كلمة بمناسبة اليوم الدولي لنيلسون مانديلا (18 تموز/يوليو 2014)
يتسم الاحتفال باليوم الدولي لنيلسون مانديلا بطابع خاص هذه السنة. فبعد مرور بضعة أشهر على رحيل رمز الحرية هذا، الذي أشاد العالم أجمع بالتراث الذي خلّفه، إننا نقدّر أهمية البصمة الخالدة التي وسم بها التاريخ وندرك مواكبة رسالته لعصرنا.
ولم يغير نيلسون مانديلا مصير بلده فحسب، بل أسهم في إحراز تقدم في النهوض بحقوق الإنسان وتعزيز الوعي العالمي بشأن المساواة بين جميع البشر، من خلال نضاله في سبيل الحرية والكرامة. وصار رئيساً بعدما كان سجيناً سياسياً، فاختار سلوك طريق وعر، طريق الحوار والمهادنة والتفاهم من أجل إزالة أبشع أشكال الفصل العنصري وقيادة بلده نحو تحقيق المصالحة.
ويجسد مسار مانديلا حقاً جرأة السلام، والطاقة الهائلة التي يجب تسخيرها للابتعاد عن حلقة العنف المفرغة التي تغذّي نفسها. ويندرج الخطاب الذي ألقاه خلال محاكمة ريفونيا في سجل ذاكرة العالم التابع لليونسكو، ويمثل هذا الخطاب شكلاً من أرقى أشكال التعبير عن التطلع إلى «مجتمع حر وديمقراطي».
وتتردد أصداء هذه الرسالة في صميم تفويض اليونسكو، التي كان نيلسون مانديلا سفيراً للنوايا الحسنة لديها، وفائزاً بجائزة «فيليكس هوفويه- بوانيي» للسعي إلى السلام. وفي كنف مجتمعات معاصرة ما فتئت تزداد تنوعاًً وترابطاً فيما بينها، أصبح الحوار بين الثقافات واحترام الحقوق عاملين يتسمان بأهمية لم يسبق لها مثيل في بناء صرح السلام الدائم.
والسبيل إلى التسامح هو التعليم في مجال حقوق الإنسان ومعرفة التاريخ وذاكرات الشعوب من أجل تهيئة الأذهان للتفاهم وتجنّب ظهور أشكال جديدة من التمييز.
وإن حكمة «أوبونتو» العريقة هي حكمة عالمنا الخاضع للعولمة، إذ لا يستطيع المرء أن يحقق ذاته تحقيقاً كاملاً إلا من خلال احترام الآخرين. وصرّح مانديلا في أيامه الأخيرة قائلاً: «حان دوركم الآن»، وإن أمثل طريقة لإحياء ذكراه هي أن يواصل كلّ فرد على مستواه تطبيق هذه القيم في مجتمعات اليوم بلا كلل ولا ملل.
شكراً ماديبا.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ
اليست
اليست هادى اجنبيه انها تؤيد حقوق الناس وحكام المسلمون لايؤيدون الى الظلم دائما يتحدون الله المشتكى لله