدام تظاهر مستنكزين على اعدامه والى يومك هذا اكثر من يفخخ نفسه في العراق فلسطينيين
اللهم ابرأمن افعال السفهاء من الداعشيين
العار الأكبر يقع على الحكومات العربية ورجال الدين الذين لم يفتوا ولو بفتوى واحد بدعم ابناء غزة.بل ان بعضهم أخد يفتي بعدم دعم المقاتلين في غزة لأنهم شيعة وهذا أكبر عار على هؤلاء المتأسلمين.اما الداعشيين فهؤلاء جزء من الصهيونية العالمية يقطعون رؤؤس اخوانهم من المسلمين ويعلقونها على اصياخ الحديد والاسلاك الكهربائية لبث الرعب في البقية ولا ينطقون بحرف واحد لدعم ابناء فلسطين.هؤلاء عار الأمة الاسلامية والعربية وهم سبب انحطاط الاخلاق
غزة عار على الإنسانية
غزة عار العرب و على جميع المسلمين . العرب أجرموا ، فما هو عذر بقية المسلمين؟
الملچاوي
الموقف المصري مخزي جدا
لقد ذكرت في مقالات سابقة
سيدنا ان عودة العسكر لحكم مصر كارثه
لكن لم أتوقع شخصيا ان تصل شريحة ليست بالقليلة لمساندة الكيان الصهيوني الغاصب بهذا الشكل العلني البغيض من سياسيين واعلاميين وعامة الناس في مصر .. اذا احد حاب يتأكد يفتح اي صفحة إخبارية مصرية في الفيسبوك ويشوف الردود الصادمة @_@
نسيت حلدثة عظيمة.
لقد حابوا امير المؤمنين وقتلو للحسين.فلا تعجب سيدنا
ليس بغريب
ليس شيء غريب علينا العرب حتى الشرف والغيرة لم تعد موجوده لدى العرب حتى النخوة والرجولة زالتا نحن العرب اصبحنا خراف تنعق وراء المادة
9
اسمحي لي سيدنا انا لا انتمي لهذه الامة التي تتحدث عنها .. خطنا اهل البيت ان شاء الله
والأثر وجود الفلسطينيين أنفسهم ضمن هذه العصابات في سوريا والعراق ولبنان..
غزة تذكّرنا بعارنا وتخاذلنا وسقوطنا الحضاري، نحشّد عشرات الآلاف من مختلف الدول العربية والأجنبية، ونقيم لهم المعسكرات، ونهرّب لهم الأسلحة لإسقاط أحد الأنظمة، بدعوى «نصرة أخواننا في سورية» على نظامهم الذي لا يختلف عنا دكتاتوريةً وفساداً ...
بداية تبلور الفكر الداعشي والإعلام المظلل ...
فأصبح الجار يرقص على جراحات جاره ويتهلل بقطع رزقه، ويتلذذ بسفك دمه ويدعو لنصب المشانق لأعدامه لأنه طالب بحقّه، بل ويبرر حتى هدم مساجده، واستباحة عقيدته وممارسة الظلم الفاضح ضده ...