العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

استثمر وقتك قليلاً

حاملاً هاتفه منذ استيقاظه من النوم حتى عودته إليه. وهي كذلك تصحو على برامج التواصل الاجتماعي وترقِد مرة أخرى على ذلك وهم أيضاً على المنوال نفسه و «الروتين» نفسه خلال الحياة اليومية.

غاية الأسف أن هذه هي المشاهد التي تكرر كل يوم وفي كل منزل، وقد اعتدنا عليها كما اعتدنا التزام الصمت عند جلوسنا جماعات من دون أن يكلم أحدنا الآخر، الصمت التام عدا القهقهات التي نسمعها عند قراءة النكات وغيرها.

الوقت يمضي، نستنزفه من دون أية فائدة تُذكر سواء أننا نقول لأنفسنا: «برامج التواصل الاجتماعي مفيدة لنا» للتواصل! بلا شك هِي للتواصل!

وهل نتواصل مع من لا نراهم طيلة هذا الوقت يوماً كاملاً؟ وإذاً أين هي استفادتنا من الوقت المتبقي في يومنا مادمنا نكرر «الروتين». كما أننا غالباً ما نقول: «إنّ الشعوب متطورة لمجرد حملها الأجهزة الذكية بمختلف أنواعِها وطبيعتها» لكن في الجانب الآخر أين وصلنا؟ غير إهدارنا لطاقاتنا؟

واقعاً بعد رؤية المشاهد السالفة الذكر... يتساءل البعض كيف بنا أن نوقِف هذا الطابع الغالب على الشعوب بعد أن غزت الأجهزة الذكية عالمنا ونستعيد جلساتنا مع أصدقائنا لنتبادل أطراف الحديث مرة أخرى وكذلك مع عائلاتنا؟

إن تنظيم أوقاتنا في استخدام برامج التواصل الاجتماعي من «انستغرام « و «واتساب» وغيرهما، هو ما سيجعلنا نقلل من مقدار الوقت المهدور ومن خلاله سنكون أكثر إثماراً واستثماراً لإنتاج إبداعات قادرين على تحقيقها.

لنتفّهم التكنولوجيا بطريقة صحيحة حتى نبدع ونستثمر وقتنا بشكلِ أصح.

علي جميل السباع


عندما هوى القمر في شهر الله

استقبلنا مبتسماً مسروراً في طلته القمراء الجميلة الساحرة... في فضائه المكسو زرقة، والمرصع نجوماً وكواكب، استقبلنا فأحسن ضيافتنا غالقاً عنا أبواب نيرانه، فاتحاً لنا أبواب سماواته وبركاته، لكنا لم نعرف الدخول ولم نحسن الضيافة !في أول امتحانه، فقرآنه يقرأ على مسامعنا، ونحن عنه غافلون في هرج ومرج عن شح اللحم وغلاء السمك والفحم، والأدهى من ذا وذاك تناحرنا حتى الصباح حول فريقنا الفائز في مباريات كأس العالم!

وحينما انتصفت أيام ضيافتنا له وتصرمت لياليه واقترب رحيله أهدانا «كوكباً» جميل الخلق، وكمال الكرم، حتى سمته السماء الحسن ابن علي. ساداتنا من كرام أهل بيت العصمة، فقد أهين أشد إهانة، وهو يحدت قومه، وضرب وسحب عنه بساطه الجالس عليه، ولم يكتفِ القوم بل ضربت جنازته بالنبال والسهام يوم تشييعه !ثم لعنوه وقالوا فيه «السلام على مذل المسلمين»!هذا جزاؤه وجائزته التي حصل عليها مقابل حقن دماء آلاف المسلمين، وسحب بساط الحكم من الظالم معاوية!

وما أن اقترب من الرحيل حتى جازيناه بمصيبة أشد من تلك المصيبة، في ليلة من ليال القدر الساحرة العظيمة حينما كان الليل فيها ساكنا كسكون الريح إلا من هبات تلامس الأشجار والبيوتات! لكنها المفاجآة الكبرى، حينما تغير الكون من سكونه إلى هيجانه كهياج البحر، وغارت نجومه وكواكبه، فماذا جرى يا ترى؟ نعم خسف البدر وهوى القمر؟ وأي هلال هذا الذي هوى؟ إنه هلال الشهر العظيم! وليلة القدر وليال عشر، والشفع والوتر! إنه هلال شهر رمضان كله! فكيف يهوي؟ نعم لقد هوى الشهر وهوى معه هلاله وانخسف قمره!

هوى أسد الله الغالب جريحاً! معصوب الرأس! ومخضب الوجه بالدماء؟ فاقداً الوعي! محمولاً على أكتاف ابنيه (الحسنين) من محرابه إلى بيته!

فأنى يكون ليثاً وسيفاً وفارساً مغواراً وهو هكذا! وأنى يكون بدرا أو هلالا أو قمراً وهو مجروحاً يقطر دما ويزداد صفرة! بعد أن كان بازغاً متلألئاً كالقمر في تمامه وكماله!

إنه الإمام على ابن أبي طالب ولي الله والنبأ العظيم والقرآن الناطق وسورة ياسين! فسالت الدماء من المحراب كالميزاب! وهوى الشهر الكريم مخضباً بدم المحراب، فاقداً أنيسه الذي يجالسه بقرآنه وتلاوة آياته وصلواته وتهجداته! وصارالمسلمون إلى اليوم يتقاتلون على المقاعد والمناصب والفتن والكراهية والطائفية البغضاء!

مهدي خليل


نشيج التقوى

في ليل بهيم وعلى صفحات السحر...

تهجد الفضل وتمتم الخلود

بترنيمة الفجر الآتي...

ذكرٌ بظمأ العتمة

إنه تكبيرة الجلال المستميت

لوح العصمة ينحب... يرنو المعشوق الأزلي

تتحادر شهباً من مآقايه

وتتصبب شوقاً معاليه

أنيسٌ يزهرُ في السكون

يزأر إذا ما حطت البلايا

وطنُ الأياما... وديعُ اليتامى

أحطّتْ بخطبه نزلُ النائبات

وصقع الفجر بصيحته العصماء

فزت ورب الكعبة

ألا يا ليل عليٍ

فالتقوى تنشج والقرآن ينحب...

لقرينٍ مافتئ يصاحبه

ومحراب كلل بجروح العشق المضرج

لإمامٍ زلزل الآفاق خطبه

لليثٍ مسجى... لصيوان هوى بعين بارئه

بأحضان الصلاة شمّر يقين الشهادة

بتار الأنا... مطلق الدنى

حثيث المساكين... ريعان البلاغة

عطاء لا ينفذ جوده... ولا يشق على المتبتلين ورده

قوام الدين ديدنه، قطب الحق... يدور معه حيث ما دار

نافذة بصيرته... متقدة سجدته

علم تفطر وحيه... معقل الوغى فقاره

رحيق الفصاحة لسانه

تفترش التراب سماحته

يزأر حين التلاق

يرتاب الضلال لصولته... يتصاغر البطش لهيبته

سنا الكرامة عنوانه

إنه عليٌ... وما العلى إلا دون سؤدده...يرتقي بمرقاته!

نهاية الحواج

العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً