أشارت دراسة حديثة نشرتها جامعة ولاية «يوتا» الأمريكية، إلى أن رواتب الرؤساء التنفيذيين المرتفعة لها تأثير سلبيّ في الشركات وأدائها المالي وقيمة أسهمها .

وأوضحت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة «يوتا» أن بعض المديرين من أصحاب الرواتب العالية قد يتسببون بتقليص قيمة شركاتهم من خلال استراتيجيات التشغيل الرديئة .

ووجدت الدراسة أن الرؤساء التنفيذيين الذين يتقاضون رواتب مرتفعة يتسببون في أغلب الأحيان بتقليص الأداء المالي لشركاتهم، ويحققون عوائد أقل بكثير من غيرهم، لأسهم شركاتهم لمدة ثلاث سنوات . وتبين أيضاً أن الرؤساء التنفيذيين ممن يتقاضون أكثر من 20 مليون دولار سنوياً يتسببون بخسائر سنوية يقدر معدلها بنحو مليار و400 مليون دولار لشركاتهم .

ويشير مايك كوبر أستاذ العلوم المالية في جامعة «يوتا» والمشرف العام على الدراسة بالقول: «من الراسخ في الأبحاث الأكاديمية أن الشركات تسارع في زيادة رواتب الرؤساء التنفيذيين لديها، لكن ذلك يتعارض مع سلوك الشركات الذكية، فعلى الشركات أن تكون حذرة في التعامل مع الحماس الزائد في الإقبال على الاستثمارات والاستحواذ التي يقوم بها الرؤساء التنفيذيون من ذوي الرواتب العالية إذا أرادت تلك الشركات ضمان مستقبلها المالي السليم» .

واستندت الدراسة إلى تحليل إحصائي معقد لترسّخ فهماً أعمق للرابط بين رواتب المديرين والأداء المالي، وكشف التحليل أنه كلما زادت رواتب المديرين أظهروا ثقة مفرطة في اتخاذ قراراتهم، ويوضح كوبر ذلك بالقول: «الثقة المفرطة لدى الرؤساء التنفيذيين تؤدي إلى سلوك يتقبل المخاطر العالية في الاستثمارات بمشاريع تتسبب بإهدار النفقات من دون طائل»، مضيفاً: «وجدنا أن التنفيذيين الذين يتقاضون أعلى الرواتب يقومون بإجراءات تضر بالشركات، مثل إقامة الصفقات التي تزيد على الاستثمارات التي يقوم بها أقرانهم ممن يتقاضون رواتب أقل في شركات مماثلة لشركاتهم من جانب الحجم مما ينعكس سلباً في استجابة مؤشرات سوق الأسهم على أسهم الشركة» .

ووجدت الدراسة أيضاً أن الرؤساء التنفيذيين الذين يتقاضون رواتب عالية يواصلون مسيرتهم المهنية لفترات أطول مما يقلص عوائد الشركة على المدى البعيد بمعدل 12%، ويبرر كوبر ذلك بقوله إن هؤلاء الرؤساء التنفيذيين بارعون في المناورة والتفاوض في خضم مداولات مجلس الإدارة ولذلك فهم قادرون على إزاحة أي عوائق تقف في وجه خططهم .

ويقول كوبر إن عقود تعويضات الرؤساء التنفيذيين تحتاج لتحفيزهم للعمل لتحقيق أفضل مصالح الشركة، ورغم أن الدراسة لا تثبت أن الرواتب الزائدة هي أمر ضار بالمطلق، إلا أنها تظهر ارتباط الرواتب الزائدة مع تقلص الأداء المالي . وينصح كوبر الشركات بإعادة النظر بكيفية تعاطيها مع تعويضات المديرين والحوافز لتعظيم الأداء المالي للشركات .