أيهما أسرع وأجدى هل التطويل في الإجراءات التي تنفق الجهد والوقت والإمكانيات معاً أم اختصار كل ذلك في إجراءٍ واحدٍ ليتم الانتقال إلى الإجراء الذي يليه؟ والذي يفيد المريضة نفسها على وجه السرعة وتحصل على ماهو مرجوٌ من ذلك، ألا وهو العلاج دون تلكؤٍ وتباطئٍ وتململٍ...اعتادت أخت زوجتي ذات الجنسية الخليجية أن تزورنا في البحرين لمدة شهرٍ، وبما أنها امراةٌ مريضةٌ بالفشل الكلوي اعتادت في بلادها أن تحصل على العلاج وجلسات الغسيل الكلوي دون قيدٍ أو شرطٍ، وكانت خلال فترة زيارتها إلى البحرين نعمل بهذا الإجراء المعتاد لها ، بحيث نرتب لها جدولاً لأجل حضورها جلسات الغسيل طوال فترة بقائها مدة شهرٍ في البحرين، وكنا سابقاً لا نواجه أية مشاكل في ذلك، ولكن خلال هذه السنة وقع شيءٌ لم يكن مدرجاً في دائرة الحسبان، إذ فور وصولها إلى البحرين قمنا بنقلها إلى قسم طوارئ السلمانية بغية تحويلها إلى «قسم الكلى» لأجل إخضاعها لاحقاً إلى جلسات الغسيل الكلوي كما هو المعتاد وفق جدولٍ زمنيٍ مخططٌ له سابقاً، وعلى ضوء المواعيد المحددة فيه تلتزم بحضور الجلسات طوال مدة الشهر، ولكن المفاجأة أن «قسم الكلى» اكتفى بتوفير جلسات الغسيل لمدة أسبوعٍ واحدٍ فقط، ثم اعتذر لنا عن تقديم العلاج لها بحجة اكتظاظ القائمة بالمرضى ولا يمكن تسجيلها ضمن مرضى الغسيل الكلوي لكثرة أعداد المنتظرين وذلك يوم الخميس الموافق 10 يوليو/تموز 2014، مما دعانا إلى التوجه بالمريضة مرةً أخرى إلى قسم الطوارئ لأجل إجراء فحوصات الأشعة مجدداً وتحاليل الدم والبول ومن ثم يتم الحصول منهم على تخويلٍ وتحويلها إلى «قسم الكلى»، وهكذا دواليك لقد أفضت لنا الممرضة المسئولة هناك في «قسم الكلى» على تطبيق هذا الإجراء في كل زيارةٍ ننوي القيام بها إلى «قسم الكلى» وإجراء الغسيل، وذلك بدلاً من اختصار المسألة بإجراءٍ واحدٍ لمرةٍ أولى ومن ثم تحديد جدولٍ زمنيٍ لاحقاً لها لأجل إجراء جلسات الغسيل دفعة واحدة لها، دون الحاجة إلى الرجوع مرةً أخرى إلى قسم الطوارئ وخضوعها إلى فحوصات الأشعة والدم في كل مرةٍ تنوي إجراء الغسيل ويتم تحويلها مرةً أخرى هناك ...هل من الإنصاف والمنطق أن نقوم بهذا الإجراء في كل مرةٍ ننوي إخضاعها إلى الغسيل، وهو إجراءٌ ينفق من المستشفى المال والجهد قبال خطوةٍ واحدةٍ قد تجدي نفعاً لتخضع بعدها إلى جلسات الغسيل دون مراوغةٍ ومذلةٍ ومهانةٍ ...والأهم من كل ذلك لماذا من الأساس تنصب التعقيدات وسلسلة إجراءاتٍ بالإمكان اختصارها بخطوةٍ واحدةٍ؟ أجيبونا كما إنها فوق ذلك لاتكلف المال ولا الجهد؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
سبق أن تحدثنا عن سوء المعاملة ذاتها، وسبق كذلك أن طرحنا البروتوكول العلاجي المجحف بحقنا، ولكن للأسف الشديد من الذي يسمع لنا رغم كثرة الشكوى والانتقاد، هل نحن فئة نكرة لاجدوى من بقائها في هذه الحياة لايسمع لسيل آهاتنا المدوية رغم كثرة ضجيجها النابع من رحم الأوجاع والآلام، في قبال تجاهل مطبق لكل تلك الأمور من الجهات الرسمية المسئولة في وزارة الصحة، ولكأنها شيئا لم يكن، وإن كانت لاتمثل قيمة لدى مستمعيها أو حتى قيمة إلى المصرحين بها والمعبرين عنها، لقد تكلمنا مرارا وتكرارا عن سبل جدوى إعادة النظر في البرتووكول العلاجي المطبق قسرا عن رغبة بحقنا نحن مرضى السكلر، وتضطرّنا ظروفنا الصحية المتقلبة إلى طرق باب مساعدة مسشفى السلمانية (قسم الطوارئ) في غالب الأحوال ونمكث ساعات طويلة إلى أن يحين فيه توقيت زيارة الطبيب الاستشاري إلينا كي يقرر مدى حاجة المريض إلى المبيت ونقله إلى المعاينة الدقيقة، أم مجرد الاكتفاء بمعاينة سريعة، وإصداره لتصريح خروج المريض لا أكثر ولا أقل، ولقد حدثت مواقف مماثلة من قبل، وراح ضحيتها مرضى سكلر كثر نتيجة تلك السياسة الصارمة القائمة حاليا في العمل التي بالإمكان توصيفها بمسألة هروب الطبيب من مسئولية علاج مريض وقع بين يديه.
إذ كيف نفسر تجاهل الطبيب الاستشاري والمسئول بالدرجة الأولى عن تشخيص حالة مريض سكلر ومتابعة حالته كيف نصف تجاهله لزيارة المريض نفسه بشكل مستمر ودوري إلى مقر مكوثه في الجناح، ناقلا صلب المهمة والعبء ذاته على عاتق طبيب أقل منه كفاءة ومستوى ودرجة، وهو لاجدوى من تواجده من الأساس إذ طالما أعلن الأخير بأنه لايمكن القيام بأي شيء تجاهنا كمرضى سكلر، والأمر في الأول والأخير يخرج من يد الاستشاري الذي يقرر والذي دائما مايعطينا الأذن الصماء رغم أصواتنا العالية؟ وليس هذا الأمر فحسب بل إن مايثير حنقنا وغضبنا نحن كمرضى بأن الأمر يتعدى ويصل إلى سوء المعاملة بكل ماتحمله الكلمة من معنى والكلمات النابية التي ينطق بها الطبيب، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على عدم شعوره بقيمة أوجاعنا التي لاتمثل له شيئا رغم حاجتنا الماسة والملحة إلى مساعدة العلاج الفورية التي تخفف من وطاة نوبة الألم، فدائما ما يقابلك الطبيب بكلمات خارجة عن نطاق الأدب والذوق العام، ولايضع لها أي معيار وميزان يقيس عليها مدى تناسبها مع الأخلاق الفاضلة والمثلى كي يلتزم بها وتقيده من تجاوز خط الأدب نفسه، فتراه دائما مايرمي على مسامع المريض كلاما تعجز الألسن عن التلفظ به، بل وتجرح النفس المتألمة منه، ولايخفى عليكم سر بأن الطبيب لايتردد إطلاقا عن البوح بتاريخ المريض الشخصي علنا أمام مسمع ومرأى جموع المرضى دون حياء أو حتى حدود تقيده بل يرمي الكلمات تباعا ولكأنها وسيلة يتشفى منها بغية قهر إرادتنا وإلزامنا بتلبية وتنفيذ مايريد إيقاعه على أجسامنا الضعيفة (التي لاحول ولاقوة فيها) قسرا.
ويستمر الوضع على حاله من معاناتنا لدى قسم الطوارئ ويضطر فيه المريض إلى أن يمكث على قائمة الانتظار قرابة 20 ساعة لحين ماتسنح إلى الطبيب فرصة الحضور ويعاين عن قرب حالة المريض ليقرر طبيعة العلاج المناسب والخاص به، ياترى ألم تكن وعودكم السابقة بأن عيادة الطوارئ المقررة لنا نحن مرضى السكلر ستفتح أبوابها خلال شهر مايو 2014، فلقد مضى شهر مايو وأقبل معه يونيو وحاليا نحن في يوليو ولم تتحقق هذه الوعود على أرض الواقع، ومازلنا ننتظر تحقيق هذا الحلم الذي على مايبدو سيطول أمده، وربما يتلاشى دون عودة، رغم أن أصواتنا العالية قد نجحت في بلورة موقف منيع لصالحنا يعمل على تخفيف معاناتنا ورسم صورة المستقبل المنظور لهذه العيادة الخاصة بنا فإلى متى الانتظار؟
هنالك حزمة من الاحتياجات الضرورية لنا ونختزلها في نقطتين، ونصر ونحض على تطبيقهما في الأمد المنظور أولاهما تخص الأطباء وضرورة إبداء المعاملة الحسنة والراقية التي ترقى لمستوى الأخلاق الإسلامية السمحة التي دعا إليها دين الإسلام كالتسامح والطيبة «والكلمة الطيبة في وجه أخيك المؤمن صدقة» كل ما نأمل تحقيقه هو أن ترقى معاملة الطبيب لمرضى السكلر لمستوى يضفي عليه الاحترام والتقدير دون انتقاص وتحقير لنا وبحوزتنا مجموعة من أسماء بعض الأطباء الذين لايتوانون عن قذف أي كلمة جارحة على مسمع المريض ذاته دون حياء واعتذار ولكأنها وجبة يومية لزاما عليه أن يتناولها دون تذمر؟ والنقطة الأخرى تتمثل في ضرورة الإسراع بافتتاح عيادة الطواري التي وعدنا بها خلال مايو 2014 ونحن في يوليو ولم يتحقق أي شيء من هذه الوعود السراب؟
مرضى سكلر
العدد 4337 - الثلثاء 22 يوليو 2014م الموافق 24 رمضان 1435هـ