بلغ متوسط عدد المرضى الذين يتم علاجهم في أقسام الطوارىء في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من ثلاثمئة ألف زيارة، بحسب آخر الإحصائيات الحكومية الصادرة. ولا يخفى على الجميع حجم المرضى الذين يتم معاينتهم في قسم الحوادث والطوارىء. يراجع المريض قسم الطوارىء بسبب أعراض مختلفة، ولكن يبقى التساؤل الأول دوماً: متى ترقى تلك الأعراض والمشكلات الصحية العارضة إلى مستوى يستدعي معه المعاينة الطبية العاجلة؟.
قامت الكلية الأميركية لأطباء الطوارىء (أسيب) بعمل قائمة مؤشرات مرضية تتمثل في أعراض أكلينيكية معينة قد تدلل عند حدوثها على احتمالية المعاناة من حالة طبية طارئة تستوجب المراجعة والمعاينة والعلاج الآني، من تلك الأعراض صعوبة التنفس وآلام الصدر الحادة وآلام البطن وحالات الإغماء والدوار وفقدان الوعى والخوار العام، وفقدان النظر ونقص الوعي والإدراك والألم الحاد والمفاجئ وحالات النزيف الخارج عن السيطرة وحالات القيء والإسهال المتواصل، وتقيؤ الدم، أو السعال المصحوب بالدم، وحالات الاعتلالات النفسية التي ينتج عنها الشعور، أو التفكير فى الانتحار، وكذلك صعوبة الكلام المفاجىء.
أما بالنسبة للأطفال والناشئة فإنهم قد يعانون من أعراض واعتلالات مختلفة عن تلك لدى الكبار والبالغين، وذلك راجع إلى خصوصية الأمراض التى يتعرض لها الأطفال والتكوين الفسيولوجي والتشريحي في مراحل الطفولة والنمو، مع ضرورة ملاحظة أن ما يمكن أن يمثل خطورة على صحة وحياة الطفل ليس بالضرورة أمراً سيئاً عندما يتعرض له الشخص البالغ، ودليلنا هنا، وبالنظر إلى حقيقة أن الأطفال لايستطيعون التواصل الفعال لنقل معاناتهم أو فهمها، أنه على الشخص البالغ والباذل للعناية، أخذ زمام المبادرة في تقرير ما إذا كان الطفل يحتاج إلى عناية طبية عاجلة، مع الالتفات الى أنه متى بدر الشك أو الالتباس فى تقدير ذلك يجب أخذ الطفل للعناية والتقييم الطبي العاجل.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى عند تقدير أن الحالة المرضية على درجة كبيرة من السوء وتهديد الحياة أو أنها قد تكون كذلك فى الطريق الى المستشفى، فيجب عندها طلب خدمات الإسعاف والطوارىء الطبية على الرقم 999.
تتم معاينة المرضى فى أقسام الطوارىء بناء على شدة وخطورة الحالة المرضية بغض النظر عن وقت وصولها للمستشفى، وهو ما يعرف في ممارسات طب الطوارىء بنظام تصنيف المرضى، حيث المعاينة ليست للأسبق فى الوصول، وإنما للأشد تهديداً على الصحة والحياة.
بقي أن نعرف أن على المريض عند مراجعته لقسم الطوارىء للعلاج وكي يحصل على أفضل رعاية وعلاج، عليه قدر الإمكان إحضار قائمة ما يتناول من أدوية، إن وجدت، ويفضل أن تكون الوصفة الطبية نفسها التى تبيّن، إضافة إلى اسم الدواء، الجرعة وطريقة وعدد مرات الاستعمال ومدة العلاج والأدوية والأغذية المسببة للحساسية، كما يجب على المريض معرفة وإبراز سجله من التطعيمات العامة بالنسبة للأطفال، وسجل تطعيمات التيتانوس والانفلونزا والتهاب الكبد «ب» بالنسبة للكبار.
أخيراً يجب على المريض ومرافقيه المحافظة على الهدوء والسكينة ما أمكن مع علمنا بصعوبة ذلك عندما يتعرض الإنسان لأى مرض أو إصابة، ولكن ذلك من الضرورة بمكان، حيث إنها تسهل وتفعل اتصال أمثل وأأمن مع الكادر الطبي والتمريضى المعالج في سبيل رعاية طبية متمكنة، فالهدف والغاية الأسمى لبذل عناية ذات مصداقية وفاعلة، هي ضمانة أن يحصل الطبيب والطاقم الطبي المعالج على تفاصيل الشكوى المرضية كافة، بالدقة والسرعة الممكنتين، للخروج بخطة علاجية تضمن إنقاذ وشفاء المريض.
نقطة أخرى مهمة هي أنه ممكن أن تطول مدة الانتظار فى أقسام الطوارىء للحالات التي من الممكن أن تنتظرللمعاينة، ولكن قد تتغير الحالة المرضية وتسوء أكثر أثناء الانتظار، وعليه يتوجب على المريض أو مرافقيه إعلام الطاقم التمريضي أو الطبي المناوب بأي تطور فى الحالة، قد يؤثر على صحته أو حياته.
إقرأ أيضا لـ "محمد حسين أمان"العدد 4332 - الخميس 17 يوليو 2014م الموافق 19 رمضان 1435هـ