في مشهد يجسِّد أروع مشاهد البرِّ، قامت مواطنة بحرينية في ريعان شبابها تبلغ (21 عاماً) بالتبرع لوالدها الستيني المريض بإحدى كليتيها، لتخلصه من عناء المرض الذي كان يضطره أسبوعيّاً لإجراء عملية غسيل في الكلى.

حدث ذلك يوم الإثنين (16 يونيو/ حزيران 2014) عندما خضع الوالد إبراهيم محمد مبارك لعملية زراعة كلى بمركز يوسف خليل المؤيد، تكللت بالنجاح التام. وعند الأطباء أشارت المؤشرات الحيوية والحالة الصحية للمريض إلى نجاح العملية، وعمل الكلى خلال الفترة السابقة بشكل طبيعي من غير رفض أو مضاعفات تذكر.

وقالت رئيس وحدة المؤيد لزراعة وعلاج الكلى بمجمع السلمانية الطبي سمية الغريب: «إن يوم الإثنين (16 يونيو 2014) شهد إجراء عملية زراعة كلى بمجمع السلمانية الطبي، إذ تبرعت مواطنة بكليتها لوالدها الذي يعاني من فشل كلوي، وأجريت العملية بتقنية المنظار، تكللت بالنجاح التام، حيث تقبّل الجسم الكلية بالسرعة المطلوبة، وتماثلت كل من المتبرعة والمتبرع له للشفاء، وتم ترخيص خروجهما من المستشفى بعد التأكد من سلامتهما بالفحوصات، وهما يتمتعان بصحة جيدة».

من جانبه، قال رئيس فريق زراعة الأعضاء بمجمع السلمانية الطبي صادق عبدالله: «إن الفريق تمكن من إجراء عمليات زراعة الكلى بكل اقتدار من خلال تقنية المنظار»، لافتاً إلى أنه في بادرة أبوية جميلة وعلى أبواب شهر العطاء شهر رمضان الكريم، قامت شابة بحرينية تبلغ 21 عاماً بالتبرع بإحدى كليتيها لوالدها في العقد السادس من عمره المصاب بفشل كلوي نهائي وخلصته من معاناته مع المرض.

وذكر صادق «إن الشابة عندما استيقظت سألت فوراً عن حالة أبيها، في لفتة جميلة عن مدى استعدادها وتفانيها لإنقاذه». وتابع «تعافى المريض الأب والمتبرعة الابنة، في فترة قياسية وتقبل جسم المريض الكلية من دون حدوث أي رفض أو مضاعفات، وقد أصبح المصاب بعد انتهاء العملية في غير حاجة إلى الغسيل الدموي».

وبيَّن صادق عبدالله، واستشاري المسالك البولية وزراعة الأعضاء حمد الحلو، أن هناك برنامجين لزراعة الأعضاء في وزارة الصحة، متمثلين في زراعة الأعضاء من المتبرعين الأحياء حيث يتم إجراء فحوصات أولية لدراسة المواءمة، ويتم إجراء استئصال الكلية من المتبرع بتقنية المنظار الذي توفر للمتبرع إمكانية الخروج من المستشفى خلال ثلاثة إلى أربعة أيام، كما أن الآلام بعملية المنظار أقل بنسبة 80 في المئة من عمليات فتح البطن.

وقام وزير الصحة صادق الشهابي بالاطمئنان على صحة المواطن إبراهيم مبارك، مؤكداً دعم الوزارة لهذا البرنامج، زراعة الكلى بتقنية المنظار الطبي، واهتمامها البالغ لاستمراره، إذ يُسهم في إنقاذ حياة المرضى بالفشل الكلوي، ويساعد على تخفيف معاناتهم من الغسيل الكلوي.

إلى ذلك، أشارت الغريب إلى أنه من المؤمل أن تجرى 4 عمليات لزراعة الكلى بعد عيد الفطر المبارك، مؤكدةً جاهزية الفريق الطبي لإجراء العمليات خلال شهر رمضان المبارك، ولكن التأخير جاء برغبة من المتبرعين بالكلى؛ لأنهم يريدون إجراء عملية الزراعة بعد شهر رمضان الكريم، مبينة أن برنامج زراعة الكلى بمجمع السلمانية الطبي في أتم الاستعداد لإجراء هذه العمليات في أي وقت بواسطة فريق طبي مؤهل (جراحين وأخصائي زراعة كلى)، لافتة إلى أن المجتمع البحرين يجب أن يكون لديه الوعي الكافي والإيمان العميق بعمليات التبرع بالكلى.

واعتبرت أن هذا الوعي كفيل بحل إحدى المشكلات التي يواجهها مرضى الفشل الكلوي، ألا وهي شح الأعضاء فتساعدهم على الحصول عليها من متبرعين، سواء من الأهل أو بعد الوفاة من المتوفين دماغيّاً. وأكدت أن التبرع بالكلى يعطي فرصاً جديدة للمرضى، ويساعدهم على العودة إلى الحياة الطبيعية من دون مشكلات أو أمراض في الكلى، كذلك المتبرعون يعيشون حياتهم بشكل طبيعي وبكلية واحدة، لذا فهي تحث وتشجع على المشاركة في هذه البرامج لزيادة فرص الحياة لمرضى الفشل الكلوي من خلال التبرع.

وخصت الغريب بالشكر الجزيل فريق العمل، المكون من حمد الحلو، وصادق عبدالله، وأمجد الباز، وإيمان فريد، والممرضة المسئولة عن عيادة أمراض وزراعة الكلى هدى رستم، ورئيسة التمريض لقسم الكلى والعظام ليلى عمران، ومسئولة جناح الكلى (204) زهراء أحمد، وأخصائي اجتماعي أول فاطمة الصباغ، وكوكب علي.

وأشادت بتعاون كل من رئيس قسم الجراحة أمل الريس، ورئيس غرفة العمليات رائد مرزوق، وفاطمة راشد، وأكدت أن هذا النجاح واستمراره ما هو إلا حصيلة العمل كفريق واحد.

وتوفر الوزارة برنامج زراعة الأعضاء من المتوفين دماغيّاً، ومن خلاله يتم توفير كلى للمرضى الذين ليس لديهم متبرعون من الأهل.