انتهى الموسم السلاوي في شهر مايو/ أيار الماضي ومن المفترض أن فرق الدوري البحريني لكرة السلة قد بدأت في إعادة ترتيب أوراقها منذ ذلك الوقت.
ولكن حتى الآن وبعد مرور أكثر من شهرين على نهاية بطولة دوري السلة مازالت معظم فرق الدوري من دون مدربين ومن دون لاعبين محترفين إذ لم تعلن الأندية على تعاقداتها الجديدة.
حتى على صعيد اللاعبين المحليين فإن حركة الانتقالات مازالت أقل بكثير من المواسم الماضية في ظل حالة من الجمود غير المسبوق في اللعبة.
أسباب كثيرة ربما أدت إلى هذه الحالة من الجمود لعل أبرزها هي دخول معظم الأندية في مرحلة إعادة تقييم شاملة ليس فقط للموسم الماضي وإنما للمواسم الخمس الماضية.
فالمصاريف باتت كبيرة باللعبة والمتطلبات متزايدة وأسعار اللاعبين المميزين باتت مرتفعة.
هذه المرحلة تقف ربما وراء إعادة الترتيب الإداري في معظم الأندية وهو ما دفع الكثير ممن تصدروا المشهد السلاوي في السنوات الأخيرة إلى الاستقالة أو التفكير فيها لأن الأوضاع باتت أكثر صعوبة.
إلا أن من أهم أسباب الركود الحالية أيضا هو دخول موسم كأس العالم مباشرة بعد نهاية دوري السلة وهو ما جعل معظم الرياضيين بل معظم الناس العاديين يتوجهون لمتابعة المونديال باعتباره الحدث الأبرز كل أربع سنوات ما أدى إلى تقلص اجتماعات الأندية بل سوق اللاعبين والمدربين في ظل انشغال الجميع بالمونديال.
وما زاد من تعقيد الأمور هو دخول شهر رمضان المبارك بطابعه الخاص التي تهدأ عادة فيه الأمور وينصرف الناس للعبادة وللأنشطة الرياضية الخفيفة مثل الدورات الرمضانية وغيرها.
كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى حالة أشبه بالركود والهدوء غير المسبوق في السنوات الأخيرة على صعيد كرة السلة التي كانت تتصدر المشهد إن لناحية تعاقدات اللاعبين المحترفين أو انتقالات اللاعبين المحليين أو تعاقدات المدربين.
الشيء المساعد أيضا على حالة الهدوء هو اكتفاء معظم الأندية وخصوصا نادي المنامة الذي كان يتصدر مشهد التعاقدات بلاعبيه الحاليين وعدم مبادرته للتعاقد مع لاعبين جدد في ظل تخمة النجوم التي يعاني منها.
هذا الحال ينطبق أيضا على المحرق وكذلك على الأهلي، فالفرق الكبيرة على الأرجح لن تلجأ إلى إبرام تعاقدات جديدة كبيرة.
«الوسط الرياضي» استطلع آراء عدد من رؤساء الأجهزة بخصوص حالة الهدوء الحالية فبرروها معظمهم بتأخر انطلاق الدوري إلى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وهو موعد بعيد لا يدفع إلى الإسراع في إجراء أي تعاقدات.
تأخر انطلاق الدوري سيؤدي بلا شك إلى تأخر الاستعدادات وتأخر إبرام كل التعاقدات.
حتى الآن يتبقى 4 أشهر على الدوري ومعظم الأندية من دون مدربين أو محترفين.
هناك 3 أندية فقط أعلنت عن مدربيها الجدد من أصل 12 ناديا، فمن تعاقد مع مدربين كان المحرق الذي خطف المدرب الصربي توني فوكينغ من المنامة منذ وقت مبكر وكانت هذه الصفقة الأهم حتى الآن في هذا الموسم.
كما جدد النويدرات مع مدربه عقيل ميلاد وكذلك فعل سترة مع المدرب جعفر راشد.
بقية الأندية لا تمتلك إلى الآن مدربين بشكل رسمي وإن كان الحد قد اتفق تقريبا مع المدرب الشاب أيوب حاجي لقيادة دفة الفريق.
8 أندية أو أكثر ما زالت من دون مدربين وهي مفارقة غريبة لم تحدث ربما منذ سنوات طويلة.
على الصعيد نفسه فإن الأندية الـ 12 نفسها لم تعلن إلى الآن عن أي لاعب محترف ولم تجدد مع أي من لاعبيها للموسم الجديد.
الأمور باتت مبهمة بشكل كبير في دوري السلة والكل بات ينتظر ربما اللحظات الأخيرة من أجل أن يعيد ترتيب أوراقه للموسم الجديد.
العدد 4335 - الأحد 20 يوليو 2014م الموافق 22 رمضان 1435هـ