لم يكن أشد المتشائمين ينتظر قرعة صعبة أخرى كتلك التي وقع فيها منتخبنا الوطني لكرة اليد في مشاركته الثانية ببطولة كأس العالم المقررة بقطر إلى جانب منتخبات عالمية بقيمة «ألمانيا، والدنمارك وبولندا وروسيا»، يضاف اليهم بطل أميركا الجنوبية الأرجنتين، حتى بات الجميع يفكر في نتائج الخسائر الثقيلة المتوقعة للمنتخب في مبارياته الخمس بالمجموعة.
من هنا ينتقل الحديث عن مشاركة لتحسين التصنيف العالمي، إلى التركيز على المشاركة الإيجابية المشرفة على رغم صعوبتها كما تحقق ذلك في المشاركة الأولى بالسويد، وأن لا يدخلنا الشك والريبة قبل دخولنا معترك المنافسة، فتبدأ الأحاديث هنا وهناك من أن المنتخب سيغادر وسيعود بالطريقة ذاتها، وهو ما يجبرنا على عدم الإعداد الجيد لمثل هذه المشاركة، لأنه في الأساس، لم يكن أحد، قبل وبعد إجراء هذه القرعة، يتوقع أن يحقق المنتخب وخصوصا في مشاركته الثانية ما عجزت عنه منتخبات شاركت لأكثر من مرة كالكويت وقطر والسعودية وحتى اليابان وكثير من الدول الغربية.
لا بد أن يفكر الاتحاد والمنتخب ولاعبوه، أن الهدف من هذه المشاركة ليس تحقيق البطولة وأصبحت الآن بعد القرعة ليس التأهل إلى الدور الثاني، فكيف لنا أن نغير هدفنا السابق، وهو المشاركة المشرفة واكتساب الخبرة والثقة في مثل هذه المحافل العالمية التي من شأنها مساعدة اللعبة ومنتخباتها في الوصول إلى مستويات راقية، سيما وأن متوسط أعمار غالبية اللاعبين ينتظر منه المشاركة في مرات مقبلة في محافل كهذه، وبالتالي الدخول في صراع يكون هو الأقرب في الفوز أولا بالبطولة القارية التي وصلنا فيها إلى خط النهاية لولا المنتخب القطري. في الجانب الآخر، يجب علينا التذكير على إنهاء المشاكل الشخصية التي يعاني منها الكثير من العناصر المهمة في المنتخب الوطني وخصوصا في الجانب الوظيفي، والتي ستؤثر بلا أدنى شك في مستوى اللاعب بالبطولة، وبالتالي وضع هذا الموضوع كأحد أهم البنود والتوصيات التي يجب على مجلس الإدارة أو حتى اللجنة الأولمبية الالتفات إليها قبل الدخول في صلب الإعداد الجدي للبطولة العالمية.
في النهاية، لا يجب أن يغيب عن الاتحاد أو حتى المنتخب ولاعبيه أن الإعداد لكأس العالم هو إعداد لبطولات آسيا المقبلة لأنه إذا أراد منتخبنا تكرار الإنجاز فعليه لعب مباريات عديدة حتى يكتسب اللاعبون الخبرة التي تؤهلهم للمنافسة على اللقب الآسيوي مستقبلا وليس لتحقيق الإنجاز العالمي الذي من الصعوبة بمكان الاقتراب منه وملامسته في ثاني مشاركة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4337 - الثلثاء 22 يوليو 2014م الموافق 24 رمضان 1435هـ