فتحت مبادرة طرحها نائب رئيس مجلس إدارة «الوسط» رجل الأعمال فيصل جواد الباب أمام المصورين البحرينيين المتميزين لترتيب رحلات إلى مناطق برية وبحرية وجزر بحرينية لإصدار أعمال مصورة ومتلفزة للحياة الطبيعية في البلاد.

أطلقت الفكرة، مساء أمس الأول الخميس (17 يوليو تموز 2014)، في لقاء تكريم مصورين بحرينيين متميزين في مجلس فيصل جواد بمناسبة إصدار التقويم المصور 2014 - 2015 الذي احتوى مشاهد رائعة للحياة الفطرية والطبيعية في مناطق مختلفة من البلاد، واختيرت مجموعة صور التقويم من مشاركات معرض “الوسط” للحياة الفطرية الذي تم تنظيمه في شهر مارس/ آذار من العام الجاري بمشاركة 24 مصوراً بحرينياً.

ووصف رئيس تحرير “الوسط” منصور الجمري المصورون المحتفى بهم بأنهم “يمثلون نماذج من الإبداع في البحرين فلديهم عين تلتقط الجمال وهذا الجمال يثبتونه في الصور التي ربما تمثل ثانية من الثواني، وربما نراها كل يوم! ولكن لا نرى ذلك الجمال إلا عندما تكون العين جميلة أو الشخص الذي يلتقط الصورة فنان! فالعدسة قد تتوافر لكل شخص، ولكن من يحرك تلك العدسة لالتقاط جمال ما حولنا هو الذي يعطي للحياة معناها”.

وأشار إلى أن نجاح معرض “الوسط” للحياة الفطرية عكس أن في البحرين جمالاً طبيعياً فطرياً في الإنسان وفي الزهور وفي الطيور والحيوانات والكائنات، ولهذا، جاءت فكرة رجل الأعمال فيصل جواد لدعم الجهود المبدعة، ومنها، اختيار مجموعة من الصور وإصدارها في تقويم ليس للعام المقبل، بل من منتصف هذا العام 2014 حتى منتصف العام المقبل 2015.

“هذا التقويم، يقدم لمن يطالعه معلومات عن جمالية الحياة الفطرية في البحرين من خلال الصور”... بهذه العبارة استهل رجل الأعمال فيصل جواد حديثه معتزاً بالاحتفاء بكوكبة من المصورين البحرينيين المبدعين، موضحاً أن “من يعيش في البحرين ويرى الحياة من مجمل جوانبها، فإن ذلك يترك في نفسه الأثر البليغ... عندما كنا صغاراً، أتذكر أننا نتجه من المنامة باتجاه أم الحصم ثم إلى سترة وكنا نرى طيور الفلامينغو حول جزيرة النبيه صالح وطيوراً أخرى في فترة هجرتها”، منوهاً إلى أن ما شاهده سابقاً في معرض الصور اثأر إعجابه، ولهذا، فقد كانت هناك تجربة سابقة مع مدارس قرية كرانة فتم إصدار تقويم في العام الماضي يحوي رسومات طالبات مدرسة كرانة الابتدائية للبنات، واليوم، نصدر تقويماً للحياة الفطرية بصور إبداعية قدمها لنا المصورون بطيب خاطر.

قائمة المصورين المحتفى بهم شملت كلاً من: حسين ناصر الماحوزي، أحمد آل حيدر، محمد درويش، زكريا عمران، ميرزا الشهابي، أحمد العجيمي، زكريا المنامي، السيدأحمد الموسوي، السيدمحمود العلوي، عيسى إبراهيم، فاضل المتغوي ومحمد المخرق، وكان مسك الختام مع رئيس مجلس إدارة صحيفة “الوسط” عادل المسقطي الذي استذكر مشهداً من الطفولة في ردم الكوري (المنطقة حالياً تقابل منتزه عذاري من جهة مدينة عيسى وشارع الخدمات)، ولقربها من خليج توبلي، كانت طيور الفلامينغو الجميلة تثير إعجابنا... بل تعجبت حينما رأيت صورة الخنفساء ذات اللون الأحمر المنقط بالأسود والتي تعرف باسم “الليدي بيرد”، حتى أنني ظننت أن بعض الصور ليست في البحرين! ولهذا، فإن تكريم المصورين المبدعين يفتح لنا باب التقدير لجهودهم، فكما نعلم، هناك عدد من المصورين العالميين يرحلون إلى مناطق نائية ويمكثون فيها لأيام من أجل أن يدركوا لحظة التقاط صورة متحركة أما أن تلحق بها أو تفوتك، ونيابة عن المصورين، عبر فاضل المتغوي عن جزيل الشكر والتقدير لهذه المبادرة، مؤكداً أن مجموعة المصورين استشعروا النقص في الإعلام والصور والمصادر والكتب للحياة الفطرية في البحرين، فقرروا العمل سوياً لتقديم صور فوتوغرافية لمختلف نواحي الحياة الطبيعية، وشمل ذلك متابعة فترات الهجرة والبقاء في البحرين، وأصبحنا نتابع بالتصوير هذه الفترات بل حتى من دول الخليج العربي هناك زملاء أصبحوا يشاركون معنا ونتمنى أن يستمر هذا التعاون.

في التقويم، من يونيو/ حزيران 2014 حتى نظيره في العام المقبل 2015، ستشهد البحرين، في مختلف مناطقها البرية والبحرية والزراعية، مرور الطيور المهاجرة ليتذكر الناس تلك الأغنية الشعبية: “يا سرب طيور يا طاير... عسى طيري معاكم عاد”، وكذلك، ستزهر بعض البراري بنبات “القلمان”، وعساها أن تفرح تلك السواحل والشواطئ المتألمة بقدوم أسراب النورس ليتواجد المصورون المبدعون في كل تلك البقاع يلتقطون صوراً تضج بالجمال.