كيف تكتب لارضاء جميع الاذواق؟ ان ارضاء جميع الناس هو من المُحال ويصعب على الكاتب ان يكتب بالطريقة الدبلوماسية لارضاء الجميع!
ولذلك نجد من ينحاز لكاتب دون غيره، ويتحزب البشر بأفكارهم ضد بعضهم البعض وخاصةً اذا كان الكاتب منقاداً بوطنية مبطنة وفكرٍ جامد.
في المواضيع السياسية الحرجة والحساسة من الطائفية أو التمييز ما بين المذاهب والتي تتسبب في التحزُب الشرس ودون دراسة من الكاتبة أو الكاتب، أو تدقيق كافٍ لأنواع الاختلافات، وقد تكون سطحية ولم تأخذ حقها في البحث والتقصي، وتغدو ثأثيراتها مسمومة وشديدة الضرر للمجتمعات، ويا ليت الناس يُدركون ان كل انواع القضايا بالامكان مجادلتها والاخذ والعطاء معها ودون ان نكره أو نبغض الآخر أو نُبعده، ممن قد نختلف عنهم في الرأي أو التفكير!
ولكن كيف تتكون الافكار؟ وكيف لنا ان نكِّون افكارنا أو نتجادل بمرونة ومحبة وتسامح؟
انه من المعروف ان اساس كل شيء هو المجتمع والتربية والنشأة والحوارات العائلية، اثناء النمو والتكوين والمدارس التي اسست ذواتنا والكتب التي بَصَمت مبادئنا!
والشيء الاكيد والاهم في كل هذا هو التعامل بالمرونة! وليس التعصب في تداول تلك الافكار، الجديد أو القديم والمختلف، منها، وان يكون المنطق والدماثة في الحُكم على من نخالفهم الرأي، لكون الآخر هو ايضاً من تكونت افكاره بظروفٍ لم يخترها وانما فرضتها عليه مجتمعاته أو ظروفه التي عاش بكنفها.
وكلما كانت البيئة التي نتربى فيها منفتحة على العالم وما يدور به من نقاشات وتطور في الافكار والمرونة قلّ التعصب في التمسك بالاراء القديمة البائسة واليائسة، والتي تجعل الانسان جامداً في مكانه ومتمسكاً بكأسٍ مشحون ومليء بالتخلف الفكري والانفجار الحياتي ودون سببٍ منطقي أو عقلاني! وان المرونة تساهم في استقرار وتطوير المجتمعات والانخراط في خير البشرية.
ويرينا التحليل البسيط السابق ان تقدم الامم وتطورها لا يأتي من الفراغ العبثي والسكون أو التقوقع داخل شرنقة الماضي وافكاره، وانما علينا فسح المجال للجديد، وتبادل الحضارات والاخذ بما يتناسب مع ما نراه يساهم في تطور المجتمعات ورقيها وبقائها منسجمة مع غيرها مهما اختلفنا عنهم، فعلينا ايضاً الاقتراب منهم للاقلال من الفجوة الحضارية، وسيطرة الجهلاء على الساحة وتدمير العالم!
وان ما تمر بها امتنا العربية والاسلامية من المنازعات وصراع القوى بات يؤدي الى تفكك وتحلل هذه الامة والتي كانت يوماً ما عظيمة باتحادها ومثالاً رائعاً لانتشار رسالة الحق والعدالة والحِكمة، واجتهد الجُهلاء ومتسلقو الثروات الجُدد ببيعِ عقولهم واوطانهم وديانتهم، وشراء ضمائر المتسولين لشراهة المال ممن لا ضمير لهم بتفتيتها تفتيتاً طائفياً ومذهبياً لا مثيل له، ودون ايةِ اخلاقٍ أو دينٍ ممن يدَعونه بل واكثر من الكفارِ في زمانهم!
علنا نصرُخ بأعلى اصواتنا لإيقاف هذا الانحدار والنزف التاريخي وإسكات اصوات الرصاص والتضحيات الغبية في التفجيرات اللاانسانية في دولنا الحبيبة، ولقد آن الاوان ان يتحرك الجامدون على كراسيهم وممن يدعون المعرفة السياسية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر الحقيقي لتوحيد الصف العربي الاسلامي، وقبل ان تنتهي هذه الديار وتتفتت كما تفتت الكثير من البلاد قبلنا، وتبقى اطلالنا شاهدة على غباء هذه الامة جمعاء.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4334 - السبت 19 يوليو 2014م الموافق 21 رمضان 1435هـ
كلام وامة في محنه
تغدوا الايام صامته على الاوجاع ويتحرك الموالوون وكأن شيئاً لم يكن رمضان كريم يادكتوره وشكراً على ايقاظ النائمين علهم يتعضون
كلام شافي وجميل
مقال واضح وصريح بجرأه وقلب نابض بالحيويه والحكمه لتحريك الناس على عدم الانقياد دون تفكير بوركت مع هذا القلم ورقة الاحاسيس