اعلن الاسلاميون الصوماليون الشباب مسؤوليتهم السبت (19 يوليو / تموز 2014) عن هجوم على حافلة اوقع سبعة قتلى في منطقة لامو على الساحل الكيني التي تعرضت منذ شهر لعمليات اودت بحياة نحو 100 شخص.
ومساء الجمعة، اطلق مسلحون نيران اسلحتهم على حافلة على بعد حوالى ستة كيلومترات من بلدة ويتو على الطريق بين مومباسا - عاصمة المنطقة على ساحل المحيط الهندي في الجنوب الشرقي - وارخبيل لامو الواقع على بعد نحو خمسين كيلومترا من مكان الهجوم.
وارخبيل لامو الذي كان في ما مضى لؤلؤة السياحة الكينية والواقع على بعد مئة كيلومتر من الحدود الصومالية، اصبح قاحلا اليوم بشكل كبير لان السياح الاجانب هجروه. ومنطقة الهجوم البعيدة عن الساحل ليست سياحية ويطلب من الاجانب تجنب زيارتها.
واعلن المتحدث العسكري باسم الشباب عبد العزيز ابو مصعب لوكالة فرانس برس ان "هذه الهجمات رد واضح على المزاعم المخادعة لحكومة كينيا ومفادها انها عززت الامن" في هذه المنطقة.
واضاف المتحدث ان "المقاتلين الشباب مستعدون للتحرك او للهجوم حيث يتبين ان ذلك ضروري داخل كينيا".
واكدت السلطات الكينية انها نشرت اعدادا كبيرة من قوات الامن في المنطقة من دون التوصل الى منع وقوع الهجمات. وحذر المتحدث باسم الشباب قائلا ان "سحب القوات الكينية (من الصومال حيث تقاتل المتمردين) هو الامل الوحيد للعودة الى نوع من الحالة الطبيعية".
واعلن الصليب الاحمر السبت عن "سبعة قتلى مؤكدين" سقطوا في الهجوم الاخير اضافة الى خمسة جرحى. واكد المسؤول عن دائرة لامو نجنغا مييري هذه الحصيلة.
والقتلى هم اربعة شرطيين وسائق حافلة وراكبين، كما قال المسؤول. لكن الصليب الاحمر قال ان "خمسة مدنيين وعنصرين من قوات الامن لقوا مصرعهم في الهجوم".
ورفضت السلطات التعليق على معلومات مفادها ان اشخاصا اعتبروا في عداد المفقودين او انهم خطفوا بيد المهاجمين او لجأوا الى الغابة المجاورة.
وقال مصدر امني محلي ان مجموعة من رجال مسلحين اطلقت النار مساء الجمعة على الحافلة التي كانت متجهة الى لامو وكذلك على سيارة خاصة ثم سيارة شرطة وصلت الى المكان.
وقال المتحدث باسم الشباب "بعد القيام بمهتمهم، عاد مقاتلونا الى قواعدهم". لكنه لم يوضح ما اذا كانت هذه القواعد تقع في الاراضي الكينية او في الصومال.
وبحسب الصليب الاحمر، فان هذا الهجوم الجديد يرفع الى 94 حصيلة قتلى الهجمات التي شنتها الحركة منذ منتصف حزيران/يونيو في هذه المنطقة.
وسلسلة الغارات هذه بدات في 15 حزيران/يونيو. وهاجم انذاك فريق كوماندوس بلدة مبيكيتوني حيث تقيم غالبية من المسيحيين في حين تقطن منطقة الساحل غالبية من المسلمين. وقتل قرابة خمسين شخصا كلهم من المسيحيين، بحسب شهود عيان قالوا ان مقاتلين يرفعون العلم الاسلامي.
واكدت حركة الشباب ان هذه الهجمات تشكل ردا على تدخل الجيش الكيني في الصومال منذ تشرين الاول/اكتوبر 2011 ضد الاسلاميين في اطار القوة الافريقية.
واستبعدت السلطات الكينية وفي مقدمها الرئيس اوهورو كينياتا تورط الشباب في الهجمات واتهم "شبكات سياسية محلية" مشيرا باصابع الاتهام الى المعارضة - من دون تسميتها - التي يقودها خصمه في الانتخابات الرئاسية في اذار/مارس 2013 رايلا اودينغا.
واعتبر هذا الاخير ان هذه المزاعم "عبثية" واتهم الحكومة بانها "غير جدية" في معركتها ضد الشباب الذين توعدوا في ايار/مايو ب"نقل" الحرب الى الاراضي الكينية.
ومنذ بدء تدخلها في الصومال، تعرضت كينيا لعدة هجمات نسبت الى الاسلاميين الصوماليين الشباب او الى المتعاطفين معهم المحليين، في حين بقي اكبر واكثر الهجمات دموية هو الهجوم على المركز التجاري وست غيت في نيروبي في ايلول/سبتمبر 2013 والذي اودى بحياة 67 شخصا على الاقل.
وتكثفت الهجمات منذ بداية العام وخصوصا في نيروبي ومومباسا وطاولت بقوة القطاع السياحي الكيني.
والعمليات الاخيرة على الساحل أججت الانقسامات في هذه المنطقة الهشة حيث يشكل الاسلام المتشدد والتوترات الاتنية والاحتكاكات بسبب ملكية العقارات مزيجا متفجرا.