العدد 4335 - الأحد 20 يوليو 2014م الموافق 22 رمضان 1435هـ

ثورة صناعية جديدة (1 - 3)

ثورة صناعية جديدة تقوم على الابتكار نشهدها في جميع أنحاء العالم. مركز هذه الثورة هي ولاية كاليفورنيا الأميركية، لكنها تنشط أيضاً في عددٍ من الأماكن الأخرى في الولايات المتحدة وخارجها، حيث نشهد كل يوم تأسيس شركات جديدة قائمة على الإبداع. لكننا نجد بعض القصور في تقدير المستثمرين لأهمية هذا التغيير. ولا تقتصر الثورة الجديدة فقط على مجال تقنيات الإنترنت، بل نجدها أيضاً في مجال التقنية الحيوية. وعلى مدى السنوات القليلة المقبلة، سنشهد طرح منتجات مرخصة تحقق مبيعات هائلة لعلاج السرطان وأمراض القلب. بينما تبقى أمراض أخرى مثل الزهايمر وباركنسون أصعب علاجاً. وفي مجال تقنية المعلومات، سيكون أهم المستفيدين هم غوغل وفيسبوك و Salesforce.com ومايكروسوفت وأمازون ولينكدإن وعدد من الشركات الأخرى، لكن ليس تويتر (التي أراها شركة تتغذى من الشركات الرئيسية الأخرى المحركة للتغيير). وتدفع هذه الشركات الناشئة شركة IBM إلى كتب التاريخ كرائدةٍ لعصر مضى. فهذه الشركات تعمل على تغيير طرق التصنيع والتعامل مع المخزون والنقل وجميع أشكال الاتصالات التي تجري اليوم. وهذه الشركات تجني أرباحاً طائلة، ففي مجال التقنية الحيوية، سوف تساعد المنتجات الجديدة على إطالة الحياة وتقليل الاعتماد على الجراحة، وهذه أمورٌ لا تقدر بثمن.

بشكل عام، أرى أن الولايات المتحدة ستحقق معدل نمو حقيقي يقارب 2 في المئة. أما النمو بمعدل 3 في المئة فيحتاج إلى حدوث طفرة في قطاع البناء، ولا أرى ذلك ممكناً في المدى القريب. وسوف يساعد استخدام الروبوتات على تحسين إنتاجية الشركات الصناعية بحيث تبقى هوامش الربح مرتفعة، لكن سيكون من الصعب خفض معدلات البطالة. فالتقنية عظيمةٌ بالنسبة للعالم لأنها تتيح إنجاز كل شيء بكفاءة وسرعة أكبر، لكنّ المشكلة أنها تتطلب عدداً أقل من العاملين لصناعة السلع أو تقديم الخدمات، والطريقة الوحيدة لتوليد فرص العمل هي تحقيق نمو أسرع، وهذه غايةٌ أصعب من أن تدرك في اقتصاد ناضج. وإذا نظرنا إلى القطاع المصرفي، على سبيل المثال، سنجد أنه استغنى عن آلاف الوظائف حتى الآن، ولايزال تخفيض عدد الموظفين مستمراً. لذلك، قد يتوجب علينا أن نتعلم التعايش مع مستويات أعلى من البطالة وما يرتبط بها من قضايا اجتماعية وسياسية.

ومن المشكلات الأخرى التي تواكب التوسع في استخدام التقنية هي ارتفاع متطلبات المهارات اللازمة للحصول على وظيفة جيدة. إذ أضحى التعليم الجيد شرطاً ضرورياً، وحتى بعد ذلك سيكون من الصعب العثور على وظيفة مجزية. ونجد الكثير من الشباب لا يعملون في مجالات دراستهم أو تدريبهم. وحتى أولئك الذين يعملون في المجال المناسب لهم سيجدون أن زيادات الأجور بطيئة جداً.

بايرون وين

«بلاك ستون»

العدد 4335 - الأحد 20 يوليو 2014م الموافق 22 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً